الريشة الجزائرية بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي أكد الفنان التشكيلي " إدريس كاملي " أمس في تصريح خاص ل"الجمهورية" أن النشاط الذي نظمه طيلة ال15 يوما برواق "دالي عبد الكريم" بعاصمة الزيانيين تلمسان، شهد إقبالا كبيرا من قبل عشاق الفن الجميل، حيث عرض 46 لوحة متميزة جسد فيها فلسفة "لا معقولية التجريد"، والتي تعني بالنسبة إليه نظرة ومنطق "كل شيء ممكن"، حيث أوضح أن هذا المعرض الناجح جسّد من خلاله "زاوية ومساحة مكنته من التعبير وبحرية تامة عن أحاسيسه الكامنة وأفكارها التي يؤمن بها كفنان على أرض الواقع"، و أضاف مضيفا بأن الرسم عنده هو تعبير داخلي، يلخص كل العواطف الإنسانية، حيث أنه من خلال الأعمال الفنية التي تبدعها أنامله يسعى بواسطة الألوان التي يختارها والإيماءات التي يشير إليها إبراز ما بداخله من أسرار، بل وأحيانا صمت وهمسات هي أقوى بكثير من الكلمات. كما أشار في ذات الصدد إلى أنه يرسم ليعبر عن الجمال من خلال رؤية خاصة، كون أننا نعيش في عالم متناقض... فالفنان بالنسبة إلى "إدريس كاملي" هو من يصنع لنفسه عالما خاصا، يفرغ فيه حمولة ذكرياته ومشاهداته، ويشعر بطاقة كبيرة تروّض ذاته، وتستقطب أحاسيسه ف"لا معقولية التجريد"، معناه في نظر الفنان التشكيلي المحترف "الحرية المطلقة للفنان من خلال مساحة رحبة هي اللوحة". الفنان التشكيلي الوهراني المتمرس إدريس كاملي الذي صنع بأنامله الساحرة رصيدا إبداعيا غزيرا ونوعيا، شارك في عدة تظاهرات محلية ودولية، آخرها تلك التي احتضنتها ولاية تلمسان من 11 إلى 25 فبراير الجاري، وبخصوص المدارس التي تأثر بها الأستاذ " إدريس" ، يذكر على سبيل المثال لا الحصر، الأمريكي جاكسون بولوغ والروسي كينسكي، وماتيس الفرنسي وهانس الألماني، وهي مدارس مختلفة، موضحا أن هذه التجارب أعطته نفسا قويا لينطلق في هذا الباب والطريق التي اختارها ، وبخصوص مشاركاته الدولية، كشف محدثنا أنه، شارك مؤخرا في معرض بالمغرب، لاسيما في دار البيضاء، فاس ومراكش، وقد سمح له هذا النشاط بإظهار قدرة الفنانين التشكيليين الجزائريين، في هذا المجال لاسيما وأننا نملك عدة رسامين كبار تركوا بصماتهم في الماضي، كلما سنحت لهم الفرصة بذلك على غرار ايسياخم، وخدة ومحمد راسم وغيرهم، مضيفا أنه شرّف الجزائر في مختلف التظاهرات التي شارك فيها، وترك لمسة وبصمة، تؤكد مرة أخرى مدى علو كعب الرسامين في بلدنا، مشيرا إلى أن الريشة الجزائرية بحاجة إلى دعم حتى نسمو بهذا الفن إلى عالم الاحترافية والجودة التي تتم بها في باقي دول العالم. ولدى حديثه عن الحركة التشكيلية في الجزائر، وصفها محدثنا بأنها ليست في مستوى التطلعات وتحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي، على اعتبار أن الفنانين لا زالوا يبحثون عن إثبات ذواتهم من خلال إيجاد الأروقة وقاعات العرض، وهو ما يسمح بترقية هذا النوع من الإبداع الجميل والرهيف. وختم الرسام كاملي إدريس، بأنه سيواصل جولته الفنية التي بدأها في الآونة الأخيرة لتشمل باقي ولايات الوطن، حيث ستكون محطته المقبلة، مدينة مغنية المضيافة في الأسبوع المقبل، على أن يتنقل بعدها إلى ولاية عين تموشنت، التي سيلتقي بها مع عشاقه ومعجبيه الذين يهتمون ويتابعون جديده الفني.