مرّت قبل 48 ساعة، الذكرى ال44 على إغتيال الشهيد الرمز "محمد بودية"، لكن ذلك مرّ جانبا على الجزائريين دون إستذكار النضال الكبير ل "بودية" في سبيل تحرير الجزائر وفلسطين. ترك هذا التغييب لذكرى البطل الجزائري الذي دوّخ مخابرات الصهاينة "الموساد"، استياءً كبيرً من طرف الجزائريين من رواد شبكات التواصل الإجتماعي، والذين أجمعوا على أنّ الراحل الحي يستحق التفاتة تخلّد إسمه في قائمة الشهداء ليبقى رمزا نضاليا للأجيال المقبلة. ويعدّ الشهيد محمد بودية مسرحي وصحفي جزائري، ولد يوم 24 مارس 1932 في حي الباب الجديد بالجزائر العاصمة، تأثر بالتيار الوطني الاستقلالي ثم اهتم بالمسرح، حيث التحق بالمركز الجهوي للفنون الدرامية في عام 1954، وهاجر بعد اندلاع الثورة إلى فرنسا وانضم إلى فيدرالية جبهة التحرير هناك، شارك في عدة عمليات فدائية جرح في إحداها عام 1956، كانت أكثر عملياته شهرة هي تفجير أنابيب النفط في مرسيليا سنة 1958 والتي قبض عليه بسببها وحكم بالسجن 20 عاماً، و تمكن بعدها من الهروب من السجن. وفي أعقاب عملية "ميونيخ" الشهيرة أثناء أولمبياد 1972 بألمانيا، أمرت "غولدا مائير" الموساد بتنظيم عمليات اغتيال قيادات فلسطينية في جميع أنحاء العالم، كعملية شارع "فردان" في بيروت عام 1973، واغتيال فلسطينيين في باريس مثل "محمود الهمشري" و"وائل زعيتر" إضافة إلى "باسل الكبيسي". ودان "بودية" تلك الاغتيالات عبر إعلانات نشرت في جريدة "لوموند" الفرنسية ووقعت عليها شخصيات عديدة بينهم يهود، ودفع هو ثمن الإعلانات، وكان يعلم جداً أنه هو أيضاً مستهدف، لذلك كان شديد الحرص. وخطّط الموساد لاغتيال "بودية" بتجنيد يهود فرنسيين يعملون في مديرية أمن الإقليم dst، وتم زرع لغم تحت مقعد سيارته (رونو 16) زرقاء اللون، وسقط "محمد بودية" شهيداً لما همّ بركوب سيارته في صباح 28 جوان 1973 أمام المركز الجامعي لشارع فوس برنار في باريس.