انطلقت السيدة رشيدة صحراوي يوم قررت تأسيس جمعيتها من رغبة المراة في إثبات ذاتها، فبعد وقوفها على المشاكل التي كانت تعانيها النسوة، لا سيما فيما يتعلق بافتقارهن لتكوينات تسمح لهن بشق طريقهن في الحياة، غيرت السيدة رشيدة مسار حياتها لتتحول من مدرسة بالثانوية إلى رئيسة جمعية يد المراة، وكلها أمل في مد يد العون لكل امرأة راغبة في التغيير، مع تقديم يعد المساعدة للشباب أيضا. وحول بدايتها مع الجمعية، والتحديات التي واجهتها، والطموحات التي ترغب في تحقيقها، عادت إليكم “المساء” بهذه الأسطر... التقت “المساء” بالسيدة صحراوي على هامش الزيارة التي قام بها الوفد الياباني لمقر جمعية يد المراة الكائن ببلدية السحاولة، أين اطلع على طريقة عمل الجمعية من خلال زيارته لمختلف ورشات التكوين، التي تم دعمها مؤخرا بعتاد متطور في مجال صناعة الحلويات والحلاقة والتجميل نظير المجهودات التي تبذلها في سبيل إخراج المرأة من عزلتها. وعن فكرة تأسيس الجمعية، حدثتنا رئيسة الجمعية قائلة، خلال التسعينيات، كنت مدرسة في الطور الثانوي، كنت التقي أمهات التلاميذ، وبحكم الاحتكاك الدائم بهن كن يطرحن علي الكثير من المشاكل المحصورة برغبتهن في الحصول على تكوينات تسمح لهن بالتحول الى نساء منتجات، وعلى الرغم من أني كنت بين الحين والآخر أقدم لهن النصح، غير ان ذلك لم يكن كافيا، فقررت أن أغير مسار حياتي لأفكر سريعا في إنشاء جمعية يكون هدفها الأول إخراج المرأة من عزلتها، ولأن أكبر تحد يواجه الجمعيات هو المقر، قررت تحويل محل كنت أملكه الى مقر أصبح مع مرور الوقت فضاء تتنفس فيه المرأة، ناهيك عن حصولها على تكوين يناسب مستواها. بدأت جمعية يد المرأة سنة 1994 تقديم تكوين في مجال الخياطة باعتبار انها تعد من ابسط تخصصات التكوين التي يمكن للنسوة غير المتعلمات إتقانها، تقول السيدة صحراوي، وتضيف “ من الصعب على أية جمعية حديثة العهد ان تبدأ بعدد كبير من التخصصات، لأننا كجمعية واجهنا في أول الأمر اكبر تحد. لنا وهو الدعم المادي الكبيرة في التعلم، حيث كانت كل واحدة من النسوة تقدم من جهتها ما أمكن ليتسنى للجمعية في المقابل تكوينها، ومن هنا كانت الانطلاقة. بعد النجاح الذي حققته الجمعية في مجال الخياطة بالنظر الى الإقبال الكبير للنسوة الراغبات في التعلم، فكرت السيدة صحراوي في فتح تخصص جديد تمثل في تقديم دروس في مجال صناعة الحلويات التقليدية والعصرية، وحول هذا التكوين قالت “كانت جمعية يد المرأة مطلع سنة 1995 سباقة في إدراج تعليم الحلويات بجمعيتها، وبفضل التكوينات التي قدمناها تمكن عدد كبير من المتخرجات من فتح مدارس خاصة في صناعة الحلويات”. لم تكتف الجمعية في حصر نشاطها بالخياطة والحلويات فقط، بل ذهبت الى أبعد من ذلك، من خلال التفكير في إدراج تخصصات أخرى على غرار الحلاقة وتقنيات التجميل، وقالت محدثنا في هذا الصدد “ قد يعتقد البعض ان جمعية يد المرأة تخص النساء فقط، فمع مرور الوقت أصبح شغل الجمعية الشاغل أيضا توفير تكوينات للشباب البطال، من اجل هذا فكرت في إدراج تخصصات جديدة في مجال الترصيص و البناء”. تمكنت جمعية يد المرأة من تكوين ما يزيد عن 1500 امرأة وشاب في مجالات مختلفة، غير أن ما تفتخر به السيدة رشيدة، هو ان اغلب المكونين لا ينقطعون عن الجمعية، بل يظلون على اتصال بها طلبا للمزيد من التكوينات في مجالات مختلفة. تفكر رئيسة جمعية ”يد المرأة” في فتح قاعة رياضية نسوية، لإيمانها بأن المرأة تحتاج دائما إلى أماكن للترفيه عن النفس، وبحكم أن بلدية السحاولة لا تحوي قاعة رياضية، قررت محدثتنا تحويل مرأب تملكه الى قاعة رياضية مجهزة بعتاد حديث. المرأة الجزائرية رمز للتحدي، ومن خلال الجمعية ثبت لي، تقول رئيسة الجمعية، أن المؤهلات التي تمتلكها النسوة الجزائريات مكنتهن من التحول الى نسوة منتجات صاحبات مشاريع ناجحة.