كشفت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين عن تنقّل أعضاء المكتب الوطني للنقابة إلى ولاية غرداية، من أجل معاينة الوضع، والعمل على الإسهام في تضميد جراح الأزمة، واحتواء أسبابها، بما يعيد الهدوء والطمأنينة في أرجائها، ويسمح بمواصلة الحياة بصورة عادية، إلا أنهم وفق ما أوضحت في بيان أصدرته أمس »لم يتمكنوا من الالتقاء بأعيان الأسرة التربوية في غرداية«، ولم يذكر البيان الأسباب الحقيقية التي حالت دون حدوث هذا اللقاء، الذي كان يهدف وبالأساس إلى الوقوف على واقع التلاميذ والمنظومة التربوية بالولاية. كشفت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين عن أن وفدا عنها، مُتشكل من أعضاء المكتب الوطني تنقل الأسبوع المنتهي إلى ولاية غرداية، من أجل الإسهام في احتواء أزمة المنطقة، وحقن دماء الإخوة في الولاية، والوقوف على حقيقة الوضع الذي يعيشه على وجه الخصوص تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة، ولكن للأسف وفق ما يقول البيان الذي أصدرته نقابة الاتحاد أول أمس »الظرف لم يسمح لأعضاء المكتب بالتقاء أعيان وممثلين عن الأسرة التربوية من كلا الطرفين«. وتبرئة للذمة أمام الله وأمام التاريخ وفق ما يضيف البيان »أنه كلما مرّ يوم عن الأزمة والفتنة القائمة بين أهالينا في غرداية إلا وتقطرنا دما وازددنا ألما وحسرة، لأن هذه الأحداث الأليمة والانزلاقات الخطيرة خرجت عن النطاق فأدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات«. ومع أن اتحاد عمال التربية الوطنية لم يذكر في بيانه هذا الأسباب الحقيقية التي جعلته يفشل في مقابلة أعيان الأسرة التربوية في غرداية، واستُشفّ من كلامه هذا أنه لم يتمكن من تقديم أية إضافة على طريق الحل العادل الذي يأمل فيه كل جزائري، إلا أنه نبّه بوضوح تامّ، ودق ناقوس الخطر، وطالب بالتطويق الفوري للأزمة، وإذا لم تُطوق وفق ما قال لا قدّر الله »ستأتي على الأخضر واليابس، ممّا يستوجب التدخل العاجل لعقلاء الطرفين من أبناء وادي ميزاب عربا وأمازيغ مالكية وإباضية«. ومن أجل تهدئة الوضع، وإنهاء كل ما يُفرّق عاد اتحاد عمال التربية والتكوين إلى التذكير بما جاء على لسان العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، حين قال:» أنتم أبناء وطن واحد ودين واحد ومصير مشترك،،، أبناء يعرب يعرب وأبناء مازيغ قد جمع بينهم الإسلام منذ بضع عشرة قرنا ، ثم دأبت تلك القرون تمزج ما بينهم في الشدة والرخاء ، وتؤلف بينهم في العسر واليسر ، وتوحدهم في السراء والضراء حتى كونت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصرا مسلما جزائريا أمه الجزائر وأبوه الإسلام «. وقال البيان: »انطلاقا من قناعتنا الراسخة أنه مهما طال عمر الأزمة، فإنها ستنتهي لامحالة لأن الواقع يفرض على الطرفين التعايش معا للروابط المتينة التي تربطهم من دين ووطن ومصير مشترك ، ويكفي امتزاج دمائهم إبان ثورة التحرير الجزائرية الكبرى لتحرير الجزائر من بوتقة الاستعمار الفرنسي، وتوحدهم منذ أحقاب في المحن والإحن ، فقد آن الأوان أن يتدخل العقلاء من الأعيان لتطويق الفتنة ووضع حد لحرق السكنات والمحلات وزهق الأرواح التي حرمها الله، وتفويت الفرصة على المتربصين الذين يسعون جاهدين لاستمرار ظروف الاحتقان والهلع، وإثارة الضغائن، والمزيد من التخريب والخسائر المادية والبشرية للاصطياد في المياه العكرة« . ومن باب الحرص على حقن الدماء في غرداية والمصلحة العامة للشعب الجزائري عموما دعا اتحاد عمال التربية والتكوين »طرفي النزاع استعجالا إلى انتهاج أسلوب الحكمة والتعقل، ونبذ الشقاق والخلاف، وإصلاح ذات البين، لأن إطالة عمر الأزمة لا يخدم أي طرف من الأطراف، بل يخدم نافخي الكير فقط ، وآمالنا الكبيرة معلقة على الله أولا ثم الخيّرين من أبناء الوطن، خاصة أبناء منطقة وادي ميزاب لإخماد نار الفتنة، والخروج بالمنطقة لشاطئ الأمان وما ذلك عليهم بعزيز« .