دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، إلى ضرورة إطلاع شباب الجامعات، والثانويات والجمعيات الثقافية على تاريخ المخطوطات على اعتبارها تراثا وطنيا موزعا بالقنوات، المكتبات والقصور، مثنيا على جهود المجلس الأعلى للغة العربية والمجلس الإسلامي الأعلى في العمل على استخراج هذه الكنوز حتى لا تبقى حبيسة الأوراق لينالها التلف. وذكر غلام الله، خلال مداخلته على هامش أشغال ندوة جهوية «حول المخطوط والتواصل الثقافي في بلاد الزواوة» نظمت أمس الثلاثاء بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، أن هذا اللقاء يعتبر أول ندوة جهوية تتناول تاريخ المخطوطات المنتشرة في الجزائر، والشاهد الأعظم على عراقة المجتمع الجزائري، والآثار المكتوبة التي تركها الأجداد منذ القدم أي منذ أن عرفوا القراءة والكتابة، موضحا أنه بفضل الثقافة الإسلامية حافظ الشعب الجزائري على وحدته وأصالته وثقافته ودينه. وأنه اليوم بحاجة ماسة للاهتمام بهذه الكنوز التي تركها الأجداد، وأن المخطوطات ليست أثرية بالمعنى الجامد إنما آثار ناطقة تقرا وقراءتها يجب الاهتمام بها، حيث هناك علوم لا نعرفها لكن عرفها الأجداد وكتبوا فيها ويجب معرفتها وقراءتها ليس فقط تصويرها ورسمها على الخرائط. وأضاف غلام الله، أن كتابة القرآن بالأمازيغية هو تشريف للغتنا، مضيفا في رده على أسئلة الصحافة أن الاحتفال بيناير كان منذ القديم ، قائلا «المجلس لم يحرم الاحتفال بيناير وأنه يجب طرح هذا السؤال على من حرمه لماذا؟». وقال الوالي عبد الحكيم شاطر، إن موضوع اليوم المتعلق بالمخطوط والتواصل الثقافي في بلاد الزواوة، يأتي ثلاثة أيام بعد الاحتفال بيناير رأس السنة الأمازيغية 2969، الذي يمثل عنصرا من عناصر التراث الوطني الذي حاول الاستعمار طمسه وكذا تقويض الزوايا التي تعتبر الدرع الواقي الذي ساهم في حماية الشخصية الوطنية. وأضاف الوالي، أن اختيار منطقة الزواوة لاحتضان هذه الندوة لكون المنطقة غنية بالمخطوطات التي تركها علماء أولوا أهمية للتأليف في العلوم بغية نشر العلم والمعرفة، مشيرا إلى أن المنطقة معروفة بكثرة الزوايا التي تملك مخطوطات يتوجب الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظها وحمايتها وفقا للإمكانيات العصرية للتصوير، وتسجيلها من طرف الباحثين وأصحاب الاختصاص، مؤكدا على أن أعدادا كبيرة من المخطوطات ضاعت بسبب عدم الاعتناء بها بسبب سطو الاستعمار عليها والتي تم العثور على عدد كبيرمنها بمكتبات فرنسية. وللإشارة، تم تكريم 6 عائلات المالكة للمخطوطات التي سلمتها للجهات المعنية بغية رقمنتها، ليتواصل أشغال هذه الندوة بإلقاء سلسلة من المداخلات ذات صلة بالمخطوطات.