تم بولاية بشار الانتهاء من تصوير مشاهد الشريط الوثائقي الخيالي "المنطقة الثامنة للولاية التاريخية الخامسة" حسب ما علم يوم الأحد من المخرج العربي لكحل. وقد جرى تصوير آخر مشهد من هذا العمل السينمائي المتكون من 70 دقيقة والذي أنجز في ظرف سبعة أسابيع عبر عديد المواقع بولاية بشار الجمعة الماضي وذلك بديكور خارجي كبير يعكس تميز شارع "العقيد لطفي " بمدينة بشار الذي كان خلال الاحتلال الفرنسي مسرحا لعديد الأحداث التاريخية سيما منها التظاهرات الشعبية في ديسمبر 1960. وقد تطلب إنجاز هذا الشريط الوثائقي الخيالي الذي أسندت إدارة تصويره إلى علال بحطاوي تسخير نحو 10 ديكورات خارجية و7 أخرى داخلية وتصوير 89 مخطط ومشهد يبرز مختلف الحقب بغية تجسيد الهياكل السياسية والعسكرية للمنطقة الثامنة للولاية التاريخية الخامسة ومختلف المعارك التي شنها جيش التحرير الوطني ضد قوات المستعمر الفرنسي آنذاك على غرار معركة "العرق الغربي الكبير" (15 أكتوبر 1957) و "جبل بشار" (27 مارس 1960) حيث سقط العقيد لطفي شهيدا مع 4 من رفاقه في السلاح. وتطلب هذا الشريط الوثائقي الخيالي المنتج بالتعاون مع وزارة الثقافة في إطار الإحتفال بخمسينية الاستقلال الوطني مشاركة أكثر من 150 شخصية من الجنسين وعديد الحرفيين المحليين لتصميم الإكسسوارات وأغراض أخرى تتعلق بالحياة اليومية للسكان وجيش التحرير الوطني والجيش الإستعماري -كما ذكر المخرج العربي لكحل. كما استعان المخرج بعديد ملاك المركبات والعتاد المتحرك لتلك الحقبة من أجل إضفاء أجواء حقيقية لتلك الفترة من تاريخ الجزائر. وقال المخرج العربي لكحل "إن إنجاز هذا العمل السينمائي المتوقع عرضه في جويلية المقبل يمثل بالنسبة لي مساهمة في التعريف بكفاح الشعب الجزائري بشكل عام من أجل استرجاع الحرية وسكان الجنوب بشكل خاص". وقد أدت المنطقة الثامنة للولاية التاريخية الخامسة التي تأسست في أعقاب مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) دورا هاما في تنظيم الكفاح السياسي والعسكري لسكان الجنوب الغربي للبلاد إلى جانب تعزيز وحدات جيش التحرير الوطني على مستوى الحدود الجنوبية من أجل تحرير البلاد -كما أضاف نفس المخرج. للإشارة فقد سبق وأن أخرج العربي لكحل عدة أعمال سينمائية حول الكفاح السياسي والعسكري لسكان الجنوب الغربي منها "ملحمة الجنوب الغربي" و "تاريخ المناجم الجزائرية" الذي يبرز جزءا هاما من كفاح عمال المناجم لقنادسة ( 18 كلم جنوب بشار) خلال فترة الإستعمار.
