بوغالي: عصرنة النظام الميزانياتي في الجزائر خطوة مهمة نحو آليات التسيير العمومي الحديث    وفد كيني من قطاع الطاقة في زيارة لمجمع سوناطراك ومنشآته    عدوان إسرائيلي على قطاع غزة : عشرات الضحايا ومشاكل النزوح القسري تتفاقم على وقع نفاد الطعام    الذكرى 76 لنكبة فلسطين.. التاريخ يعيد نفسه والنتائج مختلفة    استراليا: الآلاف يتظاهرون في سيدني وملبورن ضد اجتياح الاحتلال الصهيوني لمدينة رفح    تصفيات مونديال-2026 : أوغندا- الجزائر, يوم الاثنين 10 يونيو بكامبالا    مجلس قضاء الجزائر : توقيف 7 أشخاص في حادثة غرق أطفال بمنتزه الصابلات    مكافحة المخدرات: التأكيد على تعزيز ثقافة الوقاية وتنسيق الجهود بين الفاعلين في المجال    ميلة: حجز 554 قطعة نقدية أثرية وتوقيف شخصين    سيدوم إلى غاية 15 ماي الجاري.. عرض أولى الأفلام القصيرة المتنافسة على جوائز مهرجان ايمدغاسن    وزيرة الثقافة والفنون تؤكد من تيارت: ضرورة الإسراع في إتمام دراسة إنجاز مخطط تثمين الموقعين الأثريين "كولومناطا 1 و2 " بسيدي الحسني    معرض فني لاستذكار مساره الإبداعي : "لزهر حكار .. حياة" مهرجان من الألوان المتلاحمة تحكي نصا حياتيا    بلمهدي بإسطنبول للمشاركة في القمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي    الاتحاد الافريقي: الجزائر تشارك في اجتماع اللجنة الفنية للتجارة والسياحة والصناعة والموارد المعدنية بمالابو    تنس الطاولة (كأس إفريقيا/فردي): أربعة رياضيين جزائريين يتأهلون إلى ثمن نهائي المنافسة    تيسمسيلت: افتتاح الملتقى الدولي حول شخصية أحمد بن يحيى الونشريسي    العراق يؤكد دعم الجهود الدولية الرامية لإتخاذ قرارات حاسمة بإيقاف آلة الدمار الصهيونية    إبراز أهمية إستغلال الصيرفة الإسلامية بإعتبارها المرافق الأنجع للتنمية الإقتصادية    تكوين مهني: التطور الرقمي ساهم في مواصلة عصرنة القطاع    رئيس مجلس الأمة يستقبل سفير إيطاليا    مليار دولار لاستيراد 180 ألف سيارة    رحلة ترفيهية تتحوّل إلى مأساة..    كريكو تستعرض التجربة الجزائرية    تنظيم أول معرض للجودة بالجزائر    عملية توزيع كبرى للسّكنات بالعاصمة    هذه توجيهات وزير التربية..    انطلاق امتحان تقييم المكتسبات للسنة الخامسة ابتدائي    لضمان السير الحسن للبكالوريا وشهادة التعليم المتوسط: تعليمات بالمتابعة اليومية لجاهزية مراكز الامتحانات    الذكاء الاصطناعي للفصل بين عروض وطلبات التشغيل    موقف قوي للرئيس تبون والجزائر حيال القضية الصحراوية    سيدي بلعباس- مستغانم.. على مسلك مسطح اليوم    الجزائر تنتصر لأم القضايا قولا وعملا    وضع تصوّر لسوق إفريقية في صناعة الأدوية    هذا موعد تنقل أول فوج من البعثة إلى البقاع المقدسة    إعادة تفعيل البحث في مجال الصيدلة وإدراجها ضمن الأولويات    رفع وتيرة التحسيس لفرملة مخاطر الأنترنت    مدرب ولفرهامبتون يعترف بصعوبة الإبقاء على آيت نوري    أولمبي أقبو يحقق صعودا تاريخيا إلى الرابطة المحترفة الأولى    جنح تزداد انتشارا في ظل التطور التكنولوجي    إجماع على وضع استراتيجية فعالة لمجابهة الخبر المغلوط    إدراج وثيقة قانونية تنسب كل تراث لأصحابه    تقديم مسودة نص القانون الجديد أو المعدل في السداسي الثاني من 2024    وثيقة تاريخية نادرة تروي وقائع الظلم الاستعماري    دعم القضية الفلسطينية في الواقع لا في المواقع    رؤية ميسي ومبابي مع الهلال واردة    الأرقام تنصف رياض محرز في الدوري السعودي    انتاج صيدلاني: انتاج مرتقب يقدر ب4 مليار دولار في سنة 2024    الشاعر ابراهيم قارة علي يقدم "ألفية الجزائر" بالبليدة    130 مشروع مبتكر للحصول على وسم "لابل"    386 رخصة لحفر الآبار    القبض على 5 تجار مخدرات    ضرورة خلق سوق إفريقية لصناعة الأدوية    صحيفة "ليكيب" الفرنسية : أكليوش مرشح لتعويض مبابي في باريس سان جيرمان    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    الدعاء.. الحبل الممدود بين السماء والأرض    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخر شاهد على عملية تاغيت بني بوسليمان بتكوت (باتنة) المنفذة صبيحة أول نوفمبر 54 يروي تفاصيلها

على الرغم من تقدمه في السن حيث قارب ال 90 سنة لا يزال المجاهد جغروري لمبارك يتذكر تفاصيل العملية التي نفذت صبيحة أول نوفمبر 54 بمنطقة تاغيت بني بوسليمان بتكوت (باتنة) والمعروفة خطأ حسب مجاهدي منطقة تكوت بعملية مضيق تيغانيمين.
"فالبداية يقول المجاهد جغروري وهو آخر شاهد على هذه العملية، كانت بالاجتماع الذي عقده سي مصطفى بن بولعيد بدشرة أولاد موسى مساء الأحد 31 أكتوبر( أي ليلة الاثنين الفاتح نوفمبر1954 ) بحضور كاتبه شيحاني البشير لتوزيع الأسلحة وتقسيم المجاهدين على الأفواج التي أوكلت لها مهام القيام بأولى العمليات المعلنة عن اندلاع الثورة التحريرية من قلب الأوراس".
وواصل المجاهد يقول "وكان كل فوج يتكون من 11 مجاهدا وعينت أنا ضمن الفوج الثاني الذي كلفه سي مصطفى بن بولعيد بالتوجه إلى منطقة تاغيت بني بوسليمان الواقعة ببلدية تكوت لنصب كمين لعناصر الدرك أو جنود الاستعمار دون المدنيين وهي من أهم النقاط التي شدد عليها بن بولعيد في هذا الاجتماع" .
وفي البداية يضيف السيد جغروري، "عين المجاهد غسكيل الصالح كمسؤول على الفوج لكن لعدم معرفته بمنطقة تاغيت بني بوسليمان عادت هذه المهمة إلي أنا بأمر من الشهيد مصطفى بن بولعيد الذي أكدت له معرفتي الجيدة بهذه الجهة. "وغادر فوجنا دشرة أولاد موسى وقت الغروب بعدما تلقينا التعليمات اللازمة من سي مصطفى حيث وصلنا إلى تاغيت في الصباح الباكر. وبعد استطلاعنا للمكان وضعنا حواجز بالحجارة في الطريق و أخذ 9 من عناصر الفوج أماكنهم على الجهة اليسرى من الطريق في مكان مرتفع نوعا ما بحيث يصعب رؤيتهم في حين بقيت أنا والمجاهد صبايحي محمد ( الذي أستشهد فيما بعد) نترقب الطريق -يضيف المجاهد جغروري قائلا .
ويواصل السيد جغروري في لقاء مع (وأج) "وقبل وصول الحافلة الآتية من آريس باتجاه بسكرة حاول بعض المارة من هذا الطريق نزع الحجارة الموضوعة فيه لجهلهم بأن الثورة التحريرية قد اندلعت لكنني ورفيقي أبعدناهم إلى أن أطلت الحافلة التي اضطرت الى التوقف .وكانت الساعة وقتها حوالي السابعة صباحا ونزل مرافق سائق الشاحنة -وهو السيد عقالي الطيب الذي التحق فيما بعد بالثورة- لإخلاء الطريق إلا أنني اعترضته مشهرا السلاح في وجهه فتنحى جانبا".
ويواصل المجاهد السيد جغروري لمبارك شهادته بالقول "صعدت إلى الحافلة وأنا ملثم الوجه والسلاح بيدي وأمرت الجميع بالنزول لكن لم يكن داخل الحافلة عناصر الدرك أو جنود الاستعمار. فأمرت من نزلوا بالصعود والتزام أماكنهم لكن قايد مشونش ( المعروف بالقايد صدوق ) الذي كان جالسا في الناحية الأمامية بالقرب من مرافق سائق الحافلة حاول الهجوم علي بمسدس كان يخفيه في ثيابه الداخلية .وكنت أنا أدير له ظهري .وهنا صاح المجاهد بالقاسم بن قاقة الموجود مع باقي عناصر الفوج من الجهة المقابلة محذرا اياي بالابتعاد وانهال عليه بوابل من الرصاص فأصابه في ركبته اليمنى ثم أعلمني بوجود المسدس الذي كان ألماني الصنع فأخذته وكان بالقرب من القايد وأعطيته للمجاهد صبايحي محمد ".
ويقول المجاهد جغروري دائما " قام مرافق السائق بعدها بأمر منا بإنزال القايد صدوق الذي كان ينزف بشدة وبعد تفتيشه أعيد إلى الحافلة لكنه توفي بعد قليل فنزل كل الركاب من الحافلة لأمر نجهله وتركوه". "ولكن المجاهد صبايحي الذي نزل من الحافلة ليشرب من الوادي القريب من المكان رأى وهوعائد الى الحافلة المدرس الفرنسي قاي مونرو وزوجته اللذين كان مع ركاب الحافلة فاقترب منهما ثم دون سابق إنذار أطلق الرصاص عليه فأرداه قتيلا بعين المكان وأصاب زوجته بجروح بليغة لكنها لم تمت"، يضيف السيد جغروري .
"ان هذه الحادثة لم يخطط لها بتاتا ولم تكن في الحسبان لأن سي مصطفى بن بلعيد أمرنا بشدة بعدم التعرض للمدنيين الفرنسيين"-يقول المجاهد جغروري في شهادته مضيفا "لقد تصرف هذا المجاهد تحت وطأة حماسه الشديد لاندلاع الثورة التحريرية وكرهه الشديد للمعمرين الذين نهبوا أراضينا" .
كما يروي المجاهد جغروري الذي لا زال يتذكر الحدث بكل حيثياته بأنه قدم الإسعافات الأولية لزوجة المعلم الفرنسي وحاول إقناعها بالركوب في الحافلة إلا أنها آثرت البقاء بالقرب من جثة زوجها مضيفا بأن القوات الاستعمارية بعد تلقيها الخبر طوقت المكان من كل جانب "ولولا معرفتنا بأحراش الجهة لقضي علينا لقلة عدتنا وعددنا في ذلك اليوم ".
يقول المجاهد جغروري أيضا "بعد حادثة الحافلة التقينا في معركة ضارية مع قوات العدو في منطقة عكريش يوم 19 نوفمبر وكبدناه خسائر معتبرة فانتقم منا الجيش الاستعماري بحرق هذه القرية بأكملها وقتل أربعة نساء بعد إقدامهن على قتل جندي فرنسي .وكانت هذه النساء أولى شهيدات المنطقة وهن "بوستة منصورة" و" جغروري فاطمة" و"بالرحايل فاطمة"و"بوستة جمعة".
"وبعد هذه المعركة مباشرة أي في يوم 20 نوفمبر 1954 التقت مجموعة من فوجنا-يقول المجاهد جغروري- ولأول مرة منذ اجتماع دشرة أولاد موسى مع مصطفى بن بولعيد الذي كان مستاء وثائرا ضد قتل المدنيين حيث أمرني بإرجاع السلاح ليعيده إلي لاحقا بعد أن تأكد من أن طلقات النار التي وجهت صوب المعلم الفرنسي كانت حدثا فرديا ولم يشارك فيه أي عنصر من الفوج" .
ويتذكر جغروري لمبارك بعد 56 سنة من الحادثة الكلمات التي قالها سي مصطفى بحزم "إننا نحارب من أجل حريتنا وعدونا هو الجيش الفرنسي" عبارة رددها الشاهد الشيخ بمعاني تحمل الكثير من الإكبار والتقدير لأسد الأوراس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.