لم يمر وقت طويل، على الضجة التي أثارتها مقاطع الفيديو والصور المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كشفت الوضعية المزرية للمركز التجاري القديم "المونوبري" بوسط قسنطينة، حتى سارعت السلطات المحلية إلى التدخل الميداني، لتنظيم حملة تنظيف واسعة، شملت هذا الفضاء الذي ظل لسنوات طويلة، عنوانا للإهمال ومصدرا للنفايات والقوارض. عملية التنظيف التي عرفها المركز المهمل، جرت مساء أول أمس، بأمر من والي قسنطينة، تحت إشراف رئيس المجلس الشعبي البلدي، حيث قادتها المندوبية البلدية سيدي راشد، بالتنسيق مع مديرية التطهير والبيئة، عرفت حملة كبيرة لإبادة القوارض ومحاربة الحشرات بالمكان، كما سخرت لها إمكانيات هامة، بمشاركة مديرية الصيانة والوسائل العامة وعدد من المؤسسات العمومية البلدية والولائية. تأتي هذه الخطوة، استجابة لمطالب متكررة من المواطنين والتجار الناشطين بالمنطقة، وتحديدا بحي "19 جوان" المعروف ب"رود فرونس" المحاذي للمركز، والذين عبروا لسنوات، عن استيائهم من تحول أكبر مركز تجاري بالمنطقة في سنوات السبعينات "المونوبري"، إلى مفرغة عمومية شوهت صورة قلب المدينة، غير أن الانتشار الواسع للفيديوهات، مؤخرا، على مواقع التواصل، دفع السلطات إلى التحرك الفوري، في عملية لاقت استحسانا واسعا وسط الشارع القسنطيني، الذي اعتبرها خطوة أولى على طريق إعادة الاعتبار لهذا الفضاء التجاري العريق. المركز التجاري، الذي يعرف محليا باسم "المونوبري"، لم يكن مجرد بناية إسمنتية، بل كان في سبعينيات القرن الماضي، القلب النابض للتجارة في المدينة، ويستقطب المتسوقين من مختلف الأحياء، حيث كان يضم محلات كبرى لبيع المواد الغذائية والسلع المختلفة، فضلا عن الأواني المنزلية، الملابس وغيرها من السلع، قبل أن يغلق أبوابه ويتحول مع مرور الوقت، إلى بناية مهجورة تحيط بها الأخطار. وقد طالب السكان والتجار، بضرورة اتخاذ قرار جذري لهذا المركز العريق، الذي تحول إلى نقطة سوداء بوسط المدينة، بعد أن كان القلب النابض للتجارة القسنطينية، حيث ناشدوا والي قسنطينة التدخل وإيجاد حل لهذا المركز، إما بهدمه واستغلال مساحته لإنشاء فضاءات جديدة، أو إعادة تهيئته وتخصيصه للتجار، بما يعيد له مكانته السابقة، خاصة وأن المكان لم يعد مجرد هيكل مهمل، بل مصدر تهديد مباشر، خاصة مع محاولات بعض الأطفال إشعال النار داخله، وهو ما قد يتسبب في كوارث حقيقية، بالنظر إلى موقعه المحاط بمحلات وسكنات آهلة بالسكان.