كان العلامة الشيخ محمد الغزالي عليه رحمة الله ، يكرر دائما وأبدا في أحاديثه وبعض كتبه مقولته الشهيرة "لو كنت أمريكيا ما دخلت الإسلام ، ولو أن المسلمين قالوا لكل السلع عودي من حيث أتيت لمشوا حفاة عراة..! " ويقصد أن الغرب المسيحي لو أنه نظر إلى حال الشعوب الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها المستهلكة لكل شيء ، ما شجعه ذلك على دخول في دين الله الذي ارتضاه للناس كافة ،ولكن لحسن خاتمتهم وطالعهم أنهم اطلعوا على الإسلام عن طريق الدراسة والكتب قبل أن يعرفوا المسلمين..؟ إن حال الشعوب الإسلامية اليوم لا تفرح ، فهم في الحضيض الأسفل ،صغار في عيون الناس ، وما حصل الجمعة الماضي في نيوزيلندا من تقتيل عشوائي في حقهم وفي المسجد خير شاهد على ما نقول..! فهاهم من يسمون بالمجاهدين في هذه الديار الخربة، يتقاتلون على بقايا تمرة كما قال الشاعر "نزار قباني " وعلى بقايا دولة ،حيث أساءوا إلى الإسلام وبقية المسلمين البسطاء و الشرفاء ، وهم بهذا الفعل المشين أعطوا فرصة للغرب بجميع ألوانه وأطيافه لكي يكره الإسلام ويمقت العرب والمسلمين..؟ فهل يعقل أن تتعاون دول المسلمين مع أعداء الملة والشعوب على تقتيل أبناء الأمة بحجة محاربة الإرهاب والتطرف الديني ،أو القضاء على الحكام الطغاة وإقامة دولة إسلامية أو ديمقراطية فيها الكثير من الحريات ،غير أن الحقيقة في الأخير سراب وتدمير وتفكيك للدولة القائمة بما فيها وعليها.. ! فلا تجد مكانا غربيا يذكر فيه الإسلام إلا وتجده يفوح بما هو يسيء إليه، غير أن كل ذلك وإن تجاوزناه لا يعطي حقا للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ولا لغيره،أن يسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو للدين الإسلامي والمسلمين ،كما لا نسمح أن يمس بالشرائع السماوية مهما كانت الأسباب ،فالدين مقدس ،فلا ينبغي التطاول عليه من أي كائن من كان ..؟ !