تشهد مدينة قسنطينة هذه الايام، جملة من النشاطات الثقافية التحضيرية لعاصمة الثقافة العربية المنطلقة فعالياتها منتصف شهر أفريل القادم. وستفتتح بالمناسبة قاعة للعروض تحمل اسم ”زينيت”، تتسع ل3 آلاف مقعد، وهي في طور الاستكمال بحي زواغي بقسنطينة، حيث بإمكانها احتضان جميع النشاطات الثقافية المبرمجة في إطار تظاهرة ”قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015”. واعتبر حسين واضح والي قسنطينة، خلال معاينته لمختلف الورشات المفتوحة تحسبا لهذا الحدث بأن هذه القاعة الضخمة الأولى من نوعها بالجزائر من حيث التصميم و التشغيل ستكون ”قادرة وحدها على ضمان سير النشاطات الثقافية في أحسن الظروف”. وستوفر هذه المنشأة الثقافية التي من المزمع استلامها في مارس المقبل، فضاء أكثر ملاءمة و أريحية للجمهور والفنانين المدعوين، كما ستسمح قاعة العروض ذات الهندسة المعمارية الأنيقة لمدينة قسنطينة أن تكون عاصمة للثقافة العربية و تعايش الحدث على أكمل وجه ودون أي عقدة. وفي سياق اخر تم العثور بمدينة قسنطينة على بقايا اثرية تعد اكتشافا غير مسبوق وهام، وكشفت ملحقة المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، أن الأمر يتعلق بنقوش صخرية اكتشفت بشمال-غرب قسنطينة بالمكان المسمى ”كاف تسارة” على بعد 1 كلم عن الموقع الأثري تيديس على جدران كهوف صخرية يعود تاريخها للفترة الأخيرة لما قبل التاريخ. وخلال ندوة صحفية عقدت بقصر أحمد باي بقسنطينة أوضحت الملحقة أنه تم اكتشاف بقايا سور الساحة والمئذنة الأصلية للجامع الكبير بقسنطينة، وهو مكان عبادة تم تهديم جزء منه من طرف الإدارة الاستعمارية في الفترة الممتدة بين 1867 و1869 من أجل تهيئة الشارع الوطني سابقا، ما يعرف حاليا بشارع العربي بن مهيدي، لتساهم هذه الاكتشافات في ”إثراء و تعميق أكثر لجزء من تاريخ هذه المدينة التي يزيد عمرها عن ألفي سنة”.