تباينت أسعار الخضر و الفواكه بين العديد من الأسواق و المحلات التجارية بمختلف مناطق غليزان حول أسباب ارتفاعها وسط اتهامات يتقاذفها تجار الجملة ، بينما المستهلك هو الضحية خاصة في ظل توقف شبه كلي لنشاط سوق الجملة الذي لم تمر سوى 3 أشهر على افتتاحه بمنطقة النشاطات الصناعية ببلعسل بعد انعدام فضاء موازي لأكثر من 30 عاما بالولاية الأمر الذي حال دون تلبية احتياجات الزبائن و الموزعين على المستوى المحلي و تخفيف عناء تنقلهم إلى أسواق الجملة المتواجدة خارج الولاية مثل أسواق مستغانم ، معسكر ، الشلف ، الجلفة ، خميس مليانة ، عين الدفلى و واد سوف لامداد الأسواق و المحال بالخضروات و الفواكه . و هكذا تشهد منذ فترة جل الأسواق ارتفاعا خياليا و بشكل يومي في أسعار الخضر و الفواكه بجميع أنواعها و استمرت بالارتفاع خلال رمضان ، و عزا بعض تجار الجملة ارتفاع الأسعار إلى جشع التجار و الوسطاء و المضاربون الذين يفرضون هذه الزيادات غير المبررة منذ انتشار جائحة كورونا لتتجاوز حدود المعقول قبيل حلول شهر رمضان في ظل غياب الرقابة و محاربة المضاربة و يرى البعض منهم أن العوامل المناخية من بين الأسباب وراء التذبذب في إمداد أسواق الجملة بمنتجات فلاحية مع ازدياد الطلب و قلة العرض و كذلك عملية التوزيع بالنسبة لعدة أصناف من الخضار لعدم التمكن من جنيها بسبب هطول الأمطار مثل البطاطا في وقت يشتكي العديد من المواطنين من هذا الغلاء الفاحش في غالبية أسعار الخضروات و الفواكه المعروضة في أسواق التجزئة إلى جانب السلع الغذائية الاستهلاكية والأساسية الأخرى و هذا موازاة مع تدهور القدرة الشرائية للمواطنين ، حيث ارتفع سعر البطاطا الى 120 دج و 150 دج بالنسبة للطماطم و مست هذه الزيادات جل الأصناف الأخرى من الخضروات كالبزلاء و الخس ناهيك عن الفواكه فقد ارتفعت الفراولة حوالي 100 بالمائة و راوحت أسعار التمور 400 و 650 دج و تساءلوا عن الأسباب وراء استمرار غلق سوق الجملة بالولاية منذ سنوات و الذي قد يساهم في مواجهة الغلاء و جشع بعض التجار و الوسطاء من خلال تعامل تجار الجملة مباشرة مع المنتجين كون أن الولاية تتوفر على مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة و تتم بها مزاولة العديد من الأنشطة و لاسيما الخضروات و الأشجار المثمرة و هو الأمر الذي يتطلب التدخل العاجل لاعادة فتح أكبر سوق تم انشاؤه بمنطقة النشاطات الصناعية لبلعسل و الذي استأنف نشاطه بالمنطقة شهر جانفي الماضي لفترة وجيزة بوتيرة جد متباطئة في حركة البيع بعد أن ظل طيلة سنوات يشهد شللا غير مسبوقا جعله يتوقف عن مزاولة نشاطه كباقي الأسواق . و من جانبه المنسق الولائي لاتحاد التجار و الحرفيين لولاية غليزان منور محمد أكد ركود حركة البيع و الشراء على مستوى سوق الجملة المحلي على الرغم من اعادة فتحه مؤخرا مؤكدا أن الباعة و تجار يشترون الخضروات من المزارعين مباشرة مشيرا الى أنه لا يوجد سوق بالولاية منذ أواخر الثمانينات و بداية التسعينات كما أن العديد من التجار و الوكلاء رفضوا العمل في هذه الأسواق و تحت رقابة الجهات المختصة .