يعيش سكان حي طارق بن زياد أحد أكبر وأقدم أحياء وسط مدينة خنشلة في وضع لا يحسد عليه... حيث يعيش سكان الحي العزلة والحرمان والتهميش والحصار المطبق الذي فرضته عليهم السلطات المنتخبة السابقة والحالية التي تجاهلت مطالبهم وصمت آذانها عن سماع مناشداتهم وتوسلاتهم ولم تعر أي اهتمام لشكاويهم واحتجاجاتهم التي لم تأت بنتيجة منذ تسعينيات القرن الماضي في الوقت الذي لم يخرج فيه المنتخبون بالمجلس البلدي لهذه العهدة ومعهم السلطات المعنية في الولاية من دائرة المشاريع والمخططات والمحاضر والمداولات الموجهة لتهيئة وسط المدينة وترقية مداخلها لتستجيب لمواصفات العصرنة التي قطعت فيها باقي الولايات أشواطا كبيرة . السكان الذين بلغوا الحد الأقصى من قدرة التحمل وضبط النفس حسبهم أكدوا أن هذا الحي تحديدا لا يزال يفتقر إلى أدنى المواصفات والشروط الضرورية الملحة التي تضمن كرامتهم وتحقق لهم الظروف المواتية لممارسة حياتهم الطبيعية في ظل اهتراء الطرقات والأرصفة وانعدام قنوات الصرف الصحي وانسداد بعض ما أنجز منها، ما انجر عنه احتقان المياه القذرة التي أضحت تتدفق وسط بيوتهم مما يهدد بانتشار الأوبئة ومختلف أنواع الحشرات وفئران المجاري في كل مكان. السكان أيضا أمام استمرار الوضع على ما هو عليه وتماطل المؤسسات المعنية في القيام بالتزاماتها في وضع شبكات قنوات المياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي طبقا للمواصفات المعمول بها أو إصلاح وتنظيف قنوات الصرف وبالوعات مياه الأمطار فقد دخلوا في أزمة حقيقية على رأسها اختلاط مياه الشرب بالمياه القذرة ما دفعهم إلى جلب حاجتهم من الماء الشروب من الأحياء المجاورة واقتنائها من أصحاب الصهاريج المجرورة بأثمان باهظة ضاعفت من معاناتهم . كما يشكو السكان من انعدام الإنارة العمومية وانتشار الحفر وتلال مخلفات الأشغال في كل زاوية فضلا عن مزارع الأعشاب الشوكية التي أضحت تحاصر مداخل بيوتهم وكذا حرمانهم من المرافق الخدمية الضرورية المتصلة بحياتهم اليومية كالفرع البلدي ومكتب بريد وقاعة علاج أين تدفعهم الحاجة إلى قطع مسافات طويلة نحو وسط المدينة لقضاء شؤونهم الإدارية والصحية بصعوبة وعناء مطالبين بإلحاح شديد من جميع السلطات المعنية في الولاية التدخل العاجل والالتفات إليهم وسماع مناشداتهم وتوسلاتهم لتحقيق الحد الأدنى من شروط العيش الكريم . من جهتها مسؤول ببلدية خنشلة أكد أن برنامجا هاما تم إعداده لفائدة هذا الحي القديم على غرار باقي الأحياء المهمشة وستنطلق الأشغال قريبا جدا في مشاريع مختلفة تستجيب لمختلف تطلعات السكان طبقا لتعليمات والي الولاية الذي أمر بمنح الأولوية لهذا الحي حسب المسؤول ، وفي انتظار تحقيق ذلك في الميدان يتخوف السكان من بقاء الأمور على حالها بالحي ، خاصة وأنهم سمعوا كثيرا من مثل هذه الوعود منذ 20 سنة إلا أنه لا شيء تحقق للحي بالميدان .