وقعت الجزائر و فنلندا يوم الاحد بالجزائر العاصمة على مذكرة تفاهم في مجال الصحة النباتية من شانها فتح الطريق نحو تبادل تجاري للمنتجات الفلاحية للبلدين. و وقع الاتفاق وزير الفلاحة و التنمية الريفية عبد السلام شلغوم و نظيره الفنلندي كيمو تيليكاينام الذي حل بالجزائر على راس وفد من رجال الاعمال في زيارة تدوم ثلاثة ايام. و يضم الوفد حوالي عشر رؤساء مؤسسة و شركة متعددة الجنسية تنشط في مجالات مختلفة على غرار الطاقات النظيفة و الخشب و معالجة المياه القذرة و استرجاع النفايات و تجارة الحبوب و الاعلاف و العتاد الفلاحي. و ستعمل مذكرة الاتفاق -التي تنص على حماية النباتات و على الحجر النباتي- على "تاطير جميع عمليات استيراد و تصدير المواد النباتية" حسب ما اوضحه السيد شلغوم للصحافة على هامش توقيع الاتفاق. و ذكر الوزير الفنلندي من جهته ان الاتفاق "شكل محور مناقشات و تحضير منذ عدة سنوات" معربا عن امله في ان يكون هذا الاتفاق بمثابة "قاعدة لمزيد من التعاون الثنائي في مجالات اخرى". و شدد الوزيران -خلال اللقاء الذي جمعهما قبيل توقيع الاتفاق - على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية و التجارية بين الجزائر و فنلندا. و صرح السيد شلغوم قائلا :"بلدانا متفقان على اهمية دفع هذا التعاون في مجالات الفلاحة و الصيد البحري و الغابات". و شرح الوزير للمتعاملين الفنلنديين بان قطاع الفلاحة بالجزائر مدعم باطار قانوني محفز و ان جميع مجالاته مفتوحة للشراكة قائلا " نتمنى بقوة ان يسهم الفنلنديون في الاستثمار بالجزائر". كما ذكر السيد شلغوم بسياسة الحكومة في مجال تنويع الاقتصاد لاسيما من خلال دفع الصادرات الفلاحية خاصة و ان الجزائر بدات تحقق فوائض معتبرة في الانتاج كما هو الحال بالنسبة للمواد الفلاحية الطازجة والتمور و مشتقاتها و زيت الزيتون وغيرها التي يمكن لها تصديرها نحو فنلندا. و حيا الطرفان في هذا السياق نجاح المشروع الجزائري الفنلندي المشترك لصناعة الات الحصاد و الدرس من الجيل الجديد بالشراكة ما بين الشركة العمومية الجزائرية لتسويق العتاد الفلاحي (بيمات) و مركب الالات الفلاحية (سيما) و الشركة الفنلندية "سامبو رونزلاو". و قد نتج عن هذه الشراكة انشاء "سيما-سامبو" بسيدي بلعباس سنة 2010 و هي شركة راسمالها مملوك بنسبة 38 بالمئة للشركة الفنلندية و الباقي (62 بالمئة) موزعة ما بين الشركات الوطنية "سيما" و "بمات". و قد انتقل المشروع من معدل اندماج قدره 15 بالمئة في بدايته الى معدل 62 بالمئة حاليا و من انتاج 500 حاصدة و دارسة سنة 2013 الى 1.000 الة سنة 2015. و علق السيد شلغووم على هذه النتائج بقوله: "هذا مثال ممتاز على شركة مختلطة تنشط بالجزائر" داعيا نفس الشركة الى "البدء من الان في استكشاف اسواق اخرى للتصدير مستغلة في ذلك موقعها بالنسبة للمغرب العربي و افريقيا". و قد احتضنت الغرفة الوطنية للفلاحة اليوم الاحد لقاءات اعمال ثنائية بهدف السماح للمتعاملين من البلدين بمناقشة فرص الاستثمار و الشراكة الممكنة.