اتهم نائب رئيس جمعية وكالات السفر شريف مناصرة، السلطات الفرنسية بالوقوف وراء تراجع السياحة في الجزائر بسبب التقارير الدورية المغرضة التي تسود الوضع الامني في البلاد، و تنفر بالتالي السياح الاوروبيين من القدوم إلى بلادنا، وكشف مناصرة في حوار مع السياسي عن العديد من الاماكن الخاصة بموسم الحج تبقى شاغرة لحد الآن بحيث لم يحجز المعنيون بأداء هذه الفريضة أماكنهم بسبب الغلاء، حيث ان مبلغ 50 مليون سنتيم يبقى في غير متناول شريحة كبيرة من الجزائريين على حد تعبير محدثنا،كما عرج ذات الخبير السياحي للحديث عن موسم الإصطياف في الجزائر في ظل التدابير التنظيمية الجديدة وشغور منصب وزير السياحة،فيما سلط الضوء على اهم الوجهات السياحية الخارجية للجزائريين. بعد انقضاء شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، انطلق فعليا موسم الإصطياف في الجزائر،كيف تتوقعون أن يكون هذه السنة في ظل عدد من المعطيات المستجدة و اهمها شغور منصب وزير السياحة لحد الساعة ؟ طبعا بقاء وزارة السياحة بدون وزير سيؤثر سلبا على موسم الإصطياف في الجزائر، بحيث سيفرز هذا الوضع جملة عشوائية من التعليمات الولائية و البلدية الغير منظمة و التي ستؤثر حتما على تنظيم الموسم السياحي ببلادنا، حيث سيعمل كل والي على خدمة ولايته بالطريقة التي يراها مناسبة في ظل غياب التخطيط على مستوى الوزارة ، و لذلك لا اتوقع شخصيا اي جديد على مستوى المناطق السياحية في الجزائر حيث ستشهد سيطرة المافيا على الشواطئ و غياب التنظيم و انعدام النظافة ، و كلنا شاهد فيديو والي ولاية بومرداس الساحلية و هو يوبخ المسؤولين المحليين بسبب الكم الهائل من الاوساخ التي تحاصر الولاية ، وكلنا شاهد كذلك تلك الصور المؤسفة لعدد من الشواطئ التي تشهد كوارث بيئية بفعل سرقة الرمال و بروز قنوات الصرف الصحي ، و لذلك أقول انه من المستحيل الحديث عن نجاح موسم الإصطياف في ظل بقاء 50 بالمائة من شواطئ بلادنا ملوثة . لهيب أسعار الإيواء والخدمات لن يتراجع صيفا شهد الموسم الحالي تدشين عدد من المنشآت و المنتجعات السياحية في ولايات مثل الوادي و بسكرة و الجزائر العاصمة ، كيف يمكن أن تساهم في الترويج للوجهة الداخلية، و هل ستؤثر على أسعار الإيواء و الخدمات ؟ اعتقد ان الحرارة الشديدة التي تميز مناطق الجنوب الجزائري ستنفر المصطافين رغم نوعية الخدمات المميزة في المركبات الجديدة ، أما على مستوى الجزائر العاصمة و غيرها من المدن الكبرى الساحلية فتبقى اسعار الإيواء و الخدمات بها عالية جدا بالنظر الى ندرة الفنادق و الشقق المخصصة للكراء ،الامر الذي يجعل الاسعار ملتهبة خصوصا و ان الطلب مرتفع جدا عليها من قبل المغتربين . على ذكر المغتربين ، أقرت وزارة الداخلية عدة تسهيلات على مستوى الموانئ والمطارات و المراكز الحدودية للمسافرين إلى الجزائر في موسم الاصطياف، إلى أي مدى يمكن أن تساهم هذه الإجراءات في استقطاب السياح المغتربين وحتى الاجانب ؟ المغتربون يفضلون منذ زمن بعيد الوجهة الجزائرية لدواعي غير مرتبطة بالسياحة و إنما بزيارة الأقارب و التجارة،و لذلك فتوافدهم على البلاد مضمون، ضف على ذلك فغنهم يشكلون عاملا مهما لغلاء الاسعار في سواحل الجزائر، لأنهم يدفعون ثمن الكراء بالعملة الصعبة، الامر الذي يعقد من مأمورية الزواولة و يدفعهم صوب تونس التي تعد ارخص بكثير من الجزائر رغم فارق العملة و الخدمات ايضا . أما بخصوص السياح الاجانب و خصوصا الفرانكوفونيين ، فهم لا ياتون إلى الجزائر في موسم الإصطياف بسبب التقارير الفرنسية المحذرة من زيارة بلادنا بدعوى خطر الإرهاب و تدهور الوضع الامني ، و هي صورة سلبية ترسخت عن الجزائر رغم تحسن الوضع الامني و طي صفحة العشرية السوداء منذ عدة سنوات ، و منذ فترة تولي ساركوزي مقاليد الحكم تبقى مثل هذه التقارير المغرضة سيدة الموقف على مستوى أوروبا بالنظر الى قوة الآلة الدعائية الفرنسية التي تخلط السياسة بالسياحة ، الامر الذي انجر عنه تراجع السياحة في الجزائر و فشل كل مخططات استقطاب السياح الاجانب رغم المؤهلات الطبيعية التي تمتاز بها بلادنا . أمام هذا الواقع السوداوي الذي تحدثنم عنه،ماهي الحلول التي ترونها مناسبة لتحقيق الإنطلاقة الفعلية في هذا القطاع الذي تعول عليه الحكومة لتنويع مداخيلها و امتصاص صدمة انهيار اسعار النفط ؟ نحن كوكالات سياحية نجري تحركات مكثفة في البلدان الانغلوساكسونية لاستقطاب السياح الذين لا يعرفون الكثير عن بلادنا، لكنهم خلافا للفرانكوفونيين لا يخلطون السياحة بالسياسة ، و لذلك نعمل جاهدين من خلال مختلف المعارض الدولية على الترويج للوجهة الجزائرية، و ننتظر كذلك تدخل السلطات من خلال سن قرارات تنظيمية جديدة للسيطرة على الاسعار و تحسين الخدمات و المرافق . تونس القبلة رقم واحد للجزائريين صيفا يفضل السواد الاعظم من الجزائريين قضاء العطلة الصيفية خارج الديار، هل لك أن تدلنا على اهم الوجهات السياحية الخارجية خلال صيف 2017، و أسعار العروض الخاصة بها في الوكالات السياحية ؟ صيف 2017 سيعرف كما كان الحال خلال السنوات الماضية استقطاب الجارة تونس للسواد الاعظم من السياح الجزائريين نظرا لعوامل عديدة منها الأسعار الرخيصة مقارنة بالجزائر ، و ايضا الخدمات المميزة و التسهيلات التي يقدمها الاشقاء، زد على ذلك تحسن الجانب الامني مقارنة بالسنوات القليلة الماضية التي عرفت عددا من العمليات الإرهابية، و أيضا العوامل التاريخية و الثقافية المعروفة . و برأيي فإن أربعة بلدان تتقاسم الغلة المتبقية بتقدم طفيف لتركيا على حساب كل من المغرب و مصر و اسبانيا. و تتراوح الاسعار التي تطرحها الوكالات السياحية بالنسبة للبلدان الاربعة المذكورة سلفا بين 12 و 15 مليون سنتيم لأسبوع واحد، اما الجديد هذه السنة حسب محدثنا فهو دخول الوجهات الآسيوية بقوة إلى سوق المنافسة على مدخرات الجزائريين ،حيث طرحت وكالات السياحة والأسفار عروضا كبيرة للسفر نحو الهند و تايلندا إضافة إلى جزر المالديف و ماليزيا و هي وجهات سياحية تسعى الوكالات للاستثمار فيها بدل التقليدية، و هنا اود ان أنبه السائح الجزائري إلى عادة سيئة تكلفه زيادة في الاسعار بحيث انه لا زال لا يملك ثقافة الحجز المسبق للرحلات السياحية ، هذه الخطوة التي تكلفه زيادات في الاسعار بنسب متفاوتة . لا يفصلنا الكثير عن انطلاق موسم الحج، كيف تتوقعون ان يكون هذه السنة خصوصا في ظل تقليص عدد الوكالات السياحية المنظمة له ؟ لحد الآن و حسب المعطيات التي تملكها جمعية وكلاء السياحة ، تبقى العديد من الاماكن شاغرة لحد الآن بحيث لم يحجز المعنيون بأداء فريضة الحج أماكنهم بسبب الغلاء، حيث ان مبلغ 50 مليون سنتيم يبقى في غير متناول شريحة كبيرة من الجزائريين، وغير مستبعد ان يفشل الناجحون في قرعة الحج لهذه السنة في تامين المبلغ المطلوب . اما بالنسبة لتقليص عدد الوكالات فهو قرار تتحمل السلطات العمومية تبعاته الإيجابية و السلبية و لست مخولا بالتعليق عليه رغم انني شخصيا تضررت منه أين تم تقليص حصتي إلى 260 شخص بعدما ظلت على مدار 30 سنة 500 شخص ، لكن الوكالات السياحية رغم ذلك في خدمة سلطات البلد و المواطنين رغم أن الحج معروف بانه نشاط غير تجاري بالمرة ، على خلاف العمرة التي تدر أرباحا معتبرة على الوكالات، ضف على ذلك المشاكل الكبيرة التي تثقل كاهل الوكالات في البقاع المقدسة خلال موسم الحج .