بقلم: د.عطاء الله فشار الحلقة 2 : أوراق في تاريخ الحركة الإسلامية الجزائرية شخصية الشيخ محفوظ نحناح وجد محفوظ نحناح نفسه في سنة 1959 يساهم مع المسبلين و الفدائيين وكثير من الشباب أمثاله في بعض أعمال الثورة من جمع المؤن والقيام بعمليات الاتصال والمشاركة في التعبئة والمظاهرات الشعبية إلى جانب الفدائيين والمسبلين أمثال الحاج لخضر، علي رقايق، الحاج يحيى، معمر جقاقن والطيب تيفور. وكان يتأمل صراع الأفكار من حوله و تخبط السياسات منذ فجر الاستقلال، وشهد مقاومة آخر عمالقة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين البشير الإبراهيمي لتوجهات النظام ذي الحكم الأحادي الاشتراكي، و كان أحد موزعي المنشور المعارض الذي وقعه الشيخ الإبراهيمي، وشهد ميلاد "جمعية القيم "بتاريخ 09 /05 /1963 بقيادة الدكتور الهاشمي التيجاني، ومجلتها"التهذيب الإسلامي" وموقفها من الحكم بالإعدام على الشهيد "سيد قطب" وحلها من قبل النظام الجزائري، و تلك الدروس "النخبوية" التي كان يلقيها الأستاذ المفكر الكبير الأستاذ "مالك بن نبي" على صفوة من المثقفين الجزائريين، كما كان لبعثات المتعاونين القادمين من المشرق الذين لعبوا دورا فعالا في ربط الجزائر بأبعادها الحقيقية، أحد الجسور الفكرية، ومنهم الدكتور "فتحي الدريني"، والشيخ العلامة الشعراوي، الذي كان يلازم دروسه وندواته في العاصمة والبليدة، ويتشرب منه معان القرآن و يتذوق ألفاظه الفكرية والتربوية النابضة بالحب والنصح و التوجيه. بعد الاستقلال، التحق بسلك التعليم الابتدائي، ثم التحق في الموسم الدراسي 1966 /1967 بالجامعة، حيث سجل بمعهد اللغة و الأدب العربي، وقد كانت الجامعة في فترة مخاض عسير وصراع بين أنصار اللغة العربية واللغة الفرنسية، و بين قرارات مناديه بضرورة التعريب يصدرها النظام وبين واقع لا يعكس حقيقة القرارات، و كان من بين الأساتذة الذين درس لديهم: الدكتور عبد الله ركيبي، والأستاذ أحمد جدو، ومن المشارقة: الدكتور شكري فيصل، والدكتور إحسان النص، وقد تأثر بالكثير منهم خاصة وأن منهم من كان ينتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين، و في الجامعة ساهم في فتح أول مسجد للطلبة بالجامعة المركزية، و كان أول من أمّ صلاة الجمعة التي سجلت حضور 11 طالبا، منهم مالك بن نبي و رشيد بن عيسى وسليم كلالشة و عبد الوهاب بن حمودة. وكان للشيخ محفوظ نحناح نشاطات متنوعة من خلال إلقاء الدروس الدينية وإقامة بعض الحلقات سواء داخل الجامعة أو خارجها، و كان يلقي بعض الدروس في مسجد ابن سعدون بالبليدة، من خلال تدريس كتاب "ظلام من الغرب "، للشيخ محمد الغزالي.