بوصولنا إلى دورة 2010، نكون قد أتممنا القصة الكاملة لكأس أمم إفريقيا، والتي ستُعطى إشارة انطلاقتها السبت المقبل في كل من الغابون وغينيا الاستوائية، لكن وللأسف نسجل في هاته الدورة غياب منتخبنا الوطني، وهذا إلى جانب أعتى منتخبات القارة السمراء، ويتعلق الأمر بكل من نيجيريا والكاميرون، ومصر حاملة لقب الدورات الثلاث الأخيرة· وحتى لا نُطيل عليكم نترككم مع حيثيات دورتي 2008 و2010· إعداد: كريم مادي الدورة السادسة والعشرون (غانا 2008) مصر للمرة السابعة والجزائر تغيب للمرة الثانية على التوالي للمرة الثانية على التوالي يفشل المنتخب الجزائري في بلوغ الأدوار النهائية، بخروجه على يد المنتخب الغيني· فشل المنتخب الوطني في بلوغ الأدوار النهائية، وقابله تأهل كل من المنتخب الإيفواري والكاميروني ونيجيريا والمغرب وتونس وزامبيا والسنغال وغينيا وإفريقيا الجنوبية والسودان العائد إلى البطولة بعد غياب طويل ومالي وأنغولا والبنين وناميبيا إضافة إلى منظم البطولة المنتخب الغاني وحامل لقب الدورة الأخيرة المنتخب المصري· قسمت هاته المجموعات ال16 على أربع مجموعات وضمت الأولى كل من منظم البطولة غانا إضافة لكل من غينيا وناميبيا والمغرب، فيما ضمت المجموعة الثانية كل من نيجيريا ومالي وكوت ديفوار والبنين، أما المجموعة الثالثة فضمت كل من حامل اللقب مصر والكاميرون وزامبيا والسودان، أما المجموعة الرابعة والأخيرة فضمت كل من تونس وأنغولا وإفريقيا الجنوبية والسنغال· في 20 جانفي 2008 أعطيت إشارة انطلاقة الدورة السادسة والعشرون بالعاصمة الغانية أكرا، وجمعت المباراة الافتتاحية المنتخبين الغاني والغيني، وانتهت لمصلحة أصحاب الأرض بنتيجة هدفين لواحد، فيما انتهت المواجهة الثانية عن هاته المجموعة لمصلحة المنتخب المغربي على ناميبيا 5 - 1، المواجهة الثانية خسرها المغاربة أمام غينيا 3 - 2، وهي الخسارة التي خدمت المنتخب الغاني الذي هزم المنتخب الناميبي بهدف يتيم، فبات هذا الأخير خارج دائرة المنافسة قبل جولة الختام، فيما كسب منتخب غانا ورقة عبوره إلى الدور الثاني، تاركا المنافسة على أشدها بين المنتخبين المغربي والغيني، لكن وبما أن المغرب واجه في ختام الجولة الأخيرة منتظم البطولة غانا، والذي خسره بهدفين دون رد، مكن منتخب غينيا من بلوغ الدور الثاني بالرغم من تعادله أمام المنتخب الناميبي الذي كسب أول نقطة في تاريخ مشاركته في الأدوار النهائية· حملت مباريات المجموعة الثانية بلقاء مثير بين كبار القارة الإفريقية كوت ديفوار بقيادة ديدي دروغبا ونيجيريا بقيادة جاي جاي اوكوشا، انتهت لمصلحة الإيفواريين بفضل الهدف اليتيم الذي وقعه اللاعب دروغبا، مانحا نقطتين من ذهب لمنتخب بلاده، تاركا نيجيريا تتعذب في هذا الدور خاصة بعد فوز منتخب مالي على البنيني بهدف دون رد· منتخب البنين ودع البطولة مبكرا قبل خوض مباراة الجولة الثالثة والأخيرة، إثر الهزيمة الساحقة التي مني بها أمام كوت ديفوار بنتيجة 4 - 1· لم يتم تحديد هوية المنتخب الثالث الذي انتزع ورقة عبوره إلى الدور الثاني إلا بعد إجراء مبارتي الجولة الثالثة والأخيرة، فالهزيمة الثقيلة التي حصدها منتخب مالي على يد منتخب الفيلة بنتيجة 3 - 0 مكنت منتخب نيجيريا من بلوغ الدور الثاني· دشن حامل لقب الدورة الأخيرة المنتخب المصري البطولة غانا بفوز كبير على المنتخب الكاميروني بأربعة أهداف لهدفين، اللقاء الثاني من هذه المجموعة انتهى لمصلحة المنتخب الزامبي على حساب السودان بنتيجة 3 - 0· الجولة الثانية شهدت انتفاضة حقيقية لمنتخب الكاميرون بفوزه الكبير على المنتخب الزامبي بنتيجة 5 - 1، فيما انتهت المواجهة العربية بين المنتخبين المصري والسوداني لمصلحة مصر 3 - 0، فوز أهل منتخب الفراعنة لبلوغ الدور الثاني، فيما خرج منتخب السودان من البطولة، وخاض مواجهته الأخيرة أمام منتخب الكاميرون بمعنويات منحطة جعلت شباكه تهتز ثلاث مرات، فيما انتهت مواجهة زامبيا ومصر بالتعادل هدف لمثله، وبذلك حل منتخب الفراعنة في الصف الأول بخمس نقاط، فيما عادت المرتبة الثانية للمنتخب الكاميروني بأربع نقاط· أخيرا شهدت مباريات المجموعة الرابعة والأخيرة تأهل المنتخبين التونسي والأنغولي، وخروج المنتخبين السنغالي والجنوب الإفريقي· أول المتأهلين إلى الدور نصف النهائي كان المنتخب الغاني بتفوقه على المنتخب النيجيري بهدفين لواحد، في لقاء أداره الحكم الجزائري محمد بنوزة، فيما انتهى اللقاء الثاني بين المنتخبين التونسي والكاميروني، لمصلحة زملاء إيتو بنتيجة 2 - 3 . في اليوم الموالي 3 فيفري 2008 سحق المنتخب الإيفواري منتخب غينيا بخمسة أهداف كاملة، علما أن اللقاء أداره الحكم الجزائري جمال حيمودي· آخر المتأهلين إلى المربع الذهبي كان المنتخب المصري حامل لقب الدورة الأخيرة بفوزه على المنتخب الأنغولي بشق الأنفس بنتيجة هدفين لواحد· التقى في الدور نصف النهائي كل من المنتخبين المصري والإيفواري ، فيما واجه المنتخب الكاميروني منظم البطولة غانا· في اللقاء الأول حسمه المنتخب الكاميروني لمصلحته على حساب غانا، بهدف دون رد، فيما انتهى اللقاء الثاني بين المنتخبين المصري والإيفواري بنتيجة لا أحد كان يتوقعها، 1 - 4 لمنتخب الفراعنة· جمعت المباراة الترتيبية بين المنتخبين الغاني والإيفواري، فكانت الغلبة لغانا بنتيجة 4 - 2· المباراة النهائية جمعت بين مصر والكاميرون، هدف أبو تريكة الذي وقعه قبل 13 دقيقة من صافرة النهائية منح النجمة السادسة لمصر، في مواجهة أدارها الحكم البنيني الشهري كوفي ادوجيا، ليتسلم الحارس المصري لقب البطولة وسط أفراح المصريين الذين باتوا أول منتخب يفوز بالكأس ست مرات كاملة· أما لقب أحسن هداف فعاد للكاميروني صامويل إيتو بتسجيله سبعة أهداف كاملة، الأمر الذي مكنه من تحطيم الرقم القياسي في عدد تسجيل الأهداف في تاريخ الكأس والذي ظل صامدا لعدة عقود كان من نصيب الإيفواري لوران بوكو، حيث حسنه ايتو بهدفين، بعد أن كان قبل هذه الدورة يقدر ب14 هدفا· الدورة السابعة والعشرون (أنغولا 2010) مصر للمرة الثالثة على التوالي والجزائر في المركز الرابع حظيت أنغولا باستضافة البطولة من بين عدة بلدان أخرى هي نيجيريا والغابون وغينيا الاستوائية وليبيا، كما رفض ترشيح كل من موزمبيق وناميبيا وزمبابوي والسنغال· وفازت الغابون وغينيا الاستوائية باستضافة البطولة في عام 2012، حيث ستقام البطولة في البلدين· أما ليبيا فقد اختيرت لاستضافة البطولة للمرة الثانية في عام 2013، بينما ستكون نيجيريا البلد المستضيف البديل لبطولات الأمم الأفريقية للأعوام 2010 و2012 و2014 في حال فشلت إحدى الدول في تحقيق متطلبات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم· وكانت تصفيات الاتحاد الأفريقي لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 في جنوب أفريقيا، التي بدأت في أكتوبر 2007، هي أيضاً تصفيات لهذه البطولة، حيث تأهلت الفرق الثلاثة الأولى من كل مجموعة من المجموعات الخمس· وبحكم استضافتها للتصفيات، تشارك أنغولا تلقائيًا في كأس الأمم الأفريقية 2010 على الرغم من عدم مشاركتها في تصفيات كأس العالم· بعد غيابه عن دورتي 2006 و2008، عاد المنتخب الجزائري إلى العرس القاري، بعد أن حل في الصف الأول في التصفيات المزدوجة التي ضمت كل من منتخبات مصر وزامبيا ورواندا، ولم يكتف منتخبنا بالتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أسند تنظيمها لأول مرة إلى أنغولا بل بلغ نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا الصائفة المقبلة بإذن الله تعالى· أهم ما ميزها دورة أنغولا، الحادث الإرهابي الذي تعرض له منتخب الطوغو وهو في طريقة إلى مدينة كاميدا لخوض غمار البطولة، ضمن المجموعة الثالثة، والتي راح ضحيتها سائق الحافلة وأحد مساعد المدرب الطوغولي مع إصابة العديد من اللاعبين، الأمر الذي دفع بالحكومة الطوغولية بإعلان مقاطعتها للدورة· فازت أنغولا باستضافة البطولة بعد أن تقدمت إلى كل من نيجيريا، والغابون، وغينيا الاستوائية، وليبيا، كما رفض ترشيح كل من موزمبيق، وناميبيا، وزمبابوي، والسنغال· وفازت الغابون وغينيا الاستوائية باستضافة البطولة في عام 2012 حيث ستنطلق البطولة بعد غد السبت· إضافة إلى المنتخب الوطني الجزائري، تأهل إلى الدورة السابعة والعشرون 14 منتخبا، ويتعلق الأمر بكل من الجزائر ومالي ومالاوي العائد هو الآخر إلى البطولة لكن بعد 26 سنة من الغياب· إضافة إلى هذه المنتخبات سجل تأهل كذلك منتخبات كوت ديفوار وغانا وبوركينا فاسو ومصر ونيجيريا والموزمبيق والبنين وزامبيا وتونس والكاميرون والغابون والطوغو، لكن هذا الأخير كتب له القدر أن لا يشارك بعد الذي تعرض له الجمعة الماضي، إضافة إلى المنتخبين الأنغولي منظم البطولة ومصر بطلة الدورة الأخيرة· أفرزت قرعة البطولة ال27 على أربع مجموعات متكافئة، المجموعة الأولى والتي وضع على رأسها المنتخب الأنغولي فضمت كل من هذا الأخير ومالي ومنتخبنا الوطني ومالاوي، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات كوت ديفوار وبوركينا فاسو وغانا، والمجموعة الثالثة ضمت منتخبات مصر ونيجيريا والموزمبيق والبنين، وأخيرا المجموعة الرابعة ضمت منتخبات تونس والكامرون والغابون وزامبيا· يالها من انطلاقة ··· ثمانية أهداف في لقاء الافتتاح انتهت مباراة افتتاح النسخة السابعة والعشرين بين المنتخب الأنغولي ونظيره المالي بالتعادل 4-4، في نهاية درامية· وقف المنتخبان دقيقة صمت حدادا على ضحايا مقتل الملحق الصحافي للمنتخب الطوغولي ستانيسلاس اكلو والمدرب المساعد ابالو اميليتيه في الهجوم المسلح الذي تعرضت له حافلة المنتخب الطوغولي يوم الجمعة· وكان المنتخب الأنغولي الذي كان مؤازرا بنحو 50 ألف متفرج، الأفضل في أغلب فترات المباراة وكان في طريقه إلى خرق قاعدة المباريات الافتتاحية للبطولات الكبرى التي ينتهي أغلبها بالتعادل لكنه استسلم للواقع وارتضى بالتعادل وهو الذي كان يمني النفس بالفوز لتعزيز حظوظه في بلوغ الدور ربع النهائي وتكرار إنجاز النسخة الأخيرة عندما خرج على يد مصر 1- 2· في المقابل، بدا المنتخب المالي بعيدا عن مستواه ولم يهدد مرمى أصحاب الأرض إطلاقا في الشوط الأول، قبل أن يتحسن مستواه في الثاني نسبيا وتحديدا في الدقائق الأخيرة ونجح في تفادي الهزيمة المذلة التي كانت ستُطيح برأس مدربه النيجيري ستيفن كيشي، وذلك بفضل خبرة نجومه في الدوري الإسباني سيدو كيتا (برشلونة) صاحب هدفين، وقائده صانع الألعاب محمدو ديارا (ريال مدريد) ومهاجم اشبيلية كانوتيه· واحتفظ كيشي بكيتا على مقاعد الاحتياط قبل أن يضطر إلى إشراكه في الدقيقة 35 مكان موديبو مايغا· اللقاء الثاني شهد فوزا كاسحا لمنتخب مالاوي على الجزائر3 -0، وفي المواجهة الثانية تغلب منتخبنا الوطني على مالي 1-0 فيما فاز المنتخب الأنغولي على مالاوي بهدفين لصفر، وفي الجولة الثالثة تعادلت الجزائر مع أنغولا بدون أهداف، وفازت مالي على مالاوي 3 - 1، وبذلك تأهل المنتخبان الأنغولي والجزائري إلى الدور ربع النهائي· في المجموعة الثانية، تأهل إلى الدور ربع النهائي كل من كوت ديفوار وغانا على حساب بوركينا فاسو والطوغو، وفي المجموعة الثالثة تأهل إلى الدور الموالي المنتخبان المصري والنيجيري على حساب البنين والموزمبيق، وفي المجموعة الرابعة والأخيرة تأهل عنها كل من زامبيا الكاميرون على حساب الغابون وتونس· التقى في الدور ربع النهائي كل من الجزائر أمام كوت ديفوار، وفاز منتخبنا الوطني ب3 - 2 بعد الوقت الإضافي، فيما تفوق المنتخب الغاني على أنغولا بهدف لصفر، وفي اللقاء الثالث تفوقت مصر على الكاميرون بثلاثة أهداف لواحد، وفي اللقاء الرابع تفوقت زامبيا على نيجيريا بضربات الجزاء· الدور نصف النهائي، التقى في اللقاء الأول المنتخبان الجزائري والمصري، وكان الفوز حليف المصريين برباعية كاملة، فيما تفوق المنتخب الغاني على نيجيريا بهدف لصفر· جمعت المباراة الترتيبية بين المنتخبين الجريحين، نيجيريا والجزائر، وانتهت لمصلحة الأخير بهدف لصفر، فيما انتهت المباراة النهائية بين غانا ومصر لمصلحة الأخير بهدف لصفر، وبذلك يسدل الستار عن دورة أنغولا·
