يعد صوم رمضان من الفرائض التي يلتزم بها الإنسان المسلم شهرا من كل سنة، وما يميزه هو تغير النظام الغذائي وذلك بالامتناع عن الطعام لفترة طويلة، ما قد يؤثر على مريض السكري فقبل رمضان كان مريض السكري يسير وفق برنامج غذائي محدد بأدوية تؤخذ في أوقات معينة وبجرعات محددة، لكن مع دخول الشهر الفضيل يتغير على المريض عدد الوجبات وذلك للامتناع عن الطعام من أذان الفجر إلى أذان المغرب، وهذا ما يوجب على مريض السكري مراعاة هذه التغيرات وذلك بأخذ احتياطاته واتباع النصائح التالية وذلك بحسب نوع السكري. إذا كان مريض السكري يعتمد فقط التغذية الصحية والسليمة وممارسة الرياضة للتحكم بمستوى السكر في الدم فالصوم يعود عليه بالنفع والوقاية لأن فترة الأكل محددة وهذا ما يمكنه من التحكم في كميات الطعام المتناولة. وإذا كان المريض يعالج بحقن الأنسولين ومستوى السكر لديه منضبط فالصوم لا يؤثر عليه سلبا، ولكن يجب عليه العودة إلى طبيبه المعالج وذلك لأن لكل مريض بالسكري علاجا مختلفا عن الآخر يحدد بحسب حالته الصحية وتاريخه المرضي ومدى استجابته للعلاج. ولضمان صيام آمن وصحي ننصح مريض السكري بالإرشادات الغذائية التالية: ضرورة التعجيل بالإفطار وخاصة الحرص على تناول السحور دائما ومن الأفضل تأخيره. ممارسة الروتين والنشاط اليومي المعتاد ويستحسن أخذ قسط من الراحة في فترة الظهيرة. تقسيم الوجبات إلى أربعة أقسام: الإفطار والسحور مع أخذ وجبتين خفيفتين بينهما. الإكثار من الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الماء كالشربة وحساء الخضر وأيضا المشروبات كاللبن والحليب وعصير الفواكه الطبيعية. الحرص على تناول الأغذية التي تحتوي على كمية من الألياف ضمن مكونات الوجبات كالبقوليات والخضروات والخبز، لأنها تعطل وتبطئ من ارتفاع مستوى السكر بالدم بعد الأكل، كما تمنح إحساسا بالشبع. تجنب الحلويات، وفي حال عدم القدرة على مقاومتها ينصح بتذوقها فقط مع ممارسة المشي بعد تناولها. فيما يخص مرضى السكري الملتزمين بأخذ جرعات علاجية فإنه: إذا كانت الجرعة قرصا واحدا يؤخذ عن طريق الفم فعليه تناوله وقت وجبة الإفطار وذلك بعد مراجعة طبيبه المعالج مع الالتزام بالإرشادات الغذائية. إذ كانت الجرعة قرصين من الدواء فيتناول الأولى مع وجبة الإفطار والثانية مع وجبة السحور ولكن في هذه الحالة على المريض أخذ نصف الجرعة المعتادة قبل الصيام وذلك لأن امتناع المريض عن الطعام طول النهار يسبب انخفاض نسبة السكر في الدم، لذا لا يحتاج المريض إلى العلاج بالدواء للتقليل منه، وهذا طبعا بعد مراجعة الطبيب. أما المريض الذي يعالج بحقن الأنسولين فإنه إذا كان يأخذ جرعة واحدة من الأنسولين فعليه أخذها قبل الإفطار مباشرة.
