رافع مشاركون في المؤتمر الدولي الأول للأنوثة "من أجل ثقافة السلم" يوم الأربعاء بوهران من أجل عودة القيم الأخلاقية في النظام التربوي. وخلال ورشة حول محور "الأخلاقيات والتربية" التي تناقش سبل ووسائل النهوض بتربية واعية اعتبرت عميدة معهد الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقازيق بمصر أن "التعليم هو المفتاح السحري لترقية السلم". وأضافت السيدة هدى محمود درويش أن العالم يمر اليوم بمرحلة تاريخية تسودها الصراعات الدينية والعرقية والسياسية و"يجب أن نعود إلى القيم الأخلاقية في التعليم والتي تشكل جزءا هاما في بناء المجتمع". وذكرت أن العالم العربي والإسلامي يعرف حاليا اضطرابات كبيرة و يوجد في منعطف خطير يتسم بالصراعات والحروب والإرهاب مشيرة أنه "من الضروري الانتقال إلى نظام تربوي جديد يتميز بالأخلاق ومستوحى من تعاليم الإسلام مع العلم أن جميع الأديان تدعو إلى الأخلاق والسلم". وقالت السيدة محمود درويش " ان التربية الأخلاقية مرتبطة بالتربية الروحية مما يتطلب إشراك المرأة". ومن جهته قدم السيد باتريك بوسكيت وهو صحافي متخصص في العلاقات الدولية والتنمية بجمهورية الكونغو الديمقراطية صورة سلبية وبدون مجاملة حول وسائل الإعلام الحالية في العالم. وأشار أن "وسائل الإعلام لا تبث إلا القيم التي نصادق عليها وتفرض علينا أنواعا من المجتمعات" مبرزا أنه يتعين تغيير هذه المعادلة قائلا "يستوجب على المستهلك أن يفرض قيمه التي هي قيم سلم لأن المستهلكين لوسائل الإعلام يتقاسمون نفس مسؤولية وسائل الإعلام "معتبرا هذا المؤتمر "مبادرة رائعة لصالح السلم". ومن جهته أبرز الوزير السابق والمفكر الجزائري مصطفى شريف أن "استقلال الفرد يمر عبر تنمية الإحساس النقدي لدى الطفل وإعداده ليكون مواطنا في إطار العيش معا". وأضاف أن "الصالح العام يكمن في خلق التوازنات. غير أننا لم نتمكن من تحقيقها بسبب الإفراط" مشيرا "أنه ينبغي تجنب تحميل المدرسة المسؤولية الكاملة: أزمة سياسية وعنف وانعدام الأخلاقيات. المدرسة مهددة بتسليع العالم". ويرى السيد مصطفى شريف أن "المسألة السياسية تعد حاسمة في العيش معا لتحقيق الحضارة شريطة الإعتراف بالحق في الاختلاف وتجاوز خلافاتنا". ويقترح هذا المؤتمر الذي يقام تحت شعار "الكلمة للنساء" الذي يجمع نساء من مختلف أنحاء العالم فتح باب نقاش ديني حول "صورة الإسلام في المجتمع والتي شوهها العنف الذي يرتكب باسم الإسلام" كما أشار المنظمون. وقد افتتح هذا اللقاء المنتظم من طرف مؤسسة التنمية المتوسطية "جنة العارف" المتواجد مقرها بمستغانم والمنظمة الدولية للصوفية العلاوية يوم الثلاثاء بمركز الإتفاقيات محمد بن أحمد لوهران بحضور وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة. وتواصلت الأشغال خلال اليوم الثاني ضمن ورشات حول المحاور الخمس المحددة من قبل المنظمين والتي تتناول خصوصا "دور القيم الأخلاقية في التربية" و"وسائل الإعلام والقيم الإنسانية" و"النظام التربوي والإصلاحات".