ق. حنان يشكل التنقل عبر القطار، وسيلة نقل مهمة لعدد كبير من المواطنين، سواء من الضاحية الشرقية أو الغربية، حيث يستقل يوميا المئات منهم القطار، لأجل التنقل من والى أماكن عملهم أو دراساتهم، سواء الين يقطنون داخل العاصمة، أو القادمين إليها من ولايات أخرى، كالبليدة وبومرداس وغيرهما، ومع التحديث الذي طرأ على شبكة النقل بالسكك الحديدية، منذ استقدام القطارات الكهربائية الجديدة، فقد زادت نسبة الإقبال من طرف المواطنين عليها، ولا تخلو محطات توقف القطار المختلفة من عشرات الركاب المنتظرين، الذين وجدوا أن التنقل عبر القطار أسهل وأسرع من استعمال وسائل النقل الأخرى، في عاصمة تشهد اكتظاظا كبيرا على مدار السنة واليوم. غير أن الهروب من جنون الطرقات في العاصمة وغيرها إلى السكة الحديدية، ليس آمنا دائما، والحديث عن إرهاب الطرقات، لا يعني الحوادث التي تتسبب فيها المركبات السائرة على العجلات فحسب، وإنما يمتد ليشمل أيضا، القطارات، وخطوط السكة الحديدية التي تحصد بدورها سنويات عشرات القتلى، الذين تتناثر أشلاؤهم وأعضاؤهم على خطوط السكة الحديدية، بعد أن ينتهوا لأسباب كثيرة ومتعددة، تحت عجلات تلك القطارات، غير أن اكبر العوامل وراء ذلك، تكون غالبا قيام الضحايا بقطع السكة الحديدية، والمرور فوقها إلى الناحية المقابلة، أو استخدامها كممر للعبور إلى الشارع، ولان القطار، وخاصة الكهربائي الجديد، لا يتسبب في إحداث أصوات كبيرة، ولكونه أيضا يسير بسرعة فائقة، فان عددا من الضحايا لا يسعفهم الوقت، ولا الحظ للنجاة بأنفسهم، والخروج من نطاق سير القطار القادم نحوهم بسرعة فائقة، فتكون النتيجة هي الموت الحتمي. وتسجل الكثير من مقاطع السكك الحديدية أسبوعيا أو شهريا، حوادث من هذا الشكل، ففي نهاية الأسبوع المنصرم فقط، وحسب شهود عيان، فقد لاقت سيدة في حوالي العقد الرابع من العمر مصرعها تحت عجلات القطار، القادم من الثنية إلى الجزائر، بمحطة جسر قسنطينة، حيث كانت السيدة تهم رفقة شخص آخر بقطع السكة الحديدية إلى الجهة المقابلة، غير أن مصيرها انتهى إلى الموت فوق نفس السكة بعد أن صدمها القطار الذي لم تتمكن من تجنبه، حسب احد الركاب الذي كان في نفس القطار، فان المنظر كان مؤلما ومرعبا، حيث تناثرت أشلاء المرأة على السكة الحديدية. وكثيرا ما يتم تسجيل حوادث من هذا الشكل على مستوى عدة محطات، كحادث مقتل شخص في العقد الرابع من العمر أيضا بنفس الطريقة بالبليدة، بعد أن دهسه القطار الكهربائي القادم من الجزائر العاصمة نحو العفرون فيما كان الضحية بالقرب من حافة السكة الحديدية على بعد 300 متر من محطة بني مراد. وبالبليدة دائما وفي فترة سابقة من السنة الماضية، لقي شيخ يبلغ من العمر 63 سنة، أول أمس، مصرعه بعدما صدمه قطار على مستوى بلدية موزاية في ولاية البليدة، الضحية هم بعبور السكة الحديدية في نقطة غير محروسة دون أن ينتبه إلى قدوم القطار السريع، كما أنه لم يستمع إلى صفارات الإنذار، و بعين الدفلى لقي عامل صيني يعمل بشركة صينية تتولى إنجاز مشروع ازدواجية خط السكك الحديدية، حتفه، بعد أن دهسه قطار لنقل البضائع كان قادما من ولاية الشلف باتجاه الجزائر العاصمة. والحوادث كثيرة جدا، ولا مجال لذكرها كلها، فيما أن العديد منها يتحمل المسؤولية فيها الضحايا أنفسهم، على اعتبار أنهم تماما كبقية ضحايا المرور الآخرين، لم يحترموا الممرات المخصصة لهم، وفضل الكثير منهم اختصار المسافة، بالعبور فوق السكة الحديدية، على خطورتها، عوض استغلال الممرات السفلية أو العلوية المخصصة لذلك. وتجدر الإشارة إلى أن الإحصائيات التي نشرتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، كشفت عن تعرض 152 شخص إلى حادث خلف 45 قتيلا وإصابة 109 آخرين، فيما تبقى أهم أسباب ارتفاع الحوادث هو عدم احترام المادة القانونية 35-90 من طرف الأشخاص وعدم احترام الحواجز غير المحمية.