قوجيل يستقبل رئيس الجمعية الوطنية للكونغو    بن مبارك يشيد بدور الإعلام الوطني    اللواء بن بيشة يُنوّه بدور الجزائر    دعوة إلى تعزيز التعاون في عدّة مجالات    تنصيب مدير عام جديد أشغال العمومية    إصلاحات سياسة التشغيل تجسّدت على أرض الواقع    ماذا بقي في رفح؟    فيلم فلسطيني يثير مشاعر الجمهور    وزير الاتّصال يكرّم إعلاميين بارزين    الجزائر تصنع 70 بالمائة من احتياجاتها الصيدلانية    في ملتقى افتتحه الأمين العام لوزارة الدفاع: تنويه بدور الجزائر في مواجهة التحديات الراهنة لإفريقيا    وزير الداخلية يؤكد من خنشلة: الرئيس يعمل على تغيير الأوضاع وتحصين البلاد    سطيف: حجز 383 غراما من الكوكايين و11 ألف قرص مهلوس    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط : اتفاقية لتسويق المنتجات الجزائرية للتخصصات الكيمياوية بموريتانيا    رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو: الجزائر تشهد تطورا على كافة المستويات    وزير الاتصال محمد لعقاب من جامعة الوادي: الصحافة كانت مرافقة للثورة في المقاومة ضد الاستعمار    السفير الفلسطيني فايز أبوعيطة يؤكد: الجزائر تتصدر المعركة السياسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية    زيدان يحدد موقفه النهائي من تدريب بايرن ميونخ    سريع الحروش ثالث النازلين: نجم هنشير تومغني رسميا في جهوي قسنطينة الأول    تعزيز المرافقة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة    "حماس" تبلغ الوسطاء القطريين والمصريين بالموافقة على مقترحهم بشأن وقف إطلاق النار في غزة    ضبط كل الإجراءات لضمان التكفل الأمثل بالحجاج    الحماية المدنية..عيون ساهرة وآذان صاغية لمواجهة أيّ طارئ    رفع الحجم الساعي للتربية البدنية السنة المقبلة    دعم السيادة الرقمية للجزائر وتحقيق استقلالها التكنولوجي    صادرات الجزائر من الإسمنت 747 مليون دولار في 2023    حقوقيون يدعّمون المعتقلين المناهضين للتطبيع    الشهداء الفلسطينيون عنوان للتحرّر    وفاة المدرب سيزار لويس مينوتي    النخبة الوطنية تنهي المنافسة في المركز الثالث    "هولسيم الجزائر" تركب ألواحا شمسة بموقع الإنتاج    تعاون أكاديمي بين جامعة الجزائر وجامعة أرجنتينية    تهيئة مباني جامعة وهران المصنفة ضمن التراث المحمي    "الطيارة الصفراء".. إحياء لذاكرة المرأة الجزائرية    50 مصمّمة تعرضن الأزياء الجزائرية.. هذا الخميس    سياسة التشغيل ضمن سياسات التنمية الشاملة في الجزائر    تفكيك خمس عصابات مكونة من 34 فردا    حجز 134 كيلوغرام من اللحوم فاسدة    مدرب سانت جيلواز يثني على عمورة ويدافع عنه    المرصد العربي لحقوق الإنسان: إجتياح جيش الإحتلال الصهيوني لرفح "جريمة بحق الإنسانية"    "حصى سيدي أحمد".. عندما تتحوّل الحصى إلى أسطورة    سيدي بلعباس.. رهان على إنجاح الإحصاء العام للفلاحة    بلبشير يبدي استعداده لتمديد بقائه على رأس الفريق    "نمط إستهلاكي يستهوي الجزائريين    بيتكوفيتش يأمل في عودة عطال قبل تربص جوان    الإطاحة بمروج المهلوسات    الصناعات الصيدلانية : الإنتاج المحلي يلبي أزيد من 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية    وزير الصحة يشرف على آخر لقاء لفائدة بعثة حج موسم 2024    دراجات/طواف الجزائر-2024/: عودة نادي مولودية الجزائر للمشاركة في المنافسة بعد غياب طويل    500 موقع للترويج لدعاية المخزن    بلمهدي يحثّ على الالتزام بالمرجعية الدينية    قدمها الدكتور جليد قادة بالمكتبة الوطنية..ندوة "سؤال العقل والتاريخ" ضمن منتدى الكتاب    تعريفات حول النقطة.. الألف.. والباء    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متمسكون بالوحدة الوطنية مهما كان الثمن وحماس جزء أصيل من مكونات شعبنا
عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية ل»صوت الأحرار«
نشر في صوت الأحرار يوم 17 - 08 - 2014

يؤكّد عضو اللّجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، المفوّض العام للعلاقات العربية وجمهورية الصين الشعبية، عبّاس زكي، في حوار خصّ به »صوت الأحرار«، أنّ جرائم الاحتلال الصهيوني تجاوزت إرهاب الدّولة المنظم، إلى عمل عصابات القتل والإجرام، مبديا أسفه من المواقف العربية الرسمية تجاه ما يحدث من قتل ودمار، والتي تبقى بحسبه دون المستوى المطلوب. وفيما يشيد بالموقف الجزائري المتأصّل، يتطرّق »أبو مِشعل«، إلى مسألة المقاومة ودورها في كسر شوكة المحتل، ناهيك عن المسائل البالغة الأهمية بخصوص ملفّ الصّراع الفلسطيني الصهيوني.
هلا أطلعتمونا على آخر المستجدات بالأراضي المحتلة ؟
غزة كما تعرفون منطقة منكوبة وتشهد كارثة إنسانية، فالكيان الصهيوني يضرب أهدافا مدنية من المفترض أنها تحت الحماية الدولية بموجب القانون الدولي، وما قام به الاحتلال من جرائم تجاوز إرهاب الدولة المنظم إلى عمل عصابات القتل والإجرام، فهناك بيوت بكاملها دمرت على ساكنيها من العائلات، خمسون ألف منزل منها عشرة آلاف دّمرت بالكامل وأربعون ألفا طالها القصف والدمار... ربع مليون إنسان دون مأوى. إنّ الكارثة لا يتصورها عقل، إذ تجاوز إجرام العصابات الصهيونية كل الحدود، فاستنفر العالم وخاصة أمريكا الجنوبية شعوباً وحكومات وجماهير العالم مع مواقف ايجابية لبعض الحكومات كاسبانيا مثلاً.
كل هذا يتزامن مع هجوم واسع النطاق على الضفة الغربية باعتقال ما يزيد على ألفين وخمسمائة أسير والمبالغة في التنكيل بالمقدييس والاقتحامات المتواصلة للأقصى الذي أصبح عملياً مرتعاً للمستوطنين وهذا أمر في منتهى الخطورة، بالإضافة إلى ما يزيد عن ألفي إصابة بالرصاص، أسفرت عن سقوط تسعة وعشرين شهيداً، وأربعمائة إعاقة دائمة في الضفة..
لقد أصبح الوضع خطيرا ومعقدا، والاحتلال فقد القدرة على ضبط غلاة التطرف الذين يرفعون شعارات الموت للعرب..ونعم لإقامة الهيكل وشطب الأقصى لتكون أورشليم العاصمة الأبدية الموحدة للكيان الصهيوني.
وبسبب كل هذا، برزت الوحدة موقعة بالدم ومتجاوزة حماقة الفصائل وامتيازات القادة وقد نصلقريباً إلى إعادة الحياة لمنظمة التحرير ببرنامج سياسي وإدارة موحدة ومدروسة لمواجهة الاحتلال ومواصلة الصمود إلى أن تحدث صحوة عربية ودولية تسهم في نضالنا لإنهاء هذا الاحتلال الذي هو في الحقيقة سرّ النزاع والصراع وغياب الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.
هل تجسّدت الوحدة الوطنية الفلسطينية بالفعل؟ ما كان سببا في العدوان على غزة ؟
لم يخف الكيان الصهيوني امتعاضه من تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، فاستمرار الانقسام يخدم مصالحه، وما انسحابه من غزة من طرف واحد إلا تكريس للفصل بين الضفة وغزة، ونعتقد بأن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الضمانة الرئيسية لتحقيق أهداف شعبنا، ونحن نؤمن بأن حماس جزء أصيل من مكونات شعبنا الفلسطيني، وعلى هذا الأساس نتعامل مع حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، وما يقع على حماس يقع على فتح وعلى شعبنا الفلسطيني، فالعدو الصهيوني يستهدف شعبنا بكل مكوناته، ويريد القضاء على روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، ونحن متمسكون بالوحدة الوطنية مهما كان الثمن، لأن هدفهم الأسمى عزل غزة عن الضفة لإسقاط حقنا في القدس والدولة المنشودة.
ما تقييمكم للموقف العربي والفلسطينيون يدفعون ضريبة باهضة الثمن نتيجة العدوان الصهيوني ؟
للأسف معظم المواقف العربية الرسمية دون المستوى المطلوب، ولا تنسجم هذه المواقف بأي حال من الأحوال مع الحد الأدنى من التضامن والعمل العربي المشترك، كما لا تنسجم مع مستوى الجرائم والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين.
من المعيب والمهين لهذه الأمة أن تتحرك بعض دول أمريكا اللاتينية للتضامن الفعلي مع شعبنا، وتكون مواقفها متقدمة على مواقف الدول العربية الشقيقة، بينما بعض الدول العربية لا تحرك ساكناً، لا بد لهذه الأنظمة أن تنسجم مواقفها مع شعوبها العربية التي يعتصرها الألم على ما يحدث في فلسطين، وتحديدا في غزة والقدس.
هل للوضع العربي المتردي دور فيما يحدث من عدوان همجي على قطاع غزّة؟
بالتأكيد، الاحتلال يستثمر دائما ما يحدث في الوطن العربي، هذا إن لم يكن للاحتلال يد طولى في هذه الأحداث، حيث أن من مصلحة الكيان الصهيوني أن لا يكون هناك استقرار في هذه الدول، لذلك انتهز هذه الأحداث وصعد من اعتداءاته في القدس وما زال يواصل تهويد الأرض والتنكيل بأهلها الصامدين واقتحامات متواصلة لأولى القبلتين »المسجد الأقصى«، وقام بهجومه الإجرامي ضد المقاومة في غزة لعله يحقق أهدافه بالقضاء على المقاومة الباسلة.
فالكيان المحتل يريد أن يركع الشعب الفلسطيني، ويستهدف النيل من إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني القوية، وأن يجعله مستسلما لمشروعه الصهيوني، إلا أن المقاومة الفلسطينية فاجأت العدو بما تملكه من قوة إيمان وتصميم على استكمال مشوار الكفاح حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني المتمثلة بتحقيق حريته وكرامته وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولكن ينبغي أن أشير بأنه على الرغم مما يحدث في هذه الدول من صراعات وأحداث، إلا انه لا يمكن أن نبرر لهذه الدول السكوت أو التحرك الخجول بحجة أن هذه الأنظمة مشغولة بمشاكلها الداخلية، لأن الاحتلال الصهيوني لأرضناهو سر عدم الاستقرار وتقدم المشروع الاستعماري الغريب وبدعم لا محدود من الإدارة الأمريكية واحتياطييها في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.
ماذا عن الموقف الدولي ؟
بدأ الموقف الدولي يتغير بشكل واضح سواء على مستوى الرأي العام، أو المستوى الرسمي، على الرغم من الماكينة الإعلامية الكبيرة للصهاينة في العالم والتي كانت قادرة على إلغاء العقول وقلب الحقائق، وما يحدث من مسيرات ومظاهرات ضخمة في العواصم الأوروبية وحتى في مدن الولايات المتحدة الأمريكية دليل واضح على هذا التغير الايجابي لصالح نضال شعبنا، كما أن بعض المواقف لدول أوروبية بالتوصية بعدم تصدير أو وقف شحنات الأسلحة للكيان الصهيوني دليل آخر على هذا التغير، والمطلوب منا نحن الفلسطينيون والمجموعة العربية، التحرك القوي والفعال بكل الوسائل، وبخاصة وسائل إعلامنا، وتوثيق الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال حتى نكون جاهزين للمعركة القانونية، ومطاردة قادة العدو كمجرمي حرب وجرّهم إلى المحاكم الخاصة، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، وهذا ما يرعب أمريكا والكيان المحتل، ويفرض في المقابل الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وعدم الخروج عن القانون الدولي.
ما المنتظر من الأمّة العربية والإسلامية؟
مطلوب من الأمتين العربية والإسلامية الكثير والكثير، فمعركتنا في فلسطين هي معركة الأمة العربية والإسلامية، إذ ندافع عن الأمن القومي العربي من ناحية، وعن المقدسات الإسلامية من ناحية أخرى، فما يحدث في القدس جريمة كبرى بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وما يقوم به المستوطنون من تدنيس للمقدسات بدعم ومساندة علنية من قوات الاحتلال، يمس مشاعر الملايين من العرب والمسلمين، إذا فإن الواجب القومي والإسلامي يفرض على هذه الأمة أن تتحرك على كل المستويات للدفاع عن مقدساتها وأمنها القومي، وليس هناك من أحد في هذه الأمة معفي من واجبه الأخلاقي والديني والقومي تجاه فلسطين، وسيبرز التاريخ يوماً قائمة بأسماء من وصموا بالعار أو شملهم العار سواءً بالصمت المطبق أو التعاون مع أعداء العروبة والإسلام وإدارة الظهر لمسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعروجه منها إلى السماء.
ما تعليقكم بشأن المبادرة الجزائريةالتي دعت إلى عقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة ؟
الجزائر معروفة بمواقفها الرسمية والشعبية تجاه القضية الفلسطينية، فهي مواقف مبدئية تنبع من الحس القومي العربي الأصيل، والأخلاقي المتأصل في الشعب الجزائري.
هذا الموقف والمواقف الأخرى الداعمة ماديا ومعنويا للشعب الفلسطيني، وما قدمته الجزائر للأمة العربية يجعلها نموذجا يحتذى به، ومفخرة لشعبنا الفلسطيني والأمة العربية، ومسألة اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مهمة جدا في ظل الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي، فالجزائر حكومة ورئيسا وشعبا تحتل مكانة خاصة بقلوب شعبنا الفلسطيني، فكل الاحترام والتقدير لهذا الشعب الجزائري المناضل الذي لن ينسى يوما فلسطين وقضيته العادلة.
يوم كانت الجزائر رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة وبشخص الرئيس بوتفليقة آنذاك الذي قام بتقديم الزعيم الراحل ياسر عرفات ليلقي خطابه الأول في الأمم المتحدة حاملاً البندقية بيد وغصن الزيتون في اليد الأخرى ويصرخ بأعلى صوته في المنتظم الدولي »لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي«، ونرى أن لعب الجزائر دوراً في ترسيخ الاستقلال والدولة الفلسطينية، استكمالا لوثيقة الاستقلال التي أعلنها الزعيم الراحل عرفات عام في 15 نوفمبر 1988 مردداً من بلاد جبال الأوراس إعلان قيام دولة فلسطين .
ماذا عن الدخول في هدنة مع المحتل ؟
لو كان هناك احتضان فعلي للمقاومة ودعم عربي كما يجب أن يكون الجهد القومي تجاه قضية العرب الأولى »فلسطين«، لما كانت الهدنة كما هو عليه الحال، هدنة مقابل هدنة، فالمتغير الدولي بفعل جرائم الحرب الصهيونية وبروز التناقضات داخل المعسكر الصهيوني وخسارته لأعمدة الصحافة ك»توماس فريدمان«، وقد كان الاستمرار في المعركة رغم الخسائر لها جدوى أفضل، وكان بالإمكان أن نضع على الطاولة بنداً واحدا لإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال، لولا الواقع العربي، وظروف غزة، واستباحة الضفة الغربية والقدس، وظروف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والعراق ولبنان بفعل ضعف منظمة التحرير وفشل مشروعها السياسي.
ورغم هذا نأمل في توحيد المواقف الشجاعة والشريفة العربية والدولية لإيجاد المخرج الملائم وللتفرغ لترتيب بيتنا وبرامجنا والاتفاق على التكامل في الأداء وعدم التراجع تحت أي ضغط ورغم أي ثمن، لأن وحدتنا أهم مرتكزات قوتنا التي يمكنها إجبار العالم على احترام قرار الجمع الفلسطيني .
قام الرئيس محمود عباس بتشكيل الوفد التفاوضيّ من جميع الفصائل بما فيها حماس والجهاد، هل هذه الخطوة بداية لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ودوائرها؟
ما أفرزته هذه المواجهة مع العدو هو الموقف الموحد للفصائل الفلسطينية، وهذا ما أكدته حركة فتح منذ انطلاقتها والتي رفعت شعارا يفيد بأن الوحدة الحقيقية هي في ميدان المعركة، نحن في حركة فتح نشعر بأن هناك انجازا كبيرا قد تحقق والمتمثل بتشكيل وفد فلسطيني موحد، هذا الوفد الذي تبنى مطالب شعبنا الفلسطيني المشروعة، وكل هذا على طريق إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال وقيام الدولة وعاصمتها القدس.
أمّا أن يتلاعب الصهيوني بالوقت لاستكمال مخططاته الإجرامية ، فذلك يقودنا إلى تفعيل قرارات القيادة الفلسطينية باتجاه منظمة التحرير الفلسطينية ودوائرها المختلفة، فنحن بحاجة إلى إعادة رسم سياسات استراتيجية للنضال الفلسطيني تجاه الاحتلال بعد كل ما حصل في المفاوضات واستمرار الاعتداءات والمجازر التي تُرتكب بحق القدس والأقصى وقطاع غزة.
هل تزال المفاوضات مع العدو سواء مباشرة كانت أم غير مباشرة، سبيلا لتحقيق مكاسب للقضية ؟
أوّلا دعني أبرز أهمية الدور المصري الذي لا يمكن لأحد إنكار أهميته، فتاريخيا، غزة هي خاصرة الأمن القومي المصري، بالإضافة إلى دورها في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، فلا غنى عن الدور المصري بحكم الجغرافيا والعروبة والأمن القومي لمصر، وما تقوم به مصر برعايتها للمفاوضات هو دور طبيعي ولا أحد ينافسها على ذلك، ودور مصر ينبغي أن يكون مساندا وداعما لفلسطين وليس دورا وسيطا، وهذا ما تفعله مصر الآن، وبخاصة أن الورقة المصرية التي طرحت في بداية المواجهة أخذت بعين الاعتبار جميع مطالب الشعب الفلسطيني.
أما فيما يتعلق بالمفاوضات، فإن جميع الصراعات في العالم تنتهي بالمفاوضات، ولكن لابد للطرف الفلسطيني أن يتمتع بعناصر القوة التي تمكنه من فرض شروطه التي تؤدي إلى إنهاء، وعناصر القوة متعددة وكثيرة وفي مقدمتها مساندة الأشقاء في هذه الأمة.
هل صحيحة هي الاتهامات الموجهة ضد مصر، والتي تعتبر القاهرة الشريك الأول في حصار غزّة ؟
هذا الاتهام يظلم مصر الشقيقة، إذ لا يمكن لأي نظام سياسي في مصر أن يتخلى عن دوره تجاه فلسطين، ولا يمكن إلا أن يكون شريكا مع فلسطين وليس الكيان الصهيوني، على الرغم من المعاهدة المصرية مع الكيان المحتل، وبالنسبة لحصار غزة فهي مسؤولية يتحملها الصهاينة، فقطاع غزة ما زال محتلا في كل المفاهيم، وإلا ما معنى محاصرته في البحر والجو وإغلاق باقي المعابر البرية المشتركة مع الجانب الفلسطيني.
وإذا كان المقصود معبر رفح، فمصر تريد أن تتعامل مع السلطة الفلسطينية وليس مع الفصائل، وهذا ما يجري التنسيق حوله بين الجانبين الفلسطيني والمصري، وبخاصة بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني.
وهنا أسمح لنفسي بإبداء الرأي فيما يتعلق بالعلاقة بين النظام المصري وحماس، فقد كان على الأخيرة وهي تدرك أن مصر هي الرئة لغزة والعمق والقَدَر، أن تنفي التهم الموجهة لها من النظام المصري.
أوّلا:نفي التهمة الأمنية بقيام عناصر حماس بأعمال تخريبية أثناء الصراع مع الرئيس المعزول مرسي حسب اتهام النظام وهي تهمة نفتها حماس، وكان يجب أن يتبع النفي كل ما يمكن من تجاوز هذا الموضوع لأهمية مصر ودورها المحوري الهام.
ثانياً: نفي التهمة السياسية باعتبار حماس الذراع العسكري لحركة الإخوان المسلمين في ظل المعركة الحامية الوطيس بين النظام والإخوان، وذلك بأن تعلن حماس بأنها ليست مع سياسة الإخوان المسلمين في العداء لمصر وأنها مع أمن مصر واستقرارها علماً بأن حماس أعلنت بأنها لا تتدخل في الشأن الداخلي وهذا لا يعتبر كافياً حسب النظام المصري ويحتاج إلى أدلة ملموسة.
أما الإخوة في مصر، فكان عليهم أن يدركوا دورهم التاريخي نحو غزة وفلسطين، خاصة وغزة تحرقها نيران الحرب البربرية وأطنان القنابل والأسلحة المحرمة دولياً، وكان عليهم أيضاً تجاوز أي خلاف مع أي فلسطيني في ظل عدوان غير مسبوق من حيث الأهداف المدنية والتدمير، خاصة وأن الإخوة في مصر، يعرفون جيداً أنحماس ليست عنوان غزة وإن كانت ناطقة باسم المقاومة الفلسطينية التي توحد فيها المقاومون من مختلف المشارب والتيارات وشكلوا نواة وحدة الشعب الفلسطيني باعتبار العدوان على غزة عدوانا على فلسطينيي الداخل والشتات.
لماذا اختارت القيادة الفلسطينية تغيير سياستها التفاوضية مع المسؤولين الصهاينة والوقوف مع المقاومة؟
القيادة الفلسطينية تستمد مواقفها من الجماهير الفلسطينية التي عبرت عن سخطها وغضبها الشديدين على ما تقوم به سلطات الاحتلال في القدس والضفة وغزة، وهنا نستذكر مقولة الشهيد الزعيم ياسر عرفات الذي قال بأن الشعب الفلسطيني أكبر من قيادته، وبالنسبة للمقاومة لم تتوقف يوما في فلسطين على الرغم من وجود المفاوضات، فأشكال المقاومة متعددة، وإن تقدم شكل على آخر في مرحلة ما، ونعتقد أنه بعد عشرين عاما من المفاوضات، تعلمنا أشياء كثيرة، وعليه فالقيادة في صددأن تعيد حساباتها مع هذا العدو الذي يريد كسب الوقت ولا يعطي شيئا للفلسطينيين.
كيف سيكون ردّ المقاومة في حال طال العدوان الصهيوني على القطاع ؟
بعد هذا الحصار الخانق واستمراره على قطاع غزة، وما تقوم به سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين في القدس والضفة الغربية، وبناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية، ليس هناك من سبيل إلا باستمرار المقاومة بكل أشكالها، حتى تحقيق الاستقلال الوطني وإزالة الاحتلال عن أرضنا، ولا بد من استعادة ثقافة المقاومة والإقلاع عن ثقافة التعايش مع وحوش بشرية لا تفهم إلا لغة الحديد والنار والأعمال النازية، وعلينا استحضار موروثنا النضالي والتعاطي بحذر مع أي عملية سلام في ظل الهيمنة الأمريكية التي تكيل بمكيالين إذا ما تعلق الأمر بالكيان الصهيوني.
كيف يمكن استغلال إنجازات المقاومة على الأرض وتحويلها إلى مكاسب سياسية تصب في صالح القضية؟
هذه المقاومة دفعت بالملف الفلسطيني مجدداً وبقوة الميدان إلى صدارة الأحداث بل وأصبحت قضية الساعة قياساً بالتأثير الذي تجاوز البحار والمحيطات وأعادتإلى الأذهان بسالة الفلسطينيفي الميدان واستعداده للتضحية بالغالي والنفيس من أجل الوطن، هذه المقاومة أسقطت الروتين في العلاقاتالفلسطينية وردمت هوة الانقسام البغيض وتوحدت فصائل العمل الوطني، وعدنا إلى شعار »وحدنا الدم يا كرامة وحدنا الدم« إشارة لمعركة الكرامة الخالدة في مارس 1968 بعد تسعة أشهر من هزيمة الجيوش العربية في حرب جوان 1967 وأعادت لمفهومالثورة الاعتبار.
هذه المقاومة اسقطت القناع عن وجه إسرائيل ليكتشفالعالم أنها عصابة وليست دولة وقادتها مجرمي حرب يجب أن يساقوا إلى المحاكم الخاصة والدولية.
هذه المقاومة أعادت التأكيد على أن جيش الاحتلال ليس أسطورة التفوق مهما امتلك من أسلحة حديثة وتكنولوجيا متطورة، وأثبتت أن الهلع والرعب الذي أصاب العدو وأصدقاءه أكبر بكثير مما أصابنا نظراً لأننا أصحاب الحق وقضيتنا عادلة.
هذه المقاومة شكلت صدمة لكل من فاجأهم الأداء الرائع بالإنزال خلف خطوط العدو والقتال تحت الأرض، وهناك الكثير من الانجازات الميدانية والسياسية وعليه لن يكون بيننا سادات فلسطين الذي حَول انتصارات حرب أكتوبر إلى هزيمة سياسية، وإعلان حرب أكتوبر آخر الحروب وإسقاط الخيار العسكري وعزل مصر العروبة عن ساحة القتال من أجل فلسطين، لدينا قيادة مجربة وشعب عظيم سنجرع الاحتلال السم قطرة قطرة، والعبرة بالخواتم.
طالبت فصائل المقاومة القيادة الفلسطينية وحكومة التوافق، التوقيع على معاهدة روما كمقدمة للتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، هل تؤيدون الطلب ؟ وهل ستعزز هذه الخطوة الموقف الفلسطيني؟
أشكال المعركة والمواجهة مع العدو الصهيوني متعددة، والمسألة القانونية مهمة جدا وتحظى بأولوية خاصة في ظل غياب القوة العسكريةوالتوازن الاستراتيجي التي يمكن أن تحسم هذه المواجهة، واعتقد أن اللجوء للتوقيع على معاهدة روما تمهيدا للوصول إلى محكمة الجنايات الدولية هي على رأس أولويات القيادة الفلسطينية، وبالتعاون مع الخبراء القانونيين الفلسطينيين وأشقائنا وأصدقائنا، قطعت القيادة الفلسطينية شوطا كبيرا من الإجراءات التي ستؤدي في النهاية للتوقيع على هذه المعاهدة المهمة، فتقارير جمعيات حقوق الإنسان الوطنية والأجنبية لديها ما تقوله حول مجازر الصهاينة، وهي تقارير ايجابية لصالح شعبنا.
هل من الممكن أن تعلن حركة فتح التمرّد العسكري ورفع السلاح بوجه العدو الصهيوني إذا لم يتم الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس وكذا حق العودة ؟
لم تسقط حركة فتح يوما الخيار العسكري في مواجهة الاحتلال، فهي صاحبة هذا المشروع منذ انطلاقتها عام ،1965 وتوقيع اتفاق أوسلو لم يلزم حركة فتح بالتخلي عن الكفاح المسلح، وإن خفت صوت السلاح في مرحلة ما، فلا يعني مطلقا أن الحركة تخلت عن خيارها الأول التي انطلقت من أجله، وعلى أية حال المواجهات المسلحة لم تسكت يوما، فالمواجهات والاشتباكات المسلحة مع قوات الاحتلال في أنحاء الضفة وغزة مستمرة، ونعتبر أن هذا الرصاص الذي ينطلق باتجاه العدو الصهيوني هو استمرار لما بدأته حركة فتح.
لقد عقدنا بعد أوسلوا المؤتمر العام السادس داخل فلسطين المحتلة ولم يجرؤ أحد على طلب إسقاط خيار الكفاح المسلح أو المساس بالمبادئ والأهداف وبالتالي فتح صاحبة المشروع ستستمر بكل أشكال النضال إلى أن يتحققالنصر، لذا لا يجب إغفال أن كتائب شهداء الأقصى ساهمت وبفعالية في معركة غزة وإطلاق الصورايخ رغم المنع الذي كان على فتح بفعل الانقسام البغيض ولكنفي المعركة تضافرت كل الجهود وقاتلت الفصائل كلها جنبا إلى جنب، وكل على قدر استطاعته لحماية أهلنا وتمريغ أنف الصهاينة في التراب.
هل المواجهات اليومية في القدس والضفة والمظاهرات في الداخل الفلسطيني إعلان لانتفاضة ثالثة ؟ خصوصا وأن الرئيس محمود عباس أعلن أن المقاومة الشعبية مستمرة ؟
ما يجري في القدس هَبّة جماهيرية فرضتها وبكل عنف الجرائم المرعبة التي تمارسها عصابات الكيان الصهيوني في القدس على الأرض والبيت والإنسان، بلغت أوجها بحرق الشهيد محمد أبو خضير بعد يأسهم وفشلهم بخنقه، فاحرقوه حياً في مكان أعاد إلى الأذهان المذبحة الشهيرة في دير ياسين عام ،1948 والتاريخ يعيد نفسه، فميليشيات تدفيع الثمن الجديدة تشبه ميليشيات آشتيرن وآرغون وهاغانا في عهد مؤسس الكيان بن غوريونالذي أمر بالمذابح تحت شعار لننتصر بالرعب على العرب.
ومع تواصل الهبة الشعبية والأشكال الخجولة من المقاومة المسلحة في الضفة، إلاّ أنّ شروط الانتفاضة لم تتوفر بعد، لأنها تتطلب وحدة وطنية وتتطلب برامج ونداءات وثقافة التكافل والتضامن على نطاق واسع ضمن قيادة موحدة تتحمل مسؤولياتها لمواجهة هذا التحدي الكبير، وان شاء الله قريباً تتعافى الحالة الفلسطينية وتهيأ المناخات العربية والدولية لذلك.
يبدو أنّ مجلس الأمن لن يسعى لإيجاد الوسائل التي تمكن من حدّ الاستخدام الصهيوني المفرط للقوة،وربما الدليل على ذلك عدم تحريك المجلس ساكنا إزاء انتهاك جيش الكيان المحتل لاتفاقية جنيف وضربه الأهداف المدنية، ناهيك عن استخدامه مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية؟
مشكلتنا في مجلس الأمن الدولي هيمنة أمريكا على القرار بفعل الفيتو الذي لا يستند للأخلاق،ولا إلى المواثيق الإنسانية والدولية وحتى مع ميثاق تأسيس الولايات المتحدة نفسها، فموقف واشنطن منحاز تماما لصالح المحتل، فمعروف أن الولايات المتحدة اتخذت أكثر من 40 فيتو ضد مشاريع قرارات لصالح فلسطين في مجلس الأمن، فطالما الولايات المتحدة تقف هذا الموقف سيبقى مجلس الأمن الدولي عاجزا عن اتخاذ قرار يمكن أن يكون لصالح فلسطين.
وفي هذه الحالة لابد من البحث عن البدائل الأخرى في الأمم المتحدة وهي كثيرة ، كما أنّ تطوير المواقف الداعمة للقضية، يحتاج صلابة موقف فلسطيني وتأييد عربي كاسح، ويجب على العرب والمسلمين الإسهام الى جانب دول ال»بريكس« في إشعار أمريكا بحجم الخسارة إذا ما استمرت مقطورة التطرف الصهيوني.
إرهاب واستعمال مفرط وغير مسبوق للقوة العسكرية الصهيونية، هل تكشّف في رأيكم الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، وهل من الممكن أنّ يؤدي الضغط الشعبي في العديد من الدول الغربية إلى كبح جماح الصهاينة ؟
واضح أن هناك تحولا في مواقف بعض الدول الأوروبية، ونحن نعول على الرأي العام الأوروبي الذي سيشكل أداة ضاغطة على الحكومات الغربية التي تأخذ بعين الاعتبار مشاعر شعوبها صاحبة الحقّ في التغيير، لاتخاذ مواقف أكثر وضوحا تجاه ما يرتكبه الاحتلال، هذا بالإضافة إلى التحرّك المأمول من الدول العربية الشقيقة التي ينبغي أن تستخدم سياسة المصالح مع الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة في المنطقة العربية لصالح دعم القضية الفلسطينية عن طريق الضغط على هذه الدول ومخاطبتها بلغة المصالح.
وأكثر ما برز مؤخراً تحول عمالقة الصحافة وكتاب الأعمدة، إلى مؤيدين لحقوقنا، أمثال »توماس فريدمان«، والذين ندّدوا وما يزالون بالحرب القذرة التي تُشن على غزة وساكنيها دون تمييز، ووصف الكيان الصهيوني بالعصابة وليس الدولة هذا بالإضافة إلى مئات الآلاف من المتظاهرين في العديد من الدول، ناهيك عن جماهير أمتنا العربية التي تختزن الغضب والثورة في آن معاً.
ما الذي يقف حائلا دون إدراج المسؤولين الصهيانية على قائمة الإرهاب؟
الفيتو الأمريكي والتراخي العربي، وعدم إعداد ملفات قضائية، وعدم الشجاعة لدول أعضاء في المحاكم الدولية من رفع شكاوي فيما يتعلق بمواطنيها الذين طالتهم الجرائم الصهيونية.
نحن بصدد تلافي هذه الأخطاء، وأن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام، توفرت القناعة لدى الجميع بأن الكيان الصهيوني عدو مسكون بالرعب، وسبيله في الحياة القتل والإبعاد والاحتلال، ولكن لن نستسلم وسنقوم بما يزيد التضامن الدولي والعربي لوضع قادة الكيان الصهيوني كمجرمي حرب، وعلى قائمة الإرهاب والتمييز العنصري أيضاً.
حركة فتح، إلى أين ؟ وهل مازالت تلبي مطالب الشعب الفلسطيني وتعمل على تحقيق آماله؟
حركة فتح لم تكن يوماً لتنظيمها، بل هي ومنتسبوها كانت وما زالت وستبقى الاسم الحركي للوطن منذ يوم انطلاقتها في 10/01/1965 الذي تحول إلى اليوم الوطني الفلسطيني..فتح مدرسة ثقافة للمقاومة والإجماع الوطني.
فتح بمبادرتها الشجاعة وبآفاقها الوحدوية الرحبة صنعت من اللجوء خنادق قتال ومدارس في الوعي الثوري، وجعلت من القضية أكبر القضايا التي تشغل العالم ومن الضياع والمنافي هوية وكيان.
فتح صنعت المجد بالعمليات البطولية »الكرامة، الحمة، فرحان السعدي، طوربيدات البنغالور، دلال المغربي وعملية الساحل، بتاح تكفا، مفاعل ديمونا، ومحاولة احتلال وزارة الدفاع الصهيونية، صمود لبنان، وقلعة الشقيف، وارنون، وأطفال الآر بي جي في لبنان، وأطفال الحجارة في فلسطين«.
فتح، كفاح مسلح ومقاومة شعبية، انتفاضة، وضمنت للفلسطينيين صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة قبل الذهاب إلى دولة كاملة العضوية...وكل هذا لا يشكل 01 بالمائة من انجازات وأدوار فتح لسردها في هذه العجالة، ولكن لنعترف أننا دفعنا ثمن أوسلو الذي عمق الشرخ وحَول منظمة التحرير الفلسطينية إلى أحد أذرع السلطة المقبولة دولياً رغم الاعتراف بمنظمة التحرير التي أهملت بالتدرج.
باختصار حركة فتح بين مد وجزر والرهان على النيل منها هو النيل من القضية الفلسطينية فلا عشنا إن سمحنا بذلك، ففتح في رؤيتنا عنوان وطنتاريخاً وحاضرا ومستقبلاً، كما أنّ فتح ليست صنماً يعبده منتسبوها أو حزباً يحل بديلاً للوطن، بل هي نواة الاستقطاب للأوفياء من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الكاملة للدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس العاصمة النواة للوحدة العربية.
يرى بعض المتتبعين أنّ قيام الدولة والحلالنهائي للقضية الفلسطينية بات وشيكا، والثمن بحسبهم الضريبة الغالية التي يدفعها الشعب الفلسطيني وخاصة ما يحدث من عدوان همجي على غزّة، الأمر الذي بيّن مدى فاشية وعنصرية المحتل. ما تعليقكم؟
صحيح: لقد ملّ العالم غطرسة الصهاينة، خاصة وأنّ المجتمع داخل الكيان المحتل قابل السلام الفلسطيني والعربي بالمزيد من الانتقام، دون أن ننسى اليمين المتطرفالذي يعيد إلى الأذهان بجرائمه مذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا في لبنان ومقر القوات الدولية »اليونيفيل« في قرية غانا جنوب لبنان، ومدرسة بحر البقر في مصر، والمذابح كبيرة لا تحصى ولا تعد من حمام الشط بتونس إلى المفاعل النووي بالعراق...
إذن جرائم الصهاينة وعنصرية المستوطنين الذين شكلوا مؤخراً ميليشيات »تدفيع الثمن« شعارها الموت للعرب...شكّلت الصدمة لأصدقاء الكيان المحتل الذي ما هو إلاّ عبؤ عليهم ولعنة لهم من شعوبهم، خاصة في ظل ارتفاع منسوب الوعي لأبعاد خطر ما يقوم به الصهاينة، ما يفرض إقرار موقف حاسم يلغي أسلحة المحتل الاقتصادية والسياحية والأمنية والعسكرية.
واعتقد أنّ الوقت قد حان لرحيل هذا الاحتلال البغيض كما حصل في الجزائر وفيتنام وسقوط الآبرتهايدفي جنوب إفريقيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.