كُرمت مؤخرا المطربة سعاد بوعلي بوسام التقدير من قبل مديرية الثقافة بسيدي بلعباس لمسارها الفني الطويل و تألقها في الأغنية العصرية الأصيلة ، فهي من الفنانات الجزائريات اللواتي حافظن عن الطابع الأصيل للأغنية الجزائرية ، فلقد عرفت بعدة أغاني جميلة من بينها «غرد البلبل» ، كما خاضت تجربة الأغنية الخليجية عندما سجلت شريط «يا زارعين الورد» بالمملكة العربية السعودية، وسجلت أيضا شريط «يا الأيام» بفرنسا، وشريطها الثالث بعنوان «مانيش أنا اللي ما فاهماش». عن جديدها الفني و يومياتها الرمضانية كان لنا معها هذا الحوار : - كيف تعيش سعاد بوعلي خصوصية شهر رمضان ؟ ^ أولا يجب أن نكون في مستوى هذا الشهر من عبادة و صداقة و من احترام للغير و أهم شيء في هذا الشهر هي العبادة ، لأن الله سبحانه و تعالي يضاعف الحسنات في هذا الشهر فبالتالي يجب أن نكون مسلمين حقيقيين و نأخذ ولو قسطا من هذه الاجازات التي أجازها لنا الله سبحانه و تعالي و نكون رفقاء بأولادنا ، بجيراننا ، وأصدقائنا ، وهذا ما أتمناه في هذا الشهر المبارك . - كان علماؤنا يعيشون حالة تصوف في شهر رمضان عكس ما نلاحظه من مظاهر غريبة عن إسلامنا، فماذا تقولين لنا عن هذا الأمر ؟ ^ لا نستطيع تعميم الظاهرة على الجميع لكن نقول ربي يهدي الجميع ، ولو نرجع للتاريخ، فإنا أغلبية أوقات هؤلاء العلماء أو حتى آبائنا و أجدادنا كانوا يقضونه في المساجد ، وفي ختم القرآن الكريم لعدة مرات ، و أيضا في تربية الأجيال ، و كان الأكل و تنويع الأطباق آخر همهم ، فلما لا نغذي الفكر و الروح ،أما الجسم فيمكن أن يأخذ حاجته حتى لو كانت قليلة من الطعام و هذا القليل تعطيه قوة الحياة . - ما هو جديدك الفني ؟ ^ هناك عدة أغاني أنا بصدد التحضير لها و تسجيلها منها أغنية « ورد و شوك « للملحن جمال بن دحمة ، وأغنية « العيد» للملحن عمر عسو ، و « ما تفكرنيش» للفنان حسان بلحميسي ، و « خويا يا خويا» للأستاذ يوسف قلو من ولاية أدرار، و هذه الأغاني الأربعة ، أنا أعمل على تحضيرها رفقة الملحنين وهي في اللمسات الأخيرة . - ماذا عن أغنية « العيد « للملحن عمر عسو ؟ ^ أغنية «العيد» هي هدية لجمهوري الكريم في عيد الفطر المبارك و إن شاء الله نختم سيدنا رمضان بالصحة و العافية و أردتها أن تكون نغمة فرح لكل الشعب الجزائري و أنا بصدد وضع الروتوشات الأخيرة مع الملحن عمر عسو الذي أشكره كثيرا على طريقة العمل في تسجيل الأغنية . - لقد كانت لك تجربة في مجال الأغنية الخليجية فما هو صداها ؟ ولماذا لم تتكرر؟ ^ سجلت شريط «يا زارعين الورد» بالمملكة العربية السعودية عام 1993،وكان له صدى مقبولا في الأوساط الفنية العربية، ويحمل هذا الشريط أغنيات ذات طابع خليجي من تلحين الأستاذ بكر مدني، ووزع في المملكة ولم يوزع بالجزائر. حيث صادفت من جديد تعنت المنتجين الذين تحججوا بالقول إن الشريط خليجي ولا يمكن أن يلقى رواجا بالجزائر، والحقيقة غير ذلك فالجمهور الجزائري يحب الأغنية الخليجية ويتابع نجومها باهتمام عبر الفضائيات العربية. - هل هناك مشروعا فنيا خاصا بأداء المدائح الدينية ؟ ^ المديح الديني جزء من حياتنا اليومية عندما نؤدي مديحا دينيا عن حبيبنا سيدنا محمد (عليه الصلاة و السلام) ، نشعر براحة و شوق إليه و من منا لا يتمنى رؤية حبيب الكون، و أنا أديت أغاني دينية وهي موجودة في أرشيف الاذاعة و التلفزيون وأتمنى مستقبلا أن تكون لي مدائح جديدة أتركها للأجيال القادمة و للذاكرة الفنية . - هل هناك أصوات تكمل مسيرة الكبار في الأغنية الجزائرية الأصيلة ؟ ^ الأصوات الشبانية المتميزة موجودة لكن للأسف لا يوجد التشجيع و لا دعم مادي من قبل مسؤولي القطاع الفني و الثقافي ، و لا حتى هناك إمكانيات من أجل تسجيل انتاجهم الفني و هذا يلعب دورا كبيرا لتغيير مسار هذه الأصوات التي تجد نفسها تتخبط لوحدهم في طريق أبوابه مغلقة من أجل تسجيل أغنية يمكن أن تقدمهم للجمهور و تثبت بها وجودها الفني على الساحة الفنية و هذا مما يؤدي للأغلبية السير في الاتجاه إلى الأمر السهل و هذا ينتج عنه الرداءة في الساحة الفنية . - ما هي الأطباق المفضلة لديك في شهر رمضان؟ ^ أحب كثيرا طاجين الزيتون و المحمر و السلاطات ، و تحضير الأطباق التي يحبها أبنائي . - ما هي البرامج التلفزيونية التي شاهدتيها خلال هذا الأسبوع ؟ ^ شاهدت لحد الآن مسلسل عاشور العاشر لكن لم يعجبني كثيرا بسبب تغيير الشخصية الرئيسية ، ربما لأن عرض السلسلة لازالت في حلقاته الأولى بسبب بطله الجديد لأننا صراحة قد تعودنا على الفنان الكبير صالح أوقروت المتميز بشخصيته الفكاهية الهادفة، لكن من يدري سنتابع الحلقات اللاحقة و نرى و تابعت أيضا مسلسل الأيام ، و عموما فأنا لا أتابع كثيرا التلفزيون في الشهر الفضيل لأنني بعد صلاة العشاء و التراويح ، أنام مبكرا من أجل النهوض باكرا لأخذ ولدي إسلام إلى مدرسته . - ماذا تقولين عن سيرتا و وهران ؟ ^ سيرتا هي مسقط رأسي أين ولدت، هي مدينة الجسور المعلقة، و مدينة العلماء و الفنانين من بينهم الحاج الفرقاني، بالتالي أكن لها كل الاحترام، و وهران مدينتي التي احتضنتني و عمري سنتين و أحبها كثيرا و عندما أكون خارج الجزائر لا أحس بالاطمئنان إلا في وهران ، و كما قالت المرحومة أم سهام « امنحيني شمسك يا وهران «، و بعيدا عن المكان أنا جزائرية و كل بقعة من هذا الوطن هو مسقط رأسي . - كلمة أخيرة ؟ ^ رمضان هو الإيمان و الصداقة و الشعور بالغير و ليس هم البطن و الشراء و هو جائزة للصائمين و الصابرين و المتقين و محبين لله سبحانه و تعالي و أتمني للجميع رمضان كريم و يا رب أحفظ أهلنا و جزائرنا .