لايزال تلاميذ الأطوار الثلاث بوادي الكرمة، ببلدية جسر قسنطينة، يعانون جراء قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام لبلوغ مدارسهم الكائنة بحي مقتوش، في ظل انعدام وسائل النقل المدرسي، وهو ما يطالب به أولياء التلاميذ ويصرون على مطالبة السلطات المحلية بتوفيرها لإراحة أبنائهم. يضطر المئات من تلاميذ حي وادي الكرمة بجسر قسنطينة، للنهوض مبكرا صباح كل يوم لبلوغ مقاعد الدراسة بحي مقتوش الذي يبعد عنهم حوالي 4 كليومترات، حيث تؤثر هذه المسافة الطويلة على صحتهم ومستواهم الدراسي، وهو ما رفضه أولياء التلاميذ وطالبوا السلطات المحلية بتداركه في أقرب وقت ممكن، وذلك من خلال توفير حافلات النقل المدرسي، وتزداد صعوبة تنقلهم سيرا على الأقدام بين المنزل والمدرسة بقدوم فصل الشتاء، وارتفاع درجات البرودة وحلول الظلام باكرا، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين ينصرفون على الساعة الخامسة، إذ يصل هؤلاء إلى منازلهم منهكين بعد أن يحل الظلام عليهم. وتزداد خطورة الأمر خوفا على سلامتهم من الاعتداءات وتربص العصابات المختصة في خطف الأطفال، كما يصعب تنقلهم بسبب انسداد مدخل وادي الكرمة عند ساعات الذروة في الفترتين الصباحية والمسائية. ومازاد الطين بلة هو الغياب التام لوسائل النقل العمومي والخاصة بمنطقة وادي الكرمة، غياب التي تربط هذه الأخيرة بالأحياء المجاورة لها، إلى جانب التلاميذ الذين يضطرون للتنقل لمنطقة عين النعجة بذات البلدية لمزاولة الدراسة، خاصة إذا علمنا أن الطريق التي يسلكها التلاميذ تنعدم بها الأرصفة، ليضاف لجملة المتاعب التي يعانون منها خوفا من تعرضهم لحوادث المرور، بالنظر لتقاسمهم الطريق مع المركبات.. وهو المشكل العويص الذي يعاني منه جميع التلاميذ، خاصة بالطورين الابتدائي والمتوسط لصغر سنهم، بل حتى تلاميذ الطور الثانوي متخوفون من تلك الطريق التي يسلكونها يوميا ذهابا وإيابا في ظل غياب النقل المدرسي والعمومي، ما جعل البعض يتخلى عن الدراسة. فيما يفكر البعض الآخر في فصل بناتهم عن مقاعد الدراسة لذات الأسباب خوفا عليهن.