في البداية نهنئ النساء الجزائريات بعيدهن العالمي، وينبغي أن نشير ونحن نحتفي بهذه المناسبة، إلى مسألة جوهرية وهي أن المرأة في بلدنا كل أيامها أعياد، فهي خزان من العطاء، بل واستطاعت فرض نفسها في الكثير من المجالات : لاسيما السياسية والإعلامية منها.. وباعتباري كنت نائب في البرلمان ومذيعة تلفزيونية سابقة، يجب أن نعترف أن المرأة تمكنت، بفضل كفاحها ومثابرتها من تحقيق ذاتها، وهنا أنتهز الفرصة من منبركم الموقر أن أتحدث عن ما يسمى ب"النساء الصامتات" اللواتي أثبتن فعاليتهن وقدرتهن على رفع التحدي بالرغم من الصعاب التي تواجههن، فالمرأة الصامتة تنجب، تربي وتعلم، وهي بذلك المدرسة الأولى التي لا يجب نسيانها أو تهميشها، لذا ينبغي أن لا تستثني التكريمات هذه الأم المثالية، بل وأدعو إلى التأسيس لجائزة، من أجل تكريمها، حتى نثبت اهتمامنا بهذه الشريحة الهامة من النساء الجزائريات، ونفتخر بدورها الكبير في مجتمعنا، خلافا للمرأة في المجتمعات الغربية التي لا يزال ينظر إليها على أنها سلعة وفقط، وهنا يجب أن نعترف أننا أضحينا نعيش في زمن الرداءة، حيث ومقارنة بالسنوات السابقة، التي كنا نعيش فيها أياما وأوقاتا نظيفة وجميلة في العالم العربي، بتنا اليوم نعاني من مشكل الانحطاط الأخلاقي والقيمي، لذا أنصح في هذا المقام بالعودة إلى مكارم الأخلاق، لأن دور الأم مهم بالدرجة الأولى، بدليل أن الكثير من أمهاتنا اللواتي كن أميات، تمكّن من إعداد جيل واع وطيب الأعراق، لكن للأسف يوجد الكثير من النساء تخلين عن دورهن التربوي، وأضحت تهتم فقط بأمور أخرى، كالجري وراء المكاسب والامتيازات السياسية ...إلخ، وبالتالي حسب اعتقادي فإن الدور الأول للمرأة، هو تربية النشء والاهتمام بالأطفال، إذ علمتنا التجارب أن الشارع لا يربي بل يلتهم البراءة ويفترسها.. أما فيما يتعلق بالإصلاحات التي وردت في الوثيقة الدستورية، فينبغي أن نشير إلى أن مسألة تكريس مبدأ "المناصفة في سوق العمل"، باتت واقعا ملموسا، بالرغم ما يقال هنا وهناك، حيث حققت حواء خطوات جبارة في هذا المجال، لاسيما في قطاعي الصحة والتربية، الذي تفوقت فيه المرأة بشكل محسوس على شقيقها الرجل، بالنظر إلى عدد المعلمات والطبيبات، اللواتي يعملن في القطاعين، مع العلم أنه لا توجد أزمة قوانين في بلدنا، بل يجب تفعيلها حتى تكون أكثر تجسيدا على أرض الواقع، مجددة تأكيدي على أن لا يمس قانون الأسرة بشريعتنا الغراء، رغم محاولات البعض، وحتى أكون أكثر إيضاحا وإلماما بجوانب الموضوع، أقدم مثالا عن قانون حماية الطفل الذي صادق عليه البرلمان، لكن لا يزال إلى اليوم غير مفعّل بالنظر، إلى انتشار ظاهرة تسول الأطفال، لذا يبقى الحوار بين الآباء والأولاد ضروري لمجابهة مختلف الظواهر الاجتماعية الخطيرة، لكن رغم ذلك أؤكد أن المرأة الجزائرية بخير وتتمتع بوعي أخلاقي وتربوي كبيرين.