أكّد محافظ المهرجان الدولي للفيلم العربي ابراهيم صديقي بأن إدراته حاولت قدر المستطاع التكيف مع الأوضاع الاقتصادية الحالية للبلاد والتي تفرض تقليص ميزانية المهرجان إلى 6 مليار دينار، وذلك من خلال تقيلص أيام المهرجان وعدد الضيوف مع الأخذ بعين الاعتبار جزئية الحفاظ على جوهر المهرجان، الندوة والتكريمات والأفلام المتنافسة على جائزة الوهر الذهبي والتي يصل عددها في هذه الطبعة إلى 34 عملا سينمائيا عربيا. وشدّد صديقي في تصريح ل"الحوار" على ضرورة تكريس ثقافة التمويل في المجال الثقافي ومتطلباتها من خلال اطلاق برنامج الاستثمار في الثقافة لننتقل بعدها الى البحث عن قنوات لدعم الثقافة من قبل الممولين، موضحا أن مسالة دعم الثقافة هي مسالة ثقافة مجتمع لابد ان نشتغل كثيرا لنصل الى تكريسها كسلوك. وعن سياق تنظيم الدورة التاسعة للمهرجان، أفاد المسؤول الاول عن التظاهرة ان المهرجان يأتي هذه السنة في ظروف عربية مازالت حساسة في سلبها و إيجابها وهو ما سينعكس على شاشة المهرجان التي ستميزها هذه السنة أعمالا سينمائية تتغلب عليها السوداوية المستقاة من الوضع العربي العام. وعلى مستوى الترشيحات لمسابقة المهرجان، قال صديقي بان إدارته استقبلت أزيد من 400 عمل سينمائي، و هو ما يؤكد حسبه اهمية المهرجان الذي بدأ يتكرس كتقليد وموعد سينمائي عربي كبير يختصر طموح السينمائيين العرب, وهو ما زاد حسبه من ثقل مسؤلية انتقاء الأعمال خاصة وأنّ المسالة تتعلق بالميول والاذواق وهو ما أحال فريقه إلى توسيع الاستشارة الى اصحاب الاختصاص في المجال السينمائي سواء من حيث الممارسة السينمائية في حد ذاتها او من خلال مرافقة الممارسات السينمائية كالنقد والاخراج ..لتستقر الاختيارات على 34 عملا سينمائيا من بينها 12 فيلما طويلا و 12 عملا قصيرا و 10 أفلام وثائقية. وافاد محدثنا أن الطبعة التاسعة للتظاهرة التي انطلقت فعالياتها أمس من المسرح الجهوي عبد القادر علولة في وهران، سترفع رهان التصالح مع الآخر والاستثمار في الاختلافات الثقافية والمعرفية بيننا وبينه. مشيرا إلى حالة التنافر التي باتت تطبع علاقتنا بالآخر خلال السنوات الأخيرة والتي من شأنها أن توسع الهوة بيننا على مستوى العلاقات الإنسانية وهو ما يستدعي حسبه الحذر منه. وأكد صديقي حرص المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى غاية ال27 من الشهر الجاري ، على مناقشة موضوع "الآخر" ضمن أشغال الملتقى الادبي التي ستتناول علاقة الآخر بالسينما العربية من منطلق أننا كعرب لا نستطيع التواجد كفاعلين سينمائيين في معزل عن العالم. مشيرا إلى أنّ تواجد هذا الآخر في السينما العربية خلال السنوات الماضية لم يكن فقط كموضوع وإنما كفاعل وشريك على المستوى التقني أو التمثيل أو الإخراج ضمن العديد من الأعمال العربية والأعمال المشتركة. من وهران: خيرة بوعمرة