يحظى عيد الأم بخصوصية كبيرة في نفوس الجزائريين، كما يجمع معظمهم على الاحتفال به وإحيائه لما يحمله من معانٍ خالصة عن الحب والوفاء والتقدير لمن سخت في عطائها وتضحياتها ولمن وضعت الجنة تحت أقدامها، حيث تتهاطل الهدايا والتهاني في هذا اليوم تعبيرا عن الحب وعرفانا بالجميل. باختلاف الأعمار والفئات، يتهافت الجزائريون على اقتناء هدية مميزة للأم بمناسبة عيدها، سواء كانت بسيطة ورمزية كالورود، علب الشكولاتة وقوالب الحلوى، أو كانت من الأغراض المفضلة لدى الوالدة من ثياب وعطور وأدوات منزلية، حتى أن البعض وصل إلى اقتناء قطعة من المجوهرات، وتبقى القيمة الحقيقية لهدية عيد الأم تكمن في رمزيتها. وقد عبرت زهرة وهي سيدة ماكثة في البيت وأم لأربعة أبناء عن سعادتها بعيد الأم قائلة: "أفرح كثيرا حينما أتلقى هدية وبصفة خاصة إن كانت من قريب أو عزيز، وليس لي في هذه الدنيا من هو أعز من أبنائي، وعليه تجدني في هذا اليوم أنتظر هداياهم وتهنئتهم بتلهف شديد، لما يحمله هذا اليوم من معنى في قلبي وفي قلب كل أم، وأيضا لأنني اعتدت على ذلك منذ طفولتهم، أين كانوا يصنعون البطاقات والرسومات الخاصة بالمناسبة والتي أحتفظ ببعض منها حتى اليوم". * محلات تعلن عن تخفيضات مغرية بمناسبة عيد الأم تتخذ الكثير من المحلات التجارية عيد الأم كفرصة لتسويق منتجاتها ولجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، خصوصا إذا كانت بضائعها تتناسب مع هذه الاحتفالية وتليق كهدايا لأغلى الناس، وأحسن ما تلجأ إليه للإشهار ولفت الانتباه هو إعلان التنزيلات المغرية، كما كان الحال بالنسبة لمحل مختص في بيع مفروشات المنزل بالمحمدية والذي أعلن عن تخفيض ثمن سلعه إلى 50 بالمائة بمناسبة عيد الأم، واستعان بمواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع الزبائن وحتى يتسنى لأكبر كم منهم الاستفادة من هذا العرض، حيث تدوم التخفيضات لمدة يومين وتشمل كل المنتجات الموجودة بالمحل. هذا وتستغل محلات أخرى مختصة في بيع المنتجات التجميلية والعطور عيد الأم الذي يفضل فيه الكثيرون اقتناء مثل هذه المنتجات كهدايا للإعلان عن تخفيض في بعض السلع أو كلها لجذب المستهلكين، كما كان الحال لإحدى المحلات الكبرى المختصة في بيع العطور ولوازم التجميل والذي خفض نسبيا من ثمن السلع لتشجيع الزبائن على الشراء. * الحموات أيضا دخلن على الخط توسعت دائرة الاحتفال بعيد الأم في السنوات الأخيرة بالجزائر، فلم تعد الهدايا والتهاني تقتصر على دائرة الأم وأبنائها فحسب، بل تعدى ذلك وأصبح من فنون اللباقة أن تهنأ كل أم وتتلقى اتصالات هاتفية من طرف الأهل والأحبة وحتى زملاء العمل، كما أصبح واجبا على الكنة اقتناء هدية لحماتها في هذا اليوم تعبيرا عن مكانتها وتقديرا لها، وعلى الصهر أيضا اقتناء هدية لأم زوجته، فقد أكدت نسيمة عن التزامها السنوي باقتناء هدية لحماتها في هذه المناسبة، موضحة أنها تقوم بذلك منذ تسع سنوات أين كانت خطيبة ابنها فحسب، مؤكدة أن هذا الفعل طيب وضروري ومهما كانت الهدية بسيطة ورمزية إلا أنها تضفي السعادة على قلب حماتها وزوجها في نفس الوقت، موضحة أن والدتها هي من نبهتها لهذه النقطة وشجعتها على الالتزام بها حفاظا على العلاقة الطيبة بينها وبين حماتها. * العطور ولوازم المطبخ الهدايا الأكثر تداولا يبدوا أن ارتباط الأمهات الجزائريات بالمطبخ جعلهن يعشقن أدواته ولوازمه ويفضلنها عن باقي الأغراض، ما أثر على هدايا عيد الأم وجعل الكثيرين يفضلون اقتناءها من عند بائعي الأواني، حيث عجت الأسواق بالأمس المصادف لعشية عيد الأم بأفواج الزبائن الذين فضلوا اقتناء القدور وغيرها من أدوات المطبخ كهدية، وأكدت نوال التي كانت بصدد اقتناء طنجرة من الموديلات الحديثة وجيدة النوعية أنها اختارت هذه الآنية كهدية لوالدتها لأنها أثارت إعجابها كثيرا، بعدما رأتها في إحدى قنوات الطبخ، مشيرة إلى أن والدتها لا تهتم كثيرا بالألبسة ولا العطور قدر اهتمامها بالمطبخ وأدواته. فيما أكد حسين أنه لا يفقه كثيرا فن الهدايا لكنه يحرص في كل سنة على اقتناء قنينة عطر لوالدته من محل جيد، مشيرا إلى أن البائع هو من ينصحه حول الهدية وعادة ما تلقى إعجاب والدته. آمنة/ ب