ها نحن نحتفل بمرور 22 سنة على وفاة كروان الأغنية الوهرانية وأحد أعمدتها الراحل " أحمد وهبي " ..المطرب الذي استطاع على امتداد رحلته الفنية والإبداعية الطويلة أن يتألق بموسيقاه وبعزفه المنفرد على العود .. تعامله مع الموسيقى الشرقية حدد بوصلة اتجاهه وحجز له مكانة هامة في المشهد الفني العربي ... ما جعله يأسر عشاقه ومحبيه بحنجرته الدافئة و إحساسه الرائع الذي أضاف الكثير للفن الوهراني الأصيل .. ، خصوصا بعد أن وجد في قصائد الشيخ " الخالدي" و " مصطفى بن ابراهيم " ومختلف شعراء الملحون مادة خام للنهوض بلونه الموسيقي و إيصاله إلى العالم العربي .. ليقود بنجاح ركب الموسيقى الوهرانية نحو بوابة الشهرة و النجاح .. فعلى الرغم من رحيل " وهبي " إلا أن ذكراه لا تزال محفورة في القلوب ، و أغانيه لا تزال منقوشة في العقول ....تميزه و استمراره في العطاء و التألق لخير دليل على عشقه للفن والموسيقى وغيرته على الأغنية الوهرانية الأصيلة .. والمتتبع لحياة أحمد وهبي ومسيرته يستطيع أن يلحظ المجهود الكبير الذي بذله الكروان من أجل إخراج موسيقاه من بوتقة المحلية إلى العالمية ، إذ كان إصراره جليا على تقديم نمط موسيقي جديد في الوطن العربي ، من خلال اعتماده على قرار قوي ومؤثر لفت انتباه الكثير من الموسيقيين والملحنين بمصر ، و بالتحديد موسيقار الأجيال المطرب الراحل " محمد عبد الوهاب " الذي أشاد بصوته الكريستالي و بأدائه و الأهم من ذلك بذكائه.. و لأن ابن وهران اعتز بشهادته قرر أن يستوحي لقبه الفني منه فصار " وهبي " بدل لقبه الحقيقي " دريش التيجاني " ..كل هذا جعل الجماهير تلتف حوله و تتابع باهتمام مساره الذي انطلق مع اسطوانته الأولى " كروان الليل " التي أصدرها سنة 1949 ، بعدها جاءت الأغنية الشهيرة " وهران ..وهران " التي أعادها ورددها الكثير من الفنانين على رأسهم الشاب " خالد " الذي أوصلها إلى العالمية وقدمها على أشهر المسارح الأوروبية والعربية ، مثلها مثل أغنية " ، " علاش تلوموني" ،" يا طويل الرڤبة" ، و " الغزال" ، شهلة لعيون " ، " فات اللي فات " وغيرها من الأغاني التي صنعت نجومية وجماهيرية " أحمد وهبي " الذي ترك وراءه إرثا فنيا كبيرا ومشوارا مرصعا بالنجاحات كان كفيلا بظهور جيل جديد أبى إلا أن يحافظ على أعماله ويكون أمينا على تراثه العبق .. وهكذا كان ابن الباهية وهران محبا لفنه و غيورا على وطنه ، حيث واصل مسيرته بكل حب وشغف إلى أن أصيب بمرض عضال ألزمه الفراش ، ليفارق الحياة يوم 28أكتوبر 1993 .. ورحل عنا تاركا في نفوسنا الكثير من الوجع و الألم و الحنين ..