قال صاحب أقدم دار إنتاج سمعي في الجزائر، بوزيان الرحماني، إن “وزارة الثقافة ترفض الرد على مراسلاتي المتكررة، كما ترفض منحي حقوقي المالية على قائمة الأعمال الغنائية الجزائرية الهامة التي سجلتها لكبار الفنانين الجزائريين المسجلة لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف” وتحوز “الخبر” نسخة منها. يقف بوزيان الرحماني وهو على عتبة التسعين من العمر اليوم حائرا أمام تماطل وزارة الثقافة وتجاهل وزيرة الثقافة نادية لعبيدي الرد على مراسلاته المتكررة والتي اطلعت “الخبر” عليها أمام متاهة البيروقراطية في البحث عن حقوقه المادية لحمايته للتراث الموسيقي الجزائري لأزيد من 4 آلاف أغنية سجلتها دار “أطلس” لعمالقة الغناء الجزائري خلال خمسين عاما من العمل في خدمة الفن والفنانين، ما دفع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سنة 2004 عندما التلقى به في إطار معرض الكتاب لإعطاء تعليمات وتوصيات بضرورة الاعتناء والاهتمام بالشيخ بوزيان على مجهوداته في حماية الفن الجزائري، كما قال بوتفليقة حينها: “اعتنوا ببوزيان، لأنه يحمي تراثا هاما”. وأصدرت الجهات الوصية حينها تعليمة بمنح ما قيمته 200 مليون طوابع خاصة بحقوق الملكية، ولكن اليوم عادت وزارة الثقافة، حسب رواية صاحب دار “أطلس”، إلى “السطو” على مجهوده الفني وطباعة عديد الأغاني سجلتها دار “أطلس” لعمالقة الغناء الجزائري دون منحه أي حق مادي، بل وصل الأمر بوزارة الثقافة إلى بيع الأعمال في مراكزها بديوان رياض الفتح، فيما تستعد اليوم لإعادة إنتاج أعمال دار “أطلس”، بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة نوفمبر دون تسديد المستحقات المالية لها. الديوان الوطني يعترف والوزارة لا تجيب وجّه الديوان الوطني لحقوق المؤلف مراسلة إلى السيدة مديرة تطوير الفنون وترقيتها بوزارة الثقافة، تحمل رقم 691/471، مؤرخة في 5 أكتوبر 2013، وتوضح تفصيلا قائمة المصنفات التي تحصلت دار النشر “أطلس” على تراخيص استنساخها. وتضم القائمة التي تحوز “الخبر” نسخة منها، أعمالا هامة لبوجمعة العنقيس على غرار أغنية “راح الغالي”، وأغاني للفنانة الراحلة نورة، وأهم أغاني الفنانة فضيلة دزيرية والحاج العربي بن صاري، رابح درياسة كأغنية “الممرضة”، وأغاني أحمد وهبي منها “وهران وهران”، “مطول ضليل” وغيرها. ورغم هذا التأكيد الموثق تواصل وزارة الثقافة سياسة الصمت وتجاهل المستحقات المالية لصاحب دار “أطلس”، حيث لم يتلق بوزيان الرحماني أي توضيح من الوزارة التي ترفض استقباله وترفض الرد على مراسلته. وقد حاولت “الخبر”، من جهتها، الاتصال عدة مرات بمسؤولي وزارة الثقافة ومدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سامي بن الشيخ، للاستفسار عن الأمر. لكن انشغال هذا الأخير بالتحضير لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حال دون ذلك. وتنظر وزارة الثقافة إلى الحاج بوزيان على أنه كنز تلجأ إليه في كل مرة في المناسبات الوطنية للحصول على التراث الموسيقي والصور النادرة التي يحتفظ بها بوزيان، حيث استعانت دون مقابل ب85 صورة هامة لكبار المغنين الجزائريين، وتم وضعها في بهو وزارة الثقافة، لكن عندما طالب الحاج بوزيان الوزارة بتلك التحف النادرة لم تسلمه إلا 73 لوحة فقط، ليبقى السؤال، حسب صاحب دار “أطلس”، أين باقي اللوحات إن لم يتم استغلالها بشكل شخصي من طرف مسؤولي وزارة الثقافة؟ زبائن من البرتغالوبلجيكا والسعودية رغم حالة التهميش الكبيرة التي يشهدها محل الحاج بوزيان في الأبيار، إلا أن عديد البعثات الدبلوماسية تعرف جيدا الطريق إلى هذا الكنز التراثي الموسيقي، لتوقع العديد من الزيارات إلى بيت الحاج بوزيان الفني لاقتناء الأغاني التراثية الجزائرية من مكانها الأصلي، حيث زار الدار، مؤخرا، وزير الثقافة السعودي، وكذا دبلوماسيون من بلجيكاوالبرتغال وحتى من إيطاليا، يبحثون عن كنوز الغناء الجزائري، بينما لم يزر الدار، حسب شهادة الحاج بوزيان، أي ممثل من وزارة الثقافة الجزائرية.