اعتبر البروفيسور محمد طايبي الكاتب والباحث في التاريخ، أن الاعتراف الفرنسي الأخير برفع السرية عن جزء من أرشيف الثورة الجزائرية، ما هو إلا لعبة سياسية من باريس للتقرب من الجزائر، من أجل إعادة بسط نفوذها في شمال افريقيا، داعيا السلطات الجزائرية لتجنيد علمائها من المفكرين لمواجهة هذه المناورة الفرنسية. أكد محمد طايبي في تصريح خص به "السلام" أمس الأربعاء، أن الأرشيف الجزائري، هو قضية أساسية خاصة بسيادة الدولة الجزائرية، وفي نفس الوقت هي جزء من لعبة سياسية فرنسية للتقرب من الجزائر، للحفاظ على مصالحها في القارة الإفريقية. وأعرب المحلل السياسي، عن اعتقاده، بأن اعتراف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برفع السرية عن وثائق يفوق عمرها نصف قرن، هو موضوع معقد وعميق، لأن الجزء الأول منه والذي لم يتطرق اليه أي أحد، مرتبط بصراع أجنحة النظام السياسي الفرنسي بحد ذاته، مبينا أن كل جناح يحاول كشف لعبة الجناح الآخر فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبت خلال الاحتلال الفرنسي للجزائر. وأضاف في السياق ذاته، أن الشق الثاني من الموضوع، يتعلق باللعبة الجيوسياسية في شمال افريقيا وكل القارة بشكل عام، موضحا أن فرنسا تحاول التقرب من الجزائر بنسج علاقات جديدة تكون اقل حدة خالية من الإرث الاستعماري ولو شكليا، وذلك من خلال الأرشيف الجزائري، سعيا منها لإعادة الاستحواذ على دول القارة التي ستطرأ عليها تغييرات جراء تقسيم دولها على القوى العظمى. ولفت البروفيسور، إلى أن التطورات الأخيرة التي طفت الى السطح، خاصة فيما يتعلق بالشهيد بومنجل وأودان، هو ما يسمى ب "تحصيل حاصل"، مشيرا الى أن ماكرون لم يضف شيئا بشأن إعلانه الأخير برفع السرية عن جزء من الأرشيف الجزائري. وأوضح محمد طايبي، أن أرشيف الجزائر الخاص بالمرحلة الاستعمارية، هو أرشيف الجريمة، وما شهدته الجزائر من انتهاكات بشعة لم يشهد لها التاريخ الاستعماري مثيل، مضيفا أن الحكومة الفرنسية، الان تريد الهروب من تاريخ جرائمها، من خلال تمييع وتنويم الوعي غير الفاقد للمناعة السياسية والثقافية. ودعا الباحث والكاتب الحكومة الجزائرية، الى تجنيد علمائها من المفكرين وليس المناضلين، من أجل استرجاع كل أرشيفها وحقوقها، مشيرا الى أنه على فرنسا الاعتراف بكل جرائمها التي ارتكبتها في حق الجزائريين طيلة قرن و32 سنة، ولا يمكنها ابدا الاحتفاظ بتلك الجرائم . يذكر أنه منذ أزيد من 4 سنوات مضت، تتفاوض الجزائروفرنسا حول ملفات تاريخية عالقة، في مقدمتها الأرشيف الجزائري الذي ترفض السلطات الفرنسية لحد الان تسليمه، وما اعتراف ماكرون الأخير برفع السرية عن وثائق يفوق عمرها نصف قرن، وقبلها اعترافه باغتيال الشهيد بومنجل من قبل الاحتلال الفرنسي بدلا من الرواية الفرنسية التي تقول بأنه انتحر، الا محاولة فرنسية للحفاظ على مصالحها. إضافة إلى دعم التنسيق حول القضايا الإقليمية بوقادوم يبحث مع نظيره السلوفيني التعاون الثنائي بحث وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، أمس، في اتصال هاتفي مع نظيره السلوفيني، انزيه لوغار، عديد المسائل المتعلقة بالتعاون الثنائي وسبل تعزيزه في شتى المجالات. وكتب بوقادوم، على حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، "أنه تم التطرق خلال الاتصال الهاتفي مع وزير خارجية جمهورية سلوفينيا انزيه لوغار، الى عديد المسائل المتعلقة بالتعاون الثنائي وسبل تعزيزه في شتى المجالات". وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أنه "تم الاتفاق أيضا على ضرورة دعم التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية تحسبا لتولي جمهورية سلوفينيا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي".