وجد رئيس رابطة كرة القدم المحترفة، أول أمس، نفسه في موضع محرج وهو يلتقي أعضاء مكتبه في الاجتماع الشهري لتقييم العمل المنجز وسير البطولة، واضطر عبد الكريم مدوار، وهو مثقل ب”خطايا” التسيير الذي قاد هيئته إلى فضائح بالجملة وأدخله في صراع مع نادي مولودية الجزائر، إلى الاعتراف نسبيا بأغلب الأخطاء والظهور أيضا في ثوب “المذنب”، حتى وإن حاول مع مرور الوقت “مراوغة” الأعضاء بغرض الإبقاء على مركزية التسيير. حاول عبد الكريم مدوار جاهدا تبرير قراراته وتصرفاته “الارتجالية” و”الانفرادية” أيضا، خاصة بشأن رفضه تأجيل مباراة مولودية الجزائر أمام شبيبة الساورة، رغم تواجد ثمانية لاعبين من العميد، ليلة المباراة، في مدينة برج بوعريريج مع قاضي التحقيق، وأعاب عليه أعضاء المكتب تهميشهم وعدم استشارتهم بل وتأجيله غير المفهوم لتوزيع المهام، ولم يجد مدوار، بالمقابل، سوى السعي للهروب بالقول إنه يرى بأن عضو المكتب “أكبر من ترؤس مجرد لجنة”، وهو كلام لم يقنع أحدا. برمجة المباريات من صلاحية “صحفي” وحسب مصدر عليم، فقد أصر كل أعضاء المكتب على ضرورة إعادة هيكلة الرابطة وتوزيع المهام واستشارة الأعضاء قبل اتخاذ أي قرار، مؤكدين بأنهم تعمدوا عدم مساندته في قضية تأجيل جولة كاملة للرابطتين الأولى والثانية التي أحدثت فضيحة مدوية تطبيقا للمثل القائل “يداك أوكتا وفوك نفخ”، ليضطر مدوار، وهو تحت الضغط، للرضوخ للأمر الواقع والموافقة على إعادة النظر في سياسته وإشراك أعضائه في اتخاذ القرارات وتوزيع المهام بينهم عند عقد الاجتماع المقبل بعد إجراء الكأس الممتازة، ليعترف لهم بأنه تلقى “أوامر فوقية” لتأجيل الجولة بسبب تعنته الذي “ألهب” الشارع العاصمي وأنصار المولودية. ورفع عبد الكريم مدوار الراية البيضاء بعدما أحرجه عدد من أعضاء المكتب بطريقة تسييره الهاوية، مستدلين بخياره في جعل إعداد البرمجة من “صلاحية”، ليس عضوا أو موظفا في الرابطة، إنما صحفي يعمل في وسيلة إعلامية خاصة، ما اعتبره هؤلاء فضيحة كبيرة وإهانة لرابطة كانت تعتزم تصحيح ما وصفوه بأخطاء المكتب السابق، خاصة وأن برمجة الجولات أصبحت “سبقا” للصحفي المقرب من مدوار، ويحرص على نشرها على حسابه الخاص في “الفايسبوك” قبل أن يقدمها أصلا لرئيس الرابطة. وانتزع رئيس الرابطة من أعضائه موافقتهم، ولو على مضض، لنشر بيان مساندة، والتأكيد على أن علاقته بهم “جيدة” والقول أيضا بأن ما يُنشر عن توتر العلاقة بينهم في الإعلام غير صحيح، في خطوة لامتصاص الضغط المفروض عليه منذ قضية عدم تأجيل مباراة المولودية، وتداعياتها الكبيرة التي جعلته يتلقى “أوامر فوقية” للتراجع عن قراره، ما ألحق الإهانة به وبالرابطة أيضا. ولد موسى مرشح لمنصب أمين عام واتفق أعضاء مكتب الرابطة على تعيين أمين عام بأسرع وقت، كون الهيئة الكروية تسيير بشكل فوضوي لغياب أمين عام ولتغييب رؤساء اللجان من طرف مدوار وعدم الاستعانة بالكفاءات بل ونقل جزء من صلاحيات الرابطة إلى غرباء عنها، حيث كشف مصدرنا بأن الأستاذ الجامعي والمتخصص في الاقتصاد الرياضي، ياسين ولد موسى، سيتولى رسميا منصب أمين عام، وهو الذي ترك بصمته خلال “السامبوزيوم” الذي انعقد نهاية السنة الماضية، بينما سارع مدوار، أمس، وهو مرفق بعضو مكتبه فاروق بلڤيدوم إلى إيداع ملف طلب الاعتماد رسميا على مستوى مصالح وزارة الداخلية، بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تنصيبه رئيسا. وفي الوقت الذي طلب فيه العديد من موظفي المكتب من بعض الأعضاء التواصل مع مدوار ومنعه من طردهم من العمل وقطع “لقمة عيشهم”، فإن رئيس الرابطة امتعض من الانتقادات التي وجّهت له بسبب اختياره الإقامة بنادي الصنوبر على حساب الرابطة، وقال لأعضاء مكتبه إنه لا يملك شقة بالأبيار إنما بحي شوفالي، رغم أن المسافة بين الأبيار وشوفالي بأعالي العاصمة لا تتعدى الكيلومتر الواحد، ليضيف، وهو يحرص على تسويق نادي الصنوبر على أنه حي شعبي وليس راقيا، بأن إدارة مولودية الجزائر أجّرت شققا لأعضاء الطاقم الطبي في نادي الصنوبر أيضا. ورغم أن رئيس “الفاف” خير الدين زطشي “داس” على قرار لجنة انضباط الرابطة ومنح مهلة ستة أشهر لاتحاد عنابة لتسديد ديون لاعبيه السابقين ووافق أيضا على تمكين الفريق من استقدام لاعبين خلال فترة التحويلات الشتوية، رغم مهلة “الهيئة القانونية” بعدم تجاوز الخامس من نوفمبر لتسديد الديون، إلا أن الرابطة نشرت على موقعها بأنها ستفصل في “القضية الاستثنائية” لاتحاد عنابة من خلال لجنة موازية، لإيهام الرأي العام بأن الرابطة لها سيادة وبأن الإجراء سليم ولا يعتبر تدخلا في صلاحية هيئة قانونية، رغم أن القوانين تبرز عكس ما تروج له الرابطة.