❊ مهنيّو شعبة العنب يطالبون بالتدخل لإنقاذ المنتوج ❊ التصدير نحو الأسواق الإفريقية سبيل لترقية الإنتاج الوطني ❊ دعوة لتنظيم سوق الجملة ببرج منايل وفتح آخر يرقى إلى سمعة الولاية يُتوقع أن يصل إنتاج عنب المائدة لموسم 2025 بولاية بومرداس، إلى ما يفوق 4.5 ملايين قنطار في أحد أحسن المواسم، بفضل عدة عوامل، أهمها توسّع المساحة المخصصة لهذه الشعبة، بزيادة قدرها حوالي ألف هكتار سنويا، إلى جانب تحكم الفلاحين في تقنيات الإنتاج، لا سيما "العريشة" . غير أن مطالب مهنيّي هذه الشعبة الفلاحية تبقى نفسها، خاصة ما تعلق بتسهيل إجراءات التصدير نحو الأسواق الإفريقية، لامتصاص الفائض من الإنتاج في ظل غياب صناعة تحويلية حقيقية، إلى جانب تنظيم أكثر لسوق الجملة ببرج منايل، أو فتح آخر. كشفت معطيات مديرية المصالح الفلاحية لبومرداس، عن توقع تحقيق إنتاج يفوق 4.5 ملايين قنطار من عنب المائدة، خلال الموسم الجاري، حيث تنبئ حملة الجني التي انطلقت، مؤخرا، بتحقيق إنتاج جيد بمردود يتراوح ما بين 250 و270 قنطار في الهكتار الواحد، حسب الأصناف، فيما تصل المساحة الإجمالية المزروعة إلى قرابة 21 ألف هكتار، منها 18 ألف هكتار منتجة، علما أن المساحة المغروسة من الكروم ارتفعت هذه السنة بنحو 1200 هكتار عن الموسم الماضي. جني 21 ألف قنطار من الأصناف المبكرة ومن بين الأصناف المبكرة من عنب المائدة التي دخلت الأسواق مؤخرا، نوع "كاردينال" الذي تصل مساحته إلى 1113 هكتار، أي بنسبة 31 ٪ من المساحة الإجمالية المغروسة من هذا الصنف، والمقدرة بقرابة 4 هكتارات، فيما وصل سعره بسوق الجملة ببرج منايل، إلى ما بين 150 و180 دج، حسب تأكيد يوسف أوملال، رئيس المجلس المهني الوطني لشعبة العنب في مقابلة خاصة ب "المساء"، موضحا أن باقي الأصناف ستدخل تباعا في السوق خلال هذه الفترة التي تتسم بجني محصول العنب الى غاية أكتوبر المقبل، فيما تدخل باقي الأصناف تباعا منها "رادقلوب" الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة والإنتاج بعد "صابال" الذي يشكل، من جهته، نسبة 60 ٪ من مجمل المساحة المغروسة والمنتجة بالولاية. كذلك هناك صنف "فيكتوريا" الذي يُعد من بين الأصناف المبكرة. وتشير المعطيات بشأنه، إلى توقع تحقيق إنتاج يقدر ب 1760 قنطار على مساحة 130 هكتار، و"موسكا" بتوقع إنتاج أزيد من 400 قنطار على مساحة 518 هكتار. وهناك صنف "الداتي" بتوقع إنتاج 375 قنطار على مساحة 2,5 هكتار، ثم باقي الأصناف التي تصل مجملا إلى 9 أصناف، منها "غرونوار" و"ميشال بي" و"بلاك ماجي"... وغيرها من الأنواع المغروسة على مساحات محددة، وهي في الأصل عبارة عن أصناف جديدة، أُدخلت من قبل منتجي العنب كتجربة، حققت مردودا مرضيا في انتظار توسع مساحتها شيئا فشيئا. إنتاج وفير ومطالب بتسهيل التصدير نحو السوق الإفريقية رغم كون بومرداس ولاية رائدة وطنيا في إنتاج عنب المائدة باحتوائها على ما يزيد على 50 ٪ من الاحتياج الوطني من هذا المنتوج، إلا أن عراقيل كثيرة تحول دون تطوير هذه الشعبة بما يرقى إلى السمعة التي اكتسبتها، حيث يشير السيد أوملال في هذا الصدد، إلى عدم التمكن من امتصاص الفائض من منتوج العنب لسنوات متتالية، ليس فقط من ناحية الصناعة التحويلية، وإنما، أيضا، من خلال التصدير. وتبقى التجارب المسجلة إلى حد الآن فردية، سواء نحو دول الخليج أو دول أوروبية، مطالبا الجهات المعنية بتسهيل هذه المهمة، لا سيما نحو السوق الإفريقية. ومن بين التسهيلات التي ينادي بها أوملال تلك التي تتعلق بالجمركة، حيث قال إن العنب مادة سريعة التلف، وتتطلب تسريع الإجراءات ليتم تصديرها في أحسن الظروف. كذلك يطالب بتسهيلات أكثر على مستوى البنوك، حيث لفت إلى بطء الإجراءات، منها ما تعلق بالتحويلات المالية. أما بخصوص التسويق وأسعار العنب التي يراها المستهلك مرتفعة حتى في أحسن المواسم إنتاجا، فإن محدثنا يرى أن ذلك يخرج عن نطاق الفلاح، الذي يبقى مطالَبا بالإنتاج وليس التسويق، غير أنه كشف، في المقابل، عن بعض الاختلالات المسجلة حول هذه المسألة، منها سعر الجملة للكيلوغرام الواحد بسوق برج منايل، الذي يتراوح حاليا ما بين 150 و180 دج حسب الجودة، بينما يفوق في أسواق التجزئة حدود 350 دج. وفي نفس السياق، قال أمين زرقاط، من جهته وهو منتج عنب، وعضو جمعية منتجي العنب ببومرداس إن العنب من نوع "كاردينال" مثلا، عُرض بتاريخ 29 جويلية 2025 بسوق برج منايل، بسعر 150 دج. والنوعية الجيدة منه وصل سعرها الى 180 دج، بينما عُرض صنف "فيكتوريا" ما بين 150 و250 دج. كما عُرض صنف "رادغلوب" ما بين 150 و250 دج للكيلوغرام. وقال إن الأسعار تبقى مستقرة حاليا، مشيرا إلى وجود قوة في العرض هذه السنة، مقابل تراجع الطلب لأسباب قال إنه يجهلها. كما شدد، من جهته، على أهمية تسهيل التصدير إلى السوق الإفريقية، التي يراها الأسواق الحقيقية لتصريف الفائض من إنتاج العنب ومنتوجات فلاحية أخرى، في الوقت الذي تغيب صناعة تحويلية حقيقية، يمكنها المساهمة في امتصاص كمية من فائض الإنتاج، بما يبقي الفلاح في أريحية من ناحية الإنتاج دون تخوف من الكساد، وبالتالي تفادي تحقيق نتائج عكسية. كما أشار محدثنا الى أهمية تسقيف أسعار المنتوجات الفلاحية بأسواق الجملة، وهو ما يمثل حسبه معيارا ثابتا، يساهم، بشكل آخر، في تحقيق أريحية للفلاح ليضاعف الإنتاج، وبالتالي المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، حيث طالب الجهات المعنية في هذا الصدد، بإنشاء لجنة متخصصة تجمع عدة مصالح، تحدد السعر المرجعي أو الافتتاحي للمنتوج الفلاحي، ومنه العنب مثلا في سوق الجملة، وفق عدة معايير، حتى لا تنهار الأسعار إلى ما دون المعقول، وتجعل الفلاح، بالتالي، يسجل خسائر كبيرة، على غرار ما حدث في مواسم ماضية مع الحمضيات، التي وصل سعرها في سوق الجملة دون 50 دينارا، مثل ما وقع الموسم الماضي مع العنب. سوق الجملة ببرج منايل بحاجة إلى تنظيم سجل الموسم الماضي ببومرداس فتح سوق جملة للعنب ببلدية برج منايل، في خطوة ثمّنها الفلاحون كثيرا، حيث شكلت لسنوات عديدة مطلبا ملحّا من قبل هؤلاء، وإلى جانبهم مهنيو هذه الشعبة، حيث كانت الولاية تفتقر لسوق تروّج منتوج العنب بالرغم من ريادتها وطنيا في الإنتاج، ما كان يحتّم على المنتجين قصد أسواق الكاليتوس أو شلغوم العيد. ولكن بعد فتح السوق المذكور وبالرغم من مرور سنة كاملة على افتتاحه، الا أنه -حسب محدثينا - يبقى هيكلا يفتقد لكل مقومات العمل الجيد، حيث إن الأرضية غير مهيأة، ويفتقر لتحديد المربعات بما يساهم في تنظيم عملية العرض والشراء، الى جانب غياب أدنى الضروريات والمرافق؛ من أمن وإنارة ودورات مياه، وكذا مخازن لتخزين السلعة. وأشار أوملال في هذا الشأن، إلى أنه يسجل، في المقابل، دخول كميات معتبرة من العنب إلى هذا السوق خلال الموسم الجاري، "ولكن حركة البيع تعرف نوعا من الجمود"، يقول المسؤول، مرجعا ذلك إلى غياب الزبائن من ولايات الوطن للأسباب المذكورة آنفا، وغياب إشهار قوي، مطالبا السلطات المعنية بالإسراع إلى تدارك هذا الأمر، أو فتح سوق جملة آخر على محور (سيدي داود - بغلية - لقاطة)، باعتبارها من أكبر البلديات المنتجة لعنب المائدة بولاية بومرداس.