سألتني وكل معالم الدهشة والضيق ترتسم على وجهها الذي لونته بعناية بكل ألوان الطيف. ألا تغارين؟ فتركت ما بيدي من عمل وسألتها... لما؟ فصرخت في وجهي من كل هؤلاء الفتيات من حولك... من عطورهن النفاذة وملابسهن الملفتة باختصار... يستمتعن بشبابهن... وأنتِ ألا تغارين! فارتسمت على وجهي ابتسامة لم أستطع مقاومتها وأجبتها : نعم...أغار... أنا إنسانة خلق الله داخلي كل مشاعر البشر ولكن السؤال الأهم هو ممن أغار؟ - أغار من كل أخت سبقتني بخطوة نحو الله تبارك وتعالى. - أغار من كل أخت من الله عليها بختم كتابه الكريم فصارت من أهل القرآن أهل الله وخاصته. - أغار من كل أخت وفقت لارتداء الحجاب كما يحبه الله ويرضاه. - أغار أكثر... من كل أخت أو أم لي على ثغور المسلمين قدمت لهذا الدين ابنا أو زوجا دفاعا عن مقدسات المسلمين. - وأغار أكثر وأكثر وأكثر من أختي التي من الله عليها بالشهادة في سبيله. - ومن أختي التي أحسن الله خاتمتها ففاح المسك منها واستنار وجهها وهي تغسل وتكفن وتزف لقبرها. ولكن غيرتي ليست كتلك التي تدور في ذهنك فأنا أحبهن جميعا وأدعو الله أن يلحقني بهن وأن يجمعني بهن في مستقر رحمته ودار كرامته إنه ولي ذلك والقادر عليه.