تتوقّع منظّمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ارتفاع الطلب على نفطها خلال العام الجاري ليصل إلى 21ر29 مليون برميل يوميا بزيادة 430 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة، حسب ما جاء في التقرير الشهري للمنظّمة الصادر يوم الاثنين، وهو ما يبشّر بانتعاش أسعار البترول إن صدقت توقّعات (أوبك). في حال تأكّدت التوقّعات سيتجاوز الطلب على نفط المنظّمة مستواه في 2014 مع خفض (أوبك) توقّعاتها لنمو الإنتاج خارج المنظّمة في 2015 بمقدار الثلث بسبب تباطؤ طفرة النفط الصخري بالولايات المتّحدة وتراجع الاستثمارات النفطية على مستوى العالم. ويعود هذا التراجع أساسا إلى إعلان شركات نفط عالمية خفض الإنفاق الرأسمالي العام الجاري، فضلا عن تناقص عدد منصّات الحفر العاملة في الولايات المتّحدة وكندا. وذكرت (أوبك) أن المعروض من خارج المنظّمة لن يزيد عن 850 ألف برميل يوميا هذا العام، أي ما يقلّ عن 420 ألف برميل يوميا، حسب تقديراتها في تقرير الشهر الماضي. وأبقت المنظّمة على مستوى الإنتاج دون تغيير في اجتماعها الأخير في نوفمبر رغم هبوط الأسعار سعيا منها لإبطاء وتيرة الإنتاج العالي التكلفة في الولايات المتّحدة وغيرها، والذي كان قد وجد دعما في اقتراب متوسّط الأسعار من 110 دولارات للبرميل من 2011 إلى 2013. وبلغ سعر خام برنت أدنى مستوياته بعد 2009 عند 45.19 دولار للبرميل في 13 من جانفي وانعكس ذلك في أكبر خفض لتوقّعات (أوبك) للمعروض النفطي، إذ عدّلت توقّعاتها للإنتاج الأمريكي بخفضه 170 ألف برميل يوميا عن تقديرات الشهر الماضي في ظلّ انخفاض عدد منصّات الحفر. وخفّضت المنظّمة أيضا توقّعاتها لإنتاج روسيا بواقع 70 ألف برميل يوميا مقارنة بالشهر الماضي وخفّضت توقّعاتها لإنتاج دول الشرق الأوسط من خارج (أوبك) بنفس المقدار. ومن المتوقّع أن ينمو الطلب بواقع 17ر1 مليون برميل يوميا في العام المقبل إلى 32ر92 مليون برميل يوميا بارتفاع طفيف عن توقّعات الشهر الماضي، إذ يعزّز انخفاض الأسعار معدل الاستهلاك. وأفادت المنظّمة بأن توقّعات انخفاض المعروض مازالت تتوقّف على بقاء الأسعار منخفضة في النّصف الأوّل من العام بالدرجة التي تقود إلى تباطؤ الإنتاج.