احتضن مركز التسلية بإيسطو بوهران أول أمس حفلا دينيا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف تحت إشراف مديرية الشؤون الدينية لوهران بالتنسيق مع دار الثقافة والتكوين المهني و كذا مديرية النشاطات الاجتماعية و غيرها من الجمعيات الدينية و الثقافية ، حيث أكد ممثل مديرية الشؤون الدينية في كلمته الافتتاحية على أهمية تواجد المرأة داخل القاعة بعدد كبير ما يعكس صورة السيدة خديجة - رضي الله عنها - التي كانت أول امرأة تدخل الإسلام و تؤمن بالرسالة المحمدية ، كما عدّد في تدخله الأول محاسن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بشيرا ونذيرا، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فاستحق بحقٍ أن يكون رسول الله منقذا للبشرية، وأسوة للعالمين كما قال ممثل مديرية الشؤون الدينية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بمنهج شامل كامل للحياة يسعد من يعيش في ظلاله، وينعم بالراحة والأمان، لأنه منهج ربّاني يخاطب الفطرة السليمة، ويوازن بين متطلباتها الروحية والجسدية، فتعامل خاتم الأنبياء مع كل الأمور التي واجهته بطريقة فذة، وبسنة مطهرة أخرجت لنا كنوزا هائلة من فنون التعامل، ومن آداب العلاقات . من جهة أخرى شهد الحفل الديني مداخلات أخرى لأساتذة و أئمة حول سيرة الرسول { ص} ، حيث أوضح هؤلاء أنه لا يخلو أي قول أو فعل لرسول الله من خُلق كريم، وأدب رفيع، بلغ فيه الذروة، ووصل - بلا مبالغة - إلى قمة الكمال البشري، حتى في المواقف التي يصعب فيها تصوُّر الأخلاق كعاملٍ مؤثر، وذلك كأمور الحرب والسياسة، والتعامل مع الظالمين والفاسقين والمحاربين للمسلمين والمتربصين بهم، وكذلك في تواضعه، وقيادته، وإعطائه الحقوق لأصحابها، وفي حله للمشكلات، كما كان أيضا نعم الأب والزوج والصاحب، إلى جانب التواضع من الأخلاق الفاضلة الكريمة، والشيم العظيمة التي حثّ عليها الإسلام ورغب فيها، وتمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجاً عمليا في حياته، فقد كان مع علو قدره، ورفعة منصبه أشد الناس تواضعا، وألينهم جانبا. وفي ذات السياق تحدث ممثل جمعية " جزائر الخير " عن المعرض الذي نظمته حول سيرة النبي عليه الصلاة و السلام ، حيث قال إنه يبين القيم المحمدية إلى جانب الأحاديث النبوية التي تحثّ على احترام الجار و معرفة قيمة طلب العلم و الحثّ على حب الوطن الذي هو من الإيمان ، كما ذكرت رئيسة جمعية الفرقان السيدة " تقيى بشرى " أنهم ساهموا في الاحتفالية الدينية من خلال مسرحية " أخلاق الرسول " و قصائد تمجّد سيرة الحبيب محمد عليه الصلاة و السلام و تواضعه الذي كان سمة ملازمة له في حياته كلها، في جلوسه، وفي ركوبه، وفي أكله، وفي شأنه ، إلى جانب ذلك كان المديح الديني حاضرا هو الآخر في الاحتفالية من خلال مشاركة دار الثقافة " زدور ابراهيم " وفرقة التراث القناوي للجمعية الثقافية " فرسان الديوان " بحضور رئيسها " بوسماحة الهواري" الذي أشار إلى أنهم اشتركوا في هذه المبادرة الحسنة مجّانا من خلال تقديم أغاني روحية تمجد مدح الرسول محمد عليه الصلاة و السلام .