تعمل مؤسسة البيت على مشروع صالون يحتفي بالمجلات الثقافية والعلمية والفنية والمواقع المرتبطة بها في فضاء واسع، مع أهم ناشري هذه الأخيرة من مختلف العالم، ويسعى إلى رسم خريطة هذه المجلات والمواقع وما حققته من فوائد معرفية وثقافية وتنويرية ومنجزاتها في تحسين الوعي ونشر قيم العقل والمعرفة، وتقريب الأفكار والرؤى والحوار والإبداعات والعلوم التي بنت الحضارات والمجتمعات بعيد عن أفق التضييق والإقصاء والنبذ والتمييز والجهل. وجاء في نص المشروع الذي تلقت "الفجر" نسخة منه، فإن مؤسسة البيت صاحبة المشروع تسعى ليكون القارئ على موعد مع عروض لأهم المجلات والمواقع، من خلال الاحتكاك المباشر مع صناعها لمعرفة أهم التحولات التي عرفها هذا المجال في ظل المنافسة القوية التي يعرفها من جانب الوسائط الاتصالية الأخرى. كما سيعرف هذا الصالون مشاركة العديد من صانعي المواقع التفاعلية التي تشتغل في هذا المجال ومدى أهميتها في ربط العالم بعضه ببعض.. وكيف يمكن لهذه المواقع أن تؤثر في مسارات المجتمعات، وطبيعة الثورة التكنولوجية التي يشهدها هذا السوق. كما سيتيح الصالون الفرصة لهؤلاء لمعرفة سوق التسويق وإمكانية الاستثمار في هذا المجال والأبعاد المختلفة التي يمكن تحقيقها في زيادة الناتج القومي للمشتغلين في هذا القطاع. ويقوم المشروع، حسب المنظمين، على دعوة الناشرين وأصحاب المواقع لعرض منتوجاتهم مباشرة، مع دعوة بعض المتخصصين لمناقشة واقع هذه المجلات والمواقع من بعض الدول العربية والأوروبية. ويهدف المشروع، حسب القائمين عليه، إلى المساهمة في الحراك الثقافي والفكري، خاصة وأن هذا الصالون هو الأول من نوعه في العالم العربي والغربي، ناهيك عن خلق نقاش حقيقي عن واقع هذا المجال، وما يعرفه من تحديات وعوائق واقتراح الحلول، في ظل المتغيرات داخل المجتمعات، مع إتاحة الفرصة للقراء للتواصل مباشرة مع فاعلي هذه المجلات والمواقع، والإسهام في إعطاء الصالون أبعاد ثقافية متنوعة وتجارية. وعن النتائج المتوقعة للمشروع، يرى المنظمون أن من أهم النتائج هو إبراز أهمية المجلات والمواقع في التنمية الثقافية والفكرية، وتثمين أدوارها الرائدة في تطوير المجتمعات، مع تعزيز الساحة الثقافية والإعلامية في الجزائر بصالون هو الأول من نوعه في هذا المجال، ناهيك عن التمهيد لفتح السوق الجزائرية للاستثمار في هذا المجال والبحث عن فرص الشراكة مع هؤلاء بأفكار تقدمية، من شأنها الانتقال بالواقع إلى مستويات أكثر نجاعة وفاعلية. ووقع اختيار هذه الدورة الأولى على المجلات والمواقع الاقتصادية، تحت شعار: "نوافذ التسويق.. الترويج والإعلان"، حيث يتزايد الاعتماد على الإعلانات في تسويق البضائع والمنتجات والخدمات وحتى الأفكار وتقديمها بشكل يمزج بين الإغراء والتشويق والبساطة عبر وسائل إعلانية مختلفة تتوزع بين المرئي المكتوب المسموع والإلكتروني. ويرى المنظمون أن فتح المجال للمجلات والمواقع الاقتصادية المحلية والعالمية للمشاركة وعرض تجاربهم في الجزائر سيتيح الفرص أمام المتعاملين والمهتمين بهذا الجانب، لإبراز الكفاءات الاقتصادية التي تتمتع بها الجزائر، وكذا الإسهام في الترويج للإمكانيات المتوفرة في كافة المجالات عبر هذه المساحات وهذه الوسائط. ويضيف المنظمون أن حضور أبرز المجلات الاقتصادية والمواقع المرتبطة بها سيفتح بلا شك الباب أمام ترويج حقيقي مدروس ومضبوط ومحكم ومنهجي دقيق، سيمكن من التعرف عن قرب بشكل احترافي على الكيفيات التي تعمل بها هذه المجلات والمواقع في الترويج للسلع والبضائع والخدمات والأفكار بأيسر السبل وأقل التكاليف، حيث يصل الإعلان باختلاف مضامينه إلى أوسع شريحة يريدها المعلن كتعريفه بمميزات السلعة وخصائصها وسعرها، ونوعية الخدمة وطبيعتها وكيفياتها، وتفاصيل الفكرة وشرحها بصورة مقربة، وهذا دون عناء ذهابه إلى مكان السلعة أو الخدمة، بل إن الإشهار والإعلان يأتي بالسلعة نفسها إلى المستهلك في أي مكان هو متواجد فيه. وحسب وجهة نظرهم، فإن التسويق والترويج الإعلان والإشهار قد يسهم في توسيع الأسواق، ويمنح الفرصة للتجار والاقتصاديين والصناعيين للتعرف على السلع والخدمات، ويشرع أبواباً عديدة للتعاملات التجارية والاقتصادية والإنتاجية بين أهل المصالح الاقتصادية المختلفة، ويعمل على تشجيع التنافس بين المنتجين والصناعيين لتقديم أفضل ما عندهم من موارد إنتاجية، وتدفعهم لمحاولة التميز والابتكار لجذب انتباه المستهلك. ومن الأسباب التي دعت لتنظيم هذا الصالون، حسب المنظمين، يعود لكون المجلات والمواقع من أهم الوسائل التي تؤمن المداخيل، حتى أننا نرى اليوم تضخماً في المساحات الإعلانية داخل المحطات الفضائية، وزيادة كبيرة في حجم الصفحات التي تخصصها الصحف والمجلات لنشر الإعلانات، وهو ما يجعل المنافسة قوية ونافعة من أجل راحة المستهلك وتنوع اختياراته لما فيه مصلحته وفائدته. ومع انتشار الأنترنت زادت أهمية الإشهار والإعلان عبرها، فهناك سبل عديدة أمام المستهلك تسهل سرعة الوصول والحصول على المنتج في أي وقت وفي أي مكان، إضافة إلى تحفيزات تخفض التكاليف الإدارية، ما ينعكس بالضرورة على انخفاض سعر السلعة نفسها، زد على ذلك التدفق السريع لتبادل المعلومات وقدرة المستهلك على الاستفسار والسؤال بتفصيل واسع عن السلعة أو الخدمة، وتكفي الإشارة إلى أن قطاع تقنية المعلومات في الولاياتالمتحدة المعتمد بالدرجة الأولى على ترويج البضائع عبر الأنترنت قد أسهم في 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة من عام 2001 إلى عام 2006. ويتوقع المنظمون مشاركة العديد من المجلات والمواقع الاقتصادية المهمة التي تعنى بهذا الجانب كبعض المجلات الصادرة عن مراكز بحوث جزائرية: مجلة الباحث الاقتصادي الجزائر، مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا، مجلة البحوث الاقتصادية والمالية، المجلة الجزائرية للمناجمنت، مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية، مجلة التكامل الاقتصادي، أو العربية ك: مجلة بحوث اقتصادية عربية، مجلة المستثمر العربي، مجلة الإعلام الاقتصادي، مجلة التنمية والسياسات الاقتصادية، أو العالمية ك: مجلة الإيكونميست، مجلة فروبيس، مجلة فورتين، مجلة أنتروبونر، وبعض المواقع الهامة كموقع: موسوعة الاقتصاد والتمويل الإسلامي، أنوفوستيبيديا، ماي موني، بزنيس ديكسنوري، و...غيرها، وهو حضور لا شك سيعطي نفسا قويا للسياسة الاقتصادية الراهنة التي تدعو إليها الدولة الجزائرية لتطوير وتحسين الأداءات التنموية للبلاد وفتح المجال أمام العالم لتنمية استثماراتنا وتنويعها للخروج برؤية متكاملة تضع المجتمع الجزائري في مسار المستقبل الزاهر، وستفيد هذه الدورة في تتبع التحليلات الرصينة والحلول الناجعة من أجل إدارة أكثر ناجعة للمشاريع الاقتصادية بما سيقترحه خبراء في هذا المجال سيناقشون التحديات ويحللون الوقائع ويقترحون أفكار وتصورات جديدة ومفاتيح لتجاوز صدامات ما بعد البترول.