لاتزال مراكز البريد بولاية يججل تشهد أزمة في السيولة النقدية، حيث ما يزال المواطنون ينتظرون الحصول على أموالهم لقضاء حاجياتهم، فيما تشير أصداء من قلب العاصمة وولايات اخرى منها الجلفة والأغواط وبرج بوعريريج، إلى أن مراكز البريد بهذه المناطق ما تزال أيضا تعرف أزمة في السيولة النقدية. فالزائر للمركز البريدي بعاصمة الكورنيش بوسعه أن يقف على مشهد استثنائي لعشرات الشيوخ المسنين والمسنات ومن كل الفئات، ممن غصت بهم قاعة المركز عن آخرها حتى امتدت إلى خارج القاعة وعلى امتداد الطريق وحتى الزائر للمكان لمجرد الاستفسار أو الاستعلام لن يجد سهولة حتى في الوقوف. فالمواطنون الذين انتظموا في طابور طويل عددهم أكبر من الذين أخذوا أماكن لهم على الكراسي، في انتظار الفرج يترقبون في صمت أي خبر عن وصول السيولة النقدية، ولاسيما أن ملامح القلق قد بدت على وجوههم، وتحولت إلى حيرة على وجوه البعض . وتتواصل هده الأزمة من العام الفارط غير أنها قلت حدتها مند حلول هدا وأمام هذا الوضع اضطر العديد من المواطنين إلى الانتظار يوميا مند الساعات الأولى من صباح كل يوم وعاينا عينة منهم ببلدية الطاهير على مستوى مركز بريد الطاهير أين نجد الطوابير منذ حوالي الساعة الخامسة صباحا كل يوم وهو الوضع الناجم عن غياب السيولة النقدية الذي راح يضغط بثقله على نفسية المواطنين هناك، ممن قالوا لنا إنهم لم يستسيغوا بعد افتقاد مراكز البريد للسيولة مند شهر رمضان الماضي وخاصة بولاية جيجل ومتسائلين عن الأسباب التي تقف وراء هذه الأزمة؟ ولم يجدوا لها إجابة لحد كتنابة هاته الأسطر، أما البعض ممن تحدثنا إليهم أمام المركز البريدي، قالوا لنا إن هناك إشاعة مفادها تخوف من نشوب أعمال شغب قد تستهدف تخريب أو كسر مقر البريد، فيما ربط البعض الآخر هذه الأزمة باحتمال عودة أعمال الشغب مجددا. والمهم بالنسبة لعدد منهم بأن القائمين على تسيير المركز البريدي بجيجل تسببوا في خلق مشاكل عديدة على اعتبار أنه كلما يصل موعد نهاية كل شهر ابتداء من ال22 موعد تقدم شريحة المتقاعدين للمركز للحصول على مستحقاتها، يقال لهم إن السيولة غير متوفرة والآلة الإلكترونية معطلة ويصل بهم الموظفين الأخرين من معلمين وأساتذة وغيرهم، ليزداد الأمر سوءا وهو المشكل نفسه يتردد أيضا كلما يحين هذا الموعد في كل مراكز البريد تقريبا بجيجل ما يطرح بالتالي تساؤلا عن المنطق الذي يشتغل به القائمون على تسيير هذه المراكز والذين يتعاملون مع المتقاعدين وكأنهم يقدمون لهم معروفا. وتبقى السيولة النقدية غائبة عن المراكز المتواجدة ببلديات جيجل التي تعيش على وقع أزمة افتقاد مراكز البريد للسيولة النقدية.