يشهد حمام منتيلة الواقع بأدغال الونشريس ببلدية عمي موسى بالجنوب الشرقي لولاية غليزان وعلى مدار السنة ولاسيما كل نهاية أسبوع إقبالا كبيرا من قبل العديد من الزوار القادمين من كل صوب وحدب للعلاج بالحوض الكبير لهذا الحمام المعروف عند عامة الناس على أنه يعالج مختلف الأمراض، لا سيما الجلدية وكذا لأجل السياحة الجبلية، إضافة إلى الصيد والتنزه لما تحتويه المنطقة من فواكه طيلة أيام السنة. وقد أثبتت الدراسات العلمية التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية سنة 1984 على أن هذا الحمام الواقع بتراب بلدية عمي موسى أن مياه حمام منتيلة أكثر كبرتة في العالم أجمع ومياهها تشبه بشكل كبير محطة الحموية المسماة شارل ليزو الواقعة بمنطقة سافوا بفرنسا والمختصة في علاج الأمراض التنفسية والتناسلية وغيرها من الأمراض الجلدية إضافة إلى 3 عيون أخرى هي سيدي بوعبدالله بوادي ارهيو وعين الجنية ببلدية سيدي خطاب وعين بني يسعد ببلدية منداس. وتعتبر هذه الدراسة الثانية بعد تلك التي أجريت سنة 1968 على عين منتيلة بعمي موسى باعتبارها واحدة من بين 9 عيون حموية مقترحة للتنمية على المستوى الوطني وبصفة استعجالية وقد صنفت هذه العين في المرتبة الثالثة بعد كل من حمام الصالحين بولاية بسكرة وحمام اكسانة بعين بسام وحسب معلومات من مديرية السياحة لولاية غليزان فإن هذه العين الحموية، حمام منتيلة، استفادت في السنوات الماضية من دراسة في إطار برنامج التجهيز وسجلت عملية تهيئة لهذا الموقع هذه السنة 2013 في إطار البرنامج التكميلي فيما لازالت عيون أخرى تحتاج إلى دراسة متخصصة. وبالرجوع إلى خصوصية حمام منتيلة فقد أظهرت الدراسة أن مصدر مياهه الشافية تتشكل من ينبوعين يصبان بحوض واحد بسرعة تدفق تصل إلى 60 لترا في الدقيقة الواحدة وحرارتها تبلغ 31ْ درجة مئوية أما مياهه فهي مركبة من كلورات الصوديوم صنفت الخامسة عالميا من حيث تجانس التركيب الكيميائي لمياهه المتدفقة وكذا من حيث الخصائص العلاجية والتي تتمثل في علاج عدة أمراض أهمها الأمراض الجلدية والأورام تحت الجلدية وهذه الخاصية المميزة بهذا الحمام هي التي جعلت العديد من العائلات تقصده للتداوي اليوم ويؤكد من التقيناهم بالحمام سرعة شفاء ذويهم من بعض الأمراض كبوشوكة والصدفية والحبيبات الحمراء وكذا الطفح الجلدي وغيرها وهي المعلومات المتداولة بين الناس التي جعلت الكثيرين يتدفقون عليه فهذا يبحث عن العلاج لمرضه وذاك يدفعه المجيئ للاستجمام في هذا المكان الساحر تلفه أشجار الصنوبر وتحيط به طبيعة خلابة تسر كل ناظر وبما أن درجة حرارة هذا الحمام بموقعه الخاص لا تتجاوز26ْ درجة مئوية صيفا فان إقبال المواطنين يزيد عليه حيث تتحول المنطقة إلى مكان للاستجمام والراحة حيث مياه الوادي المحاذية للحمام دائمة الجريان والسيلان شتاء وصيفا تحت ظلال الأشجار الوارفة وليس هذا فحسب بل الزائر لهذه المنطقة سيتمكن من رؤية ومشاهدة عدة معالم وأثار تاريخية قديمة ما تزال قائمة إلى اليوم تحكي قصص من مروا من هنا كقصر الرومان "كاوة" الذي يعود إلى القرن الرابع ميلادي وكذا مشاهدة من قرب قمة منكورة التي تستنطق بها وقفة ومقاومة الأمير عبد القادر الذي احتمى بها سنة 1842م ووجد السند من السكان المحليين كما كانت المنطقة المحررة لجيش التحرير الوطني إبان الاستعمار وغير بعيدا عن ذلك تتربع مقبرة بوركبة التي يخلد بها جثمان 1061 شهيد، وعبر الطريق الثاني المؤدي للحمام سيلمح الزائر عدة معالم غامضة كمنطقة الطاليان ودوار أولاد زينة وأولاد علي والبسانيس ومكناسة بمنطقة السبت والحوانيت. كما سيتسنى للزائر لا محالة مشاهدة قطعان الغزلان البرية وهي ترعى على طول سفوح جبال الونشريس التي تحوي العديد من أشجار البلوط واللوز والصنوبر والزيتون والخروب وكذا الفواكه الموسمية الطبيعية وهي كلها عوامل تجعل من حمام منتيلة منطقة يمكن أن تكون قطبا سياحيا هاما ذا صيت عبر كامل أرجاء الوطن إذا ما أولته السلطات المعنية اهتماما. ولتدعيم تجسيد هذا المسعى يناشد العديد من المترددين على هذا الحمام المسؤولين للتدخل من أجل تهيئة وتعبيد جميع المسالك المؤدية إليه سواء انطلاقا من ولاية غليزان أو باتجاه ولاية تيسمسيلت من الجهة المقابلة.