ان كانت أوروبا تعيش أزمة في العمق و هي في أيام الصيف بسبب قطع روسيا عليها إمدادات الغاز، فإن فصل الشتاء سيكون قاسيا جدا و ربما الشتاء القادم ان لم تصلح أوروبا أحوالها مع روسيا، سيكون الأقسى منذ الحرب العالمية الثانية، و أن استمر الحال على ما هو عليه فإن قساوة برد أوروبا ستصبح نارا بين الشعوب الأوروبية و الحكومات بعد أن تندلع الاحتجاجات و تنتفض الشعوب التي تم اقحامها في صراع الأقوياء و العبث باستقرارها الاجتماعي، بل إن الكثير من العائلات الأوروبية بدأت تجمع الحطب من الان استعدادا لشتاء دون غاز بعدما وصل المتر المكعب منه إلى الف و تسع مائة دولار، و الاكيد انه في فصل الشتاء سيعرف ارتفاعا لا أحد يمكن تخيله، ربما نتيجة لكل هذا بدأت بعض الدول الأوروبية تلمح إلى ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة الأوكرانية بعد أن امتد لهيب الحرب و شظاياها إلى قلب أوروبا من خلال الأزمة الاقتصادية التي ستحول الشارع الأوروبي إلى نار تغلي في فصل الشتاء بسبب الاحتجاجات و الدعوة إلى ضرورة (اساقط النظام)، و لن نبالغ ان قلنا ان الاتجاه الذي تسير فيه معظم الدول الأوروبية يدفعها إلى مواجهة شعوبها للحد الذي تسيل فيه الدماء، و باستثناء ايطاليا التي تعرف كيف تفكر في مصالحها الاستراتيجية بعدما حفظت درس كورونا جيدا حين تم التخلي عنها من قبل الاتحاد الأوروبي فإن باقي الدول الغربية ذاهبة الى طريق الربيع العربي الذي هندسته مخابرها، إلا أن الربيع العربي أو الأوروبي سيكون شتاء قاسيا جدا، لا تنفع فيه أصوات التهدئة أو تهديد الدول المستضعفة كما تفعل اليوم اسبانيا.