بادر عقلاء مدينة غرداية إلى اضفاء رابط الأخوة بين سكان المنطقة بشتى الطرق, عن طريق تنظيم مائدة افطار موحدة بين المواطنين أواخر شهر رمضان الكريم, ثم سلك طريق واحد نحو المسجد عبر مسيرة الود صبيحة أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك, والاجتماع سويا على ترديد أهاليل العيد, ليؤكدوا أن غرداية ستبقى جوهرة الواحات. لم نعرف يوما عن غرداية ما يسمى ب ”الطائفية”, ليبقى هذا المصطلح غريبا عنا كجزائريين, وتعود المياه إلى مجاريها بعد ”زوبعة في فنجان”. وبقدر ما كانت فرحة أهل غرداية كبيرة بعد أن بدأت إشارات الاستقرار تحط رحالها كذلك كانت فرحة الجزائريين ككل كبيرة لعودة الاستقرار والأمن للمنطقة. كما أن التجار واصحاب المحلات عادوا لممارسة نشاطهم بشكل عادي, كما أن حركة مرور كثيفة عبر طرقات وشوارع هذه المدن. ويقضي السكان من مختلف مكوناتهم الاجتماعية حاجياتهم في ظروف عادية للغاية, فيما تقوم النسوة بالتسوق لاقتناء حاجيات البيت بكل أريحية, ويتنقلن في سيارات النقل الجماعي للتنقل إلى السوق لأغراض التسوق, ليكون الشأن ذاته بالنسبة للرجال, حيث يعودون وهم محملين بأغراضهم وذلك تحت الأنظار اليقظة لأعوان حفظ النظام العمومي من شرطة ودرك وطنيين, الذين يتواجدون بكثافة في مختلف أحياء المدن التي مستها الأحداث الأخيرة في كل من بريان والقرارة وسهل وادي ميزاب. كما ساهم التواجد الأمني المكثف في عودة الحركة التجارية ليلا التي تصنع الحدث منذ عشية عيد الفطر المبارك. وتبلغ الحركية بشارع أول نوفمبر العابر لحي ثنية المخزن خلال الفترة الليلية ذروتها حيث يتحول هذا المسار إلى شبه سوق تجارية كبيرة مفتوحة, سيما بعد أن تم منع ركن السيارات به لفسح المجال أمام نشاط تجاري مكثف. حيث يعرف هذا الشارع الكبير المشهور بمدينة غرداية عند حلول الليل توافدا كبيرا لمئات العائلات التي تقتحمه بغرض التسوق. ومن جانب آخر, فإن عمليات المراقبة تجري على مستوى الوتر الحساس بمختلف مدن غرداية, التي يقوم بها أعوان الشرطة فيما يقوم بنفس المهمة أيضا أفراد الدرك الوطني مدعمين بتواجد طفيف لعسكريين بحواجز أقيمت على مداخل المدن.