يتفنن وزراء أحمد أويحيى المترشحون للبرلمان القادم في التذاكي على المواطن الذي يتحرق شوقا لحل مشاكله اليومية، بإقحام منجزات الدولة في حملاتهم الانتخابية وكأنها فضل وهبة على الجزائريين من أموالهم الشخصية، لا علاقة لها بعائدات النفط الذي يملكه كل الجزائريين والبرنامج الذي سطره القاضي الأول للبلاد. لم يعدم الوزير الأول أحمد أويحيى وبعض وزرائه المتسابقين على قبة البرلمان القادم الحيلة لاستغلال إمكانيات الدولة دون أن تطاردهم لعنة مخالفة تعليمات الرئيس بوتفليقة، الذي أكد عليهم عدم استغلال مناصبهم وإمكانيات الدولة في الترويج السياسي لأسمائهم، تكريسا لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين، خاصة للوزراء الذين جندت أحزابهم نوابها لإسقاط المادة التي تجبر الوزير على الاستقالة 45 يوما قبل إيداع ملف ترشحه. يلاحظ المتتبع للتشريعات القادمة أن الوزراء المترشحين كغيرهم دخلوا بمنطق "الغاية تبرر الوسيلة" وأنه لعيون البرلمان ومواصلة المشوار السياسي كل شيء يهون، وفي وقت أجبر فيه بعض الوزراء على تأجيل زيارات تفقدية للولايات التي سيترشح بها قبل الإعلان عن القوائم النهائية، لم يفوت بعضهم فرصة التغني في حملاتهم الانتخابية بالإنجازات التي حققوها بأموال الجزائريين وضمن البرنامج الخماسي للرئيس. أويحي .. قصة الأسعار والمديونية رغم أن الوزير الأول، أحمد أويحيى، ليس مرشحا للتشريعيات القادمة، غير أنه حريص على الاستثمار في العاصمة التي ضربت غريمه التقليدي ليتبوأ المرتبة الأولى سياسيا أو على الأقل البقاء كقوة سياسية ثانية في البلاد، ومادامت الجبهة الاجتماعية أعلنت سخطها على الحكومة التي يرأسها كان لزاما على الوزير أحمد أويحيى مغازلة أكثر من 21 مليون ناخب بالحديث عن انخفاض الأسعار نهاية الشهر الجاري، مادامت القفة الفارغة هي الشغل الشاغل للمواطن الذي طلق غالبيته البطاطا، ولأن الجزائريين أصحاب أنفة ذاقوا ويلات المديونية راح الوزير الأول يعزف على الوتر الحساس خلال حملته الانتخابية، بتبشير الجزائريين أن "واحد ما يسالهم دورو". الطريق السيار.. ملكية شخصية لا تفوت حركة مجتمع السلم فرصة للحديث عن إنجازات وزيرها للأشغال العمومية، عمار غول، وإشهار مشروع الطريق السيار شرق غرب في وجه كل المشككين في افتقاد الإسلاميين لبرنامج تنموي وقدرتهم على تسيير دواليب الحكم، سيما وأن الحركة تمتلك أربعة وزراء في الحكومة، رشحت اثنين فقط فيما فضل الآخران الزهد في الترشح. والوزير الذي يراهن عليه تكتل الجزائر الخضراء في قيادة البرلمان القادم و لم لا الحكومة بعد ترشيحه على رأس قائمة العاصمة لم يتوان في تدشين شطر الطريق السيار الرابط بين البويرة وبومرادس يوما واحدا قبل انطلاق الحملة الانتخابية، سيما وأن حديث الكواليس يشير إلى تعمد تأخير تدشينه لاستغلاله في الحملة الانتخابية لاستقطاب المواطنين لصناديق الاقتراع وتزكية قائمته، بالتأكيد والتأكيد والتأكيد "أنه الرجل المناسب في المكان المناسب". بن حمادي .. وحل مشكل السيولة يعتبر وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، مرشح حزب جبهة التحرير الوطني على رأس قائمة ولاية برج بوعريرج واحدا من الوزراء الذين طاردتهم مع بداية التحضير لقوائم التشريعيات تهمة استغلال وسائل الدولة بعد قيامه بزيارة عمل وتفقد لمسقط رأسه، أدرجت في خانة حملة انتخابية مسبقة، وبعد الإفراج عن القوائم لاحظ المتتبعون أن مشكل السيولة الذي سود واقع المؤسسات البريدية رغم أن الوزير يؤكد في كل مرة أن لا علاقة لقطاعه بالمشكل، يحل في الولايات التي يعتزم الوزير زيارتها. وحسب ما أسر به بعض المحيطين من الوزير فإن تعليمات صارمة تمنح للمكاتب البريدية لتوفير السيولة قبل زيارة الوزير وإن كانت ذات المصادر تؤكد أن الوزير ميال إلى الحديث في حملته الانتخابية عن إنجازات عائلته التي اقتحمت عالم التصنيع الكهرومنزلي الذي انتشل آلاف الجزائريين من البطالة.