عاشت مدينة قديل، شرق وهران، سهرة أمس السبت احتفالا فريدا من نوعه. حيث أخرجت عائلات الكسكسي واحتفل الشبان بالألعاب النارية، ليس فرحا بزواج أو بنيل شهادة جامعية أو نجاح في صفقة تجارية. وإنما بوصول قارب حراقة إلى السواحل الإسبانية. فبعد خمسة أيام من الانتظار والقلق، وصلت يوم أمس السبت إلى قديل أخبار إنقاذ حراس السواح الإسبان لزورق صغير على متنه 17 مهاجرا سريا، في عرض البحر. اضطروا إلى استخدام طائرة حوامة لنقل هؤلاء الحراقة إلى اليابسة في سواحل مدينة ألميريا. وقد تمت عملية الانقاذ يوم الخميس الماضي، حيث تم نقل الحراقة إلى المستشفى نظرا لتهور حالاتهم الصحية. والمثير في هذه العملية أن محاولة الهجرة كانت "عائلية". حيث أبحر فيها زوجان حديثا الزواج، المرأة حامل في شهرها الثالث، رب عائلة مع زوجته وابنيه أصغرهما عمره ثلاثة أشهر. وشقيقان، شاب وأخته. أبحروا يوم السبت ما قبل الماضي من ساحل كريشتل، إلا أن زورقهم تاه في البحر بسبب التيارات. وكان أهاليهم في مدينة قديل ينتظرون أخبارهم طول تلك المدة التي لم يظهر فيها عليهم أي خبر. ليتصلوا يوم السبت الماضي بهم من مستشفى في ألميريا الذي نقلوا إليه للعلاج. وبمجرد وصول الخبر انتشرت مظاهر الفرحة في الأحياء التي يقيمون فيها، حيث قامت عائلات بعضهم بنحر الخرفان وإخراج الطعام إلى الشارع الذي احتفل فيه الجيران كأنهم يقيمون عرسا.