تل 67 شخصا في هجومين انتحاريين استهدفا أنصار المتمردين الحوثيين في صنعاء والجيش في حضرموت بجنوب شرق البلاد، وذلك في ظل انسداد الأفق السياسي وتزايد خطر انزلاق البلاد إلى حرب أهلية. كشفت وزارة الصحة اليمنية في معلومات نشرتها وكالة الأنباء اليمنية أن حصيلة الهجوم الانتحاري الذي استهدف أنصار المتمردين الحوثيين، صباح الخميس، في صنعاء، بينما كان هؤلاء يستعدون للتظاهر، بحسب ما أفادت مصادر طبية وأخرى مقربة من الحوثيين، قد بلغت 47 قتيلا و75 جريحا. وفي حضرموت، قتل عشرون جنديا في هجوم انتحاري آخر استهدف نقطة للجيش، ويأتي ذلك في ظل انسداد كامل للأفق السياسي في اليمن بعد اعتذار رئيس الحكومة المكلف، أحمد عوض بن مبارك، عن تشكيل حكومة تحت ضغط الحوثيين الذين رفضوا اختيار الرئيس اليمني له، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين، غير أن تنظيم القاعدة الذي يحارب الجيش في العادة، سبق أن حذر من أنه سيشن حربا بدون هوادة ضد المتمردين الحوثيين الشيعة بعد سيطرتهم على صنعاء. ومن جهته، ندد الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتفجير الانتحاري الذي وصفه بأنه ”إرهابي جبان”. بدورها، نددت طهران بالهجوم حيث وصفته المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية بأنه ”عمل إرهابي أعمى وغير إنساني”، كما أعربت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا عن ”إدانتهم الشديدة”، للاعتداء الإرهابي الذي وقع في صنعاء واستهدف تجمعا للمدنيين في ميدان التحرير وراح ضحيته العشرات بينهم أطفال. ولم تتوقف إدانة الولاياتالمتحدة على التفجير فقط، بل أدانت أيضا الاعتداءات على مقار حكومية وأمنية في مدينة البيضاء، معتبرة أن هذه الأعمال تهدف إلى تقويض الاستقرار في اليمن، داعية كل الأطراف إلى التعاون من أجل إنجاح العملية الانتقالية السياسية الجارية في هذا البلد، وبدورها حذرت بريطانيا من يحاولون عرقلة العملية السياسية في اليمن، بتنامي رغبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراء ضدهم وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن. ووسط هذا التدهور الأمني الذي ينذر بتفاقم الأوضاع أكثر وانحدارها نحو المجهول، أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتشكيل لجنتين للتحقيق في حادث التفجير الانتحاري، وقد اتهم علي القحوم، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، جهات خارجية بتنفيذ الهجوم. وفي الجنوب الشرقي للبلاد، قالت مصادر عسكرية وطبية إن نحو عشرين جنديا قتلوا في هجوم استهدف نقطة للجيش اليمني بمنطقة الغَبْر في ضواحي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت. وفي وقت لاحق، أكدت مصادر طبية العثور على جثث أربعة جنود آخرين في مكان الانفجار، بينما توفي ستة جنود متأثرين بجروحهم، لترتفع بذلك حصيلة الهجوم إلى عشرين قتيلا إضافة إلى منفذ الهجوم.
