ريان غيغز.. رمز مانشستر يونايتد

عام 1990 ، بدأت أجمل قصة حب يمكن لها أن تكتب ،قصة حب لن تنتهي أبداً . في ذلك العام ، مثل ريان غيغز نادي مانشستر يونايتد العريق لأول مرة ، لكنه لم يعرف حينها أنه سيستمر بمداعبة الكرة على مسرح الأحلام حتى سن الأربعين . نعم رغم بلوغه العقد الخامس من عمره بقي الويلزي يبهرنا بلمساته و يسحرنا بعطاءاته. الجيل الذهبي للشياطين الحمر و الذي إشتهر ب"حقبة 1992′′ كله رحل ، حتى السير اليكس أصبح من الماضي الجميل ،أما أنت فأردت البقاء و تحدي الزمن.
و بالحديث عن السير أليكس، لقد وضع "ملك المدربين " غيغز على لائحة أفضل ثلاثة لاعبين دربهم خلال مشواره التدريبي الطويل إلى جانب بول سكولز المظلوم إعلامياً و الدون كريستيانو . قال فرغسون عنه :"إنه من المستحيل إلى حد بعيد استبدال لاعب مثل رايان غيغز ، فقلما تجد لاعبين مثله. إنه يحمل صفات اللاعب العالمي وقد حقق الكثير مع ناد واحد. ولا تملك إلا أن تنظر إليه نظرة تقدير".
من الصعب تلخيص انجازاتك في مقالة واحدة ، لكنني سأذكر أبرز محطات مسيرتك الحافلة بالنجاحات و الألقاب.
عندما تقول غيغز ، فأنت تتحدث عن 13 بطولة دوري ، عن أربعة انتصارات في كأس انكلترا ، عن ثلاث ميداليات ذهبية في كأس الرابطة و عن لقبين في دوري ابطال أوروبا، هذا دون أن نغوص في القابه في الدرع الخيرية و غيرها من المسابقات الثانوية . هذه الموهبة البريطانية تتميز بمهاراتها العالية، فريان يجيد المراوغة ما تجلى بهدفه ألمذهل ضد الأرسنال في نصف نهائي كأس الإتحاد الانجليزي عام 99 ،هذا "الغول "الذي إعتبر هدف العقد في انكلترا ! إضافة إلى فنياته الاستثنائية ، عرف غيغز بتحكمه الرائع بالكرة ، فهو يساهم كثيراً باستحواذ فريقه على "الجلد المدور ".
ظهر إبن بلاد" الليدي ديانا " 672 مرة بقميص اليونايتد في دوري الحماس و الإثارة وهو رقم قياسي غير قابل للتحطيم ،سجل خلالها 114 هدفاً .
لكن سمته الأساسية تكمن في تمريراته الحاسمة التي بلغ عددها ال 271 "كافيار " مما يجعله يتزعم لائحة أفضل ممرري البرميرليج عبر التاريخ . أسطورة اليونايتد تنفرد كذلك بتسجيلها في كل مواسم البرميرليج ما عدا الموسم الماضي، و أقرب تكريم إلى قلبها هو إنتخاب جماهير الشياطين الحمر غيغز أفضل لاعب في تاريخ النادي الأكثر رومنسية، متفوقاً على نجوم كبار أمثال جورج بست و اريك كانتونا .علمنا يا غيغز المواظبة ، علمنا يا غيغز الوفاء ، فأنت يا ريان مدرسة في كرة القدم ! هذا اللاعب يذكرني كثيراً بالرئيس التنفيذي للميلان ادريانو غالياني الذي قال ذات يوم " أخون النساء و لكنني لن أخون الميلان " فاللاعب الويلزي صدم العالم بخياناته الزوجية التي لطخت سمعته،لكنه بقي وفياً لليونايتد على الرغم من العروض التي أتت من كل حدب و صوب للحصول على خدماته . في الميلان ، مالديني هو الأيقونة ، في روما الملك هو فرانشيسكو، أما في مانشستر فريان غيغز هو رمز اليونايتد و قلبه النابض !
غيغز لاعب لا يحب الكلام ، لأنه يفضل لغة الأقدام !
اللاعب الويلزي تحدى الزمن و أثبت أن العمر مجرد رقم لا يعكس الواقع ، وخير دليل على كلامي فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي عام 2009 عن عمر 36 سنة .
لن أنسى الهدف الذي سجلته في مرمى بنفيكا لتصبح أكبر لاعب يسجل في المسابقة الأم عن عمر يناهز ال 38 سنة ! (تخطاه توتي فيما بعد)
في الموسم الحالي ، أضحى ريان مساعداً للمدرب الجديد لويس فان خال، هذا يدعو إلى الإطمئنان على إستمرار إبن اليونايتد في بيته حتى بعد اعتزاله .
في الختام ، أعرف أننا لن نتمكن من الاستمتاع مجددا بعروضك الكروية الرائعة على مسارح انكلترا ، لكنني أؤكد لك أن ذكراك ستبقى راسخة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة إلى الأبد ، فأنت يا رمز اليونايتد من هؤلاء النجوم الذين لا يمكن للمرء أن ينساهم ...