نقلت مصادر مطلعة، أن وزارة الشؤون الدينية تحضر لمشروع قانون من المقرر أن يحول على مجلس الحكومة، لتجريم ظاهرة التكفير رغم أن كثيرين يرون الحل القانوني غير كاف لقطع دابر هذه الظاهرة، التي استشرت في المجتمع الجزائري. وبحسب المصدر، فان تفكير الوزارة في هذا المخرج، ما اعتبرته تحول التكفير إلى ظاهرة بين الشخصيات، والتي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الدين الإسلامي، خاصة في ظل استمرار الحالة "المتعفنة" التي تعرفها الساحة السياسة بالجزائر مؤخرا، مما استدعى وزارة الشؤون الدينية التفكير في تجريم الظاهرة الدخيلة على المجتمع الجزائري، ولهذا الوضع خلصت الوزارة إلى أن "مثل هذه الموضوعات تحتاج إلى نقاش ثقافي وفكري وتصعب معالجتها بالقانون، فقمع هذه العملية بالتشريع لا ندري ما إذا كان سيأتي بنتيجة أم لا"، لكننا سنحاول كبح جماح السياسيين بالجزائر . ويؤكد المصدر، ان مصالح الوزير محمد عيسى تستعد لدفع عجلة العدالة نحو سنّ قانون لتجريم التكفير بالجزائر، وذلك بالتعاون مع مختلف القطاعات الوزارية الأخرى ، كما شددت مصادرنا على أن هذه الظاهرة التي أضحت تصدر من قادة سياسيين على مختلف مشاربهم، وانتماءاتهم السياسية والإيديولوجية، أضحت تهدد أمن الجزائريين، مشيرة إلى أن "هيئة الإفتاء التي لا تزال تنتظر التعديل الدستوري المقبل، ستوضح معالم ذلك القانون المنتظر". وتُعد ظاهرة التكفير دخيلة على المجتمع الجزائري ولا تحظى بذلك الانتشار، فيما عدا خلال الفترة التي شهدت ظهور الجماعات الإسلامية المسلحة بداية تسعينيات القرن الماضي إبان العشرية السوداء، غير أن تبني جماعات تعتبر نفسها وسطية وناشطة في البلاد لفكرة التكفير يطرح عدة تساؤلات حول أبعاد ومخاطر الظاهرة على المجتمع الجزائري، الذي تتبع الغالبية العظمى منه مذهب الإمام مالك. ويأتي قانون التجريم التكفير بالجزائر في ظل التلاسن الشديد بين مختلف التشكيلات السياسية، كانت آخرها تصريحات رئيس حزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، التي طالت لويزة حنون وشككت في إسلامها، لترد عليه هي بدورها بالقول : بأعوذ بلالله من الشيطان الرجيم كلما رأيتك"، كل هذه الخرجات السياسية ،غير عادية، سبقتها تصريحات تكفيرية من قبل طالت مجموعة من السياسيين والمثقفين بالجزائر منهم وزراء بالحكومة الحالية من قبل جبهة الصحوة السلفية بقيادة زعيمها عبد الفتاح حمداش التي شنت السنة الماضية حملة تكفير ضد من تُسميهم الملاحدة والمرتدين، ، داعية لتخصيص مقابر خاصة بالملحدين، وهي حملة لاقت استهجانا من قبل الجزائريين.