تتعدد الدراسات والآراء في الحكم على مقاسمة الطفل الصغير للفراش مع والديه، فبعد أن نصح الخبراء بإبعاد الطفل عن سرير الوالدين عادوا مجددا ليتحدثوا عن تقوية الترابط بين الطفل وأبويه، من خلال لانوم بجانبهما ، مايزيد من هدوء الطفل وبناء ثقته بنفسه وشعوره بالأمان، بل إن هناك دراسة جديدة ترى أن النوم بجوار الأم وحتى سن الثالثة على الأقل مفيد لصحة القلب. م/ ر تذكر شيماء عن نوم ابنها في سريرها، أنها كانت تعاني من كثرة حركته أثناء النوم؛ خاصة وأنه استمر في النوم بسريرها بعد عامه الثالث، وتقول "ذات مرة كان لدي مقابلة عمل في الصباح، وكان عليّ أن أنام باكراً، وبعد أن غفوت بصعوبة تلقيت ضربة على عيني بكعب قدمه، وقتها بكيت بحق من شدة الألم، وذهبت في اليوم التالي إلى مقابلة العمل، وبدوت في أغبى حالاتي بسبب قلة النوم". وتقول جميلة ربة منزل "مرحلة الحمل بابني كانت صعبة جداً، ولهذا كانت علاقتي بشريك حياتي فاترة للغاية، وكان كل همه أن أنام طوال الليل وأدعه وشأنه، وعندما جاء المولود انتقلت للانشغال به، وعندما كبر، صار موضوع نقله إلى سريره في الغرفة المجاورة صعباً للغاية؛ فإما أن ينتبه للأمر عندما أحمله فيصحو ويبكي لأعيده إلى سريرنا، أو يبكي عندما يكتشف أنه في غرفته، واستطاع مؤخراً أن يطرد والده من السرير بسبب الإزعاج الذي يسببه له أثناء نومه، وهو يركله كل قليل مفضلاً النوم في عرض السرير لا موازياً لهما". أما شذا فتقول "أفضل أن أنتهي أولاً من مرحلة تعويده على الذهاب إلى الحمام، بعدها بفترة يمكن أن ننتقل إلى غرفته، ومتفائلة بكونه ينام بعمق، بالإضافة إلى أني عودته على أن ينام في أي مكان، فقد ألصقت سريره بسريري وعودته أن ينام فيه، كما عودته أن ينام على الأريكة" مشيرة إلى "أن ما ساعدها في هذا أنها لا تحاول تنويمه أبداً؛ بل تدعه على راحته؛ فيغفو عندما يعجز عن مغالبة النعاس". وفي حالة مماثلة تخبرنا نيرمين عن تجربتها مع ابنها، تقول "اعتاد ابني الذي على النوم بجانبي نظراً لاضطرار والده للسفر لفترات طويلة؛ لكن وجدت أن هذا يجعل الطفل يصبح عرضة للخوف، وعندما أصمم أن ينام في غرفته؛ أجده يقف على باب غرفتي عند الفجر وهو يبكي خائفاً ويقول بأنه يرى أشباحاً في الغرفة، وتضيف بأن المشكلة أن الطفل كلما كبر في السن، من الصعب أن يقتنع بضرورة النوم في سرير منفصل وفي غرفة أخرى". منصور يقول "أعتقد أن الطفل الرضيع يتأثر بحنان الأم؛ حيث تكون أكثر تواصلاً معه، وهذا يجعل الطفل ينمو من الناحية العاطفية بشكل أفضل، وعندما يكمل الطفل عامه الأول يجب نقله بشكل تدريجي إلى غرفة أخرى حتى يعتاد الأمر". "النوم بجانب الأهل يعرض الطفل للخطر" يشير الدكتور طارق سلامة أخصائي في طب الأطفال إلى أن نوم الطفل في سرير الآباء قد يعرضه للمخاطر؛ حيث يخشى من تقلب الأب أو الأم في السرير أثناء النوم، وقد يتعرض للاختناق بسبب الأغطية، لهذا يجب أن ينام الطفل في سريره الخاص منذ البداية. ويضيف "أفضل مكان لنوم الطفل الرضيع هو حيث ينام أبواه، وقد أظهرت دراسة أنه من الأفضل للرضع أن يكونوا قريبين من الأم؛ بحيث تستطيع استشعارهم كلما رغبت في ذلك". الطب النفسي "إبعاد الطفل عن سرير الوالدين يعوده على الاستقلالية وعدم الخوف" تحدث الدكتور علي الحرجان استشاري الطب النفسي عن هذه المشكلة قائلاً "ليس هناك مانع من أن يوضع سرير الطفل في الفترة الأولى في غرفة الأب والأم، على أن ينتقل إلى غرفته الخاصة أو غرفة أخرى مع إخوته في السنة الثانية من العمر؛ فهذا يجعله يعتاد الاستقلالية؛ ليطرد كل عوامل الخوف والقلق التي يعاني منها الأطفال عادةً، ويجب أن يعتاد الطفل منذ البداية على النوم في سريره الخاص، وأشدد أنه على الأهل أن يتمالكوا أنفسهم ويسيطروا على عاطفتهم منذ البداية؛ حتى يبعدوا هذه الفكرة ويتصرفوا كما تقتضي مصلحة الطفل" ويواصل "أما بالنسبة لطريقة نقل الطفل المعتاد على النوم في غرفة أبويه إلى غرفته الخاصة، فهذا يحتاج إلى صبر من الأم؛ إذ ليس هناك تعديل بالإجبار؛ فعليها أن تتبع معه الأساليب الدبلوماسية وتبقى إلى جانبه تحكي له حكايات ما قبل النوم وتعطيه الأمان حتى ينام، وقد يستغرق الأمر أسبوعين أو أكثر إلى أن يعتاد الطفل غرفته، وقد يصحو الطفل ليلاً ويعود إلى سرير أبويه، وهنا يجب أن تتحلى الأم بالصبر وتعود لتحمله إلى غرفته وتبقى بجانبه حتى يغفو".