لا أدري صراحة ما نوع الفيتامين الموجود في الزلابية و قلب اللوز الذي يطيل الحياة و يمد في العمر حتى يجعل الناس يتواجدون بالعشرات في نصف متر مربع للحصول على بعض منها، كنا في ما سبق نلوم السلطات على التقصير و نلوم المستشفيات على تأخير المواعيد و المعاملة السيئة، و اليوم صار الكل يؤدي واجبه و يضحي بحياته خاصة في قطاع الصحة، بينما صار المواطن هو المسؤول الأول على نشر الفيروس. و اذا كان الناس ليس بإمكانهم الصبر على (مشطة زلابية او حبة قلب اللوز) في ظروف الموت هذه فكيف الحال عند المجاعات؟ هذا التزاحم و الهرج الكبير أمام المحلات بعد الاعلان عن فتحها ادى الى رفع الإصابات بكورونا و ارتفاع الإحباط في قطاع الصحة بعدما أثمرت جهود أصحاب المآزر البيضاء في خفض نسبة الإصابات و عدد الوفيات و ارتفاع عدد الذين تماثلوا للشفاء. لقد تم تخفيف إجراءات الحظر كمساعدة للناس لقضاء حوائجهم و للتجار حتى يسترزقوا و إذا بالجميع يقبلون على الفيروس كإقبالهم على الزلابية، شاهدت بأم عيني عائلات كاملة الاولياء و الأبناء الصغار يتزاحمون على محلات الألبسة دون أي وسيلة للوقاية، لماذا في كل مرة حين تظهر بارقة أمل في هذه البلاد نتسبب بعنادنا و جهلنا و قلة المسؤولية بإهدار كل أمل، و إن كنا لا نهتم بما يبذله اخوان لنا في القطاع الصحي وبعضهم توفي و هو يواجه الوباء فعلى الأقل نهتم بأنفسنا و لا نؤدي بها إلى التهلكة. محمد دلومي