البيئة عندنا مريضة لا شك في ذلك والعلاج المقترح من الجهات المختلفة غير مجد والتدهور ظاهر والعلة تزيد والمرض يتفاقم بفعل الإنسان بالدرجة الأولى فالاسمنت في توسع مستمر ويلتهم في طريقه الأخضر واليابس كما يقال فالأراضي المجاورة للمدن والقرى يغزوها البناء دون تخطيط أو نظام ومجاري المياه من وديان وجداول وانهار جف ماؤها وذهب صفاؤها ونقاؤها وتحولت إلى مصب لمياه الصرف الصحي المنزلي والصناعي والأوساخ والقمامات وصارت مصدرا للأمراض الخطيرة لأنها تلوث المياه الجوفية ومياه السقي والحلول غائبة ولا يوجد عمل مدروس وجدي وفعال وحتى المبادرات الصغيرة من البلديات والجمعيات المهتمة بالبيئة لا نجد لها أثرا في الواقع مثل عمليات التشجير وإنشاء المساحات الخضراء.. إلخ. فالإهمال واللامبالاة وعدم الاهتمام والعجز من السمات الظاهرة والمؤشرات الواضحة الدالة على قلة الوعي بالمخاطر المتربصة بنا حاضرا ومستقبلا والناجمة عن التلوث والتصحر بالإضافة إلى الجفاف وتأثيراته السلبية على البيئة والمحيط وتدهور الغطاء النباتي وقد وقفت مؤخرا على حالة بيئية في مدينة الشلف ويتعلق الأمر بوادي تسيغاوت الذي يقطع المدينة من الجنوب إلى الشمال من الجهة الغربية ويمر بمجموعة من الأحياء السكنية كالانتصار والإخوة عباد والسلام والإخوة بن سونة والبساتين وقد وضعت قناة اسمية كبيرة الحجم لتصريف مياهه وضعت في قاعه وبقيت ضفافه التي تشكل منخفضا كبيرا في بعض الأماكن وبدل استغلالها لصالح البيئة عن طريق تشجيرها وإقامة مساحات خضراء فيها و منتزهات تركت على حالها وتحولت إلى مكب للنفايات والأوساخ المختلفة وهناك تجربة في تركيا فقد كانت مدينة اسطنبول تعاني من التلوث قبل ان يتصدوا له ويحولوا الوديان والأماكن الملوثة إلى حدائق فمن الذي يمنعنا من الاقتداء بهم والحكمة ضالة المؤمن أن نحول الوديان المجاورة لمدننا وقرانا ومنها وادي الشلف والهبرة وسيق ووادي الحراش ووادي لرجام ووادي ارهيو.. إلخ إلى أماكن للراحة والاستجمام ولن تكلفنا كثيرا.