نعود في ملفنا هذا الى الموضوع الذي يفرض نفسه بشدة، وضعية معيشية لا تقل خطرا من الوضعية الوبائية، وما بالك إن إجتمع الغلاء والوباء في موسم ساخن تحرص الأسر الجزائرية أن يكون ناجحا وفي ظروف حسنة من أجل ضمان مردود جيد سواء في العمل أو الدراسة أو مختلف الممارسات الحياتية اليومية. فنحن اليوم في تفاصيل هذا الملف ننقل معاناة المواطن المغلوب على أمره، المواطن الفقير في الجزائر الجديدة وفي سنة 2021، عائلات لا زالت تقتات على الخبز والحليب، وأخرى تقسم وجبة العشاء على وجبتين، لا يأكلون حتى يشبعون وإنما هم يأكلون حتى لا يجوعون. استطلاعنا بدأناه من الأسواق الشعبية لمدينة وهران فهناك نجد كل الفئات الهشة، أمهات تفاصلن في أسعار الملابس لتتمكن من شراء بدلات جديدة لكل أطفالها، وأب يقف جانبا لعد ما تقى من دنانير في "تزدامه"، ويعود بقفة شبه خاوية، أسر تخلت عن شراء ما تحتاج من مواد استهلاكية هذه الفترة واهتمت بتوفير الكراريس والكتب من أجل تعليم أبنائها.. إنه واقع مر وتفاصيل حياة صعبة جدا كان لزاما علينا التوجه إلى الميدان لنتابعها عن كتب، ولنقول أنه حان الأوان ليعيش الجزائري حياة كريمة مادام هناك إرادة سياسية تعمل من أجل هذا، حان الوقت لاحتواء الغلابى ومسح طبقة الفقر من جزائر الثرواث.