أكد الباحث في التاريخ محمد لحسن زغيدي، اليوم الخميس بالبويرة، أن الجزائر "نموذج" في التضحيات المقدمة خلال فترة الاستعمار الفرنسي من أجل استعادة حرية وسيادة شعبها. ولدى تناوله معاناة الشعب الجزائري، خلال لقاء تم تنظيمه بثانوية محمد الصديق بن يحيى بمدينة البويرة في إطار الأسبوع الثقافي والتاريخي ال24 الذي بادرت به جمعية "مشعل الشهيد" لإحياء اليوم الوطني للشهيد، أكد السيد زغيدي أن الشعب الجزائري "لم يتوقف يوما عن محاربة الاستعمار طوال فترة وجوده بالجزائر من 1830 إلى غاية 1962". وأضاف بالقول أن "الجزائر دفعت ثمنا باهظا" يقدر بملايين الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف طوال الفترة الاستعمارية. كما ذكر الباحث في نفس هذا اللقاء الذي جرى بحضور المجاهد ووالي البويرة السابق, صلاح لعوير, والنائب إسماعيل ميرة، نجل الشهيد عبد الرحمان ميرة، بالمجازر وعمليات الإبادة والهدم و التدمير التي قام بها جيش الاستعمار الفرنسي طوال تلك الفترة، مشيرا على سبيل المثال إلى استشهاد "أكثر من 45 ألف جزائري في مجازر 8 ماي 1945 بقالمة وسطيف وخراطة". وفي ختام تدخله، ابرز المتحدث، و هو منسق اللجنة الجزائرية الفرنسية المختلطة للتاريخ والذاكرة، أن مهمة هذه الأخيرة هي "السهر على استعادة كل الحقوق التاريخية للجزائر"، حيث أشار إلى وجود عدد كبير من المدافع الجزائرية التي تحتفظ بها فرنسا إلى يومنا هذا في متحفها العسكري بباريس، بالإضافة إلى العديد من القطع التراثية والتاريخية المنهوبة وجماجم وبقايا المجاهدين التي "تعتبر جزءا من تراثنا وتاريخنا الثوري".
