رئيس الجمهورية يبرز الدور الريادي للجزائر في إرساء نظام اقتصادي جديد عادل    فلاحة: السيد شرفة يستقبل المدير التنفيذي للمجلس الدولي للحبوب    بورصة: بحث سبل التعاون بين "كوسوب" وهيئة قطر لأسواق المال    شهر التراث: منح 152 رخصة بحث أثري على المستوى الوطني خلال الأربع سنوات الماضية    موعد عائلي وشباني بألوان الربيع    الوريدة".. تاريخ عريق يفوح بعبق الأصالة "    مجلس الأمة يشارك بأذربيجان في المنتدى العالمي السادس لحوار الثقافات من 1 الى 3 مايو    عرقاب يتباحث بتورينو مع الرئيس المدير العام لبيكر هيوز حول فرص الاستثمار في الجزائر    أمطار مرتقبة على عدة ولايات ابتداء من مساء اليوم الاثنين    مسؤول فلسطيني : الاحتلال فشل في تشويه "الأونروا" التي ستواصل عملها رغم أزمتها المالية    بوزيدي : المنتجات المقترحة من طرف البنوك في الجزائر تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية    الشلف – الصيد البحري : مشاركة أزيد من 70 مرشحا في امتحان مكتسبات الخبرة المهنية    إجراء اختبارات أول بكالوريا في شعبة الفنون    هنية يُعبّر عن إكباره للجزائر حكومةً وشعباً    العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزة    صورة قاتمة حول المغرب    5 شهداء وعشرات الجرحى في قصف صهيوني على غزة    العدوان على غزة: الرئيس عباس يدعو الولايات المتحدة لمنع الكيان الصهيوني من اجتياح مدينة رفح    مولودية الجزائر تقترب من التتويج    تيارت/ انطلاق إعادة تأهيل مركز الفروسية الأمير عبد القادر قريبا    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    تقدير فلسطيني للجزائر    رقمنة تسجيلات السنة الأولى ابتدائي    رفع سرعة تدفق الأنترنت إلى 1 جيغا    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنّين    أمّهات يتخلّين عن فلذات أكبادهن بعد الطلاق!    تسخير كل الإمكانيات لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    سنتصدّى لكلّ من يسيء للمرجعية الدينية    برمجة ملتقيات علمية وندوات في عدّة ولايات    المدية.. معالم أثرية عريقة    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: فرصة مثلى لجعل الجمهور وفيا للسينما    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    الجزائر تُصدّر أقلام الأنسولين إلى السعودية    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    استئناف حجز تذاكر الحجاج لمطار أدرار    3 تذاكر ضاعت في نهاية الأسبوع: الثنائي معمري يرفع عدد المتأهلين إلى دورة الأولمبياد    لموقفها الداعم لحق الفلسطينيين قولا وفعلا: هنية يعبر عن إجلاله وإكباره للجزائر    بعد مسيرة تحكيمية دامت 20 سنة: بوكواسة يودع الملاعب بطريقة خاصة    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    القضاء على إرهابي بالشلف    مبادرة ذكية لتعزيز اللحمة الوطنية والانسجام الاجتماعي    موجبات قوة وجاهزية الجيش تقتضي تضافر جهود الجميع    تخوّف من ظهور مرض الصدأ الأصفر    إبراز دور وسائل الإعلام في إنهاء الاستعمار    عائد الاستثمار في السينما بأوروبا مثير للاهتمام    "الحراك" يفتح ملفات الفساد ويتتبع فاعليه    مدرب ليون الفرنسي يدعم بقاء بن رحمة    راتب بن ناصر أحد أسباب ميلان للتخلص منه    العثور على الشاب المفقود بشاطئ الناظور في المغرب    أرسنال يتقدم في مفاوضات ضمّ آيت نوري    "العايلة" ليس فيلما تاريخيا    5 مصابين في حادث دهس    15 جريحا في حوادث الدرجات النارية    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبز بلا أزمة مقابل الدعم الحكومي ب ''الحزمة''
نشر في الجزائر نيوز يوم 24 - 10 - 2011

اعتبر قلفاط يوسف رئيس الإتحادية الوطنية للخبازين، أن حذف الضريبة البيئية، ودعم سعر القمح الليّن، وتزويد المخابز بمولدات كهربائية من طرف الحكومة ''غير كاف لوصول الخباز إلى هوامش ربح معقولة''، داعيا الحكومة ''إلى دعم كافة المواد الأساسية لصناعة هذه المادة الحيوية إذا أرادت حلا نهائيا يجنب الجزائر أزمات الخبز الفجائية''·
تعقد الاتحادية الوطنية للخبازين الأحد القادم مجلسها الوطني الذي يمثل 48 ولاية، حيث ستخصص الفترة الصباحية منه لتوزيع جوائز مختلفة أهمها جائزة أحسن خباز في الجزائر، إلا أن الأنظار كلها تتجه نحو الجلسة المسائية التي سيطلع عليها أرباب أفران البلاد، التطورات التي أحرزتها مطالبهم عبر وزارة التجارة، التي ستكون حاضرة في دورة المجلس الوطني· ويقول قلفاط أن ''الحكومة إذا كانت استجابت لندائنا في مارس الماضي من خلال فتح باب الحوار، وحذفها لضريبة البيئة على الخبازين وتقليص النسبة الجبائية العامة على هذه الفئة وشروعها في تزويد المخابز بالمولدات الكهربائية، إلا أن الأمر غير كاف''· وبحسب المتحدث، فإن الجزائر ستبقى في منأى عن أي أزمة فجائية للخبز أو أزمات موسمية تتعلق بارتفاع المواد الأساسية ''فإن على الحكومة دعم أسعار كافة المواد الأساسية التي تدخل في صناعة هذه المادة الحيوية والرئيسية للجزائريين''، وذكر قلفاط أن سعر الماء وسعر الخميرة وسعر المحسنات، هي مكونات أساسية غير مدعمة ''ماعدا الفرينة التي ننال دعم سعرها ككافة الجزائريين دون مراعاة خصوصية مهنتنا''· وقال قلفاط يوسف أيضا الذي حل ضيفا على الإذاعة الوطنية أمس من خلال القناة الثالثة ''أن سعر المواد الأولية من غير القمح الليّن يرتفع سنويا، وهذا يؤثر على هامش الربح سنويا بالنسبة للخبازين، وهو في تهاو متواصل منذ سنة ,''1996 وهو ما يعني أن استجابة الحكومة لحزمة المطالب الخاصة بالخبازين أضحت الحل الأوحد لتجنب أي أزمة تغيب غذاء الجزائريين الرئيسي من على طاولاتهم، على حين غرّة· هذا الانحدار في هامش الربح، أدى حسب كبير اتحادية الخبازين إلى هجر المهنة، بعد أن أعجزهم ذلك عن تغطية نفقات وأعباء الانتاج· وذكر المتحدث في اتصال مع ''الجزائر نيوز'' أن الانقطاعات الكهربائية المتواصلة ''أصبحت أهم التحديات التي تؤرقهم بل وكانت سببا مباشرا في توقف كثير من المخابز بعد أن طالت أعطاب مستعصية، آلات إنتاجهم''· مقابل ذلك، لا تعتبر الاتحادية ''خيار الإضراب ناجعا ما دامت الحكومة تبدي ليونة في كل مرة استجابة لأهم مطالبنا، والأزمة الوحيدة اليوم تكمن في كيفية ضمان اكتفاء غير منقطع ومستقر في الجزائر من هذه المادة أمام ارتفاع دائم لأسعار كافة المواد الأساسية لصناعتها في الأسواق الدولية، وحمل الخبازين على عدم هجرة مهنتهم''·
عبد اللطيف بلقايم
صالح صويلح ل ''الجزائر نيوز'': عدد الخبازين في تزايد وليس كما يشاع
إستحسن، الأمين العام للإتحاد الوطني للتجار والحرفيين صالح صويلح، قرار تدعيم مختلف المخابز المتواجدة عبر الوطن بمولدات كهربائية، من أجل تفادي تحمّلهم المزيد من الخسائر بعد انقطاع التيار الكهربائي· كما اعتبر صويلح أن المسؤولين وباتخاذهم هذا القرار يكونون قد استجابوا لواحدة من المطالب المتكررة التي يرفعها الخبازون· كما بارك المتحدث ذاته في تصريح
ل ''الجزائر نيوز'' القرار الذي اتخذته الحكومة بإلغاء الضريبة على البيئة، وخفض الضريبة المفروضة على الخبازين من 12% إلى 05%، وجدد مطلب الخبازين في خفض أسعار الفرينة من أجل بقاء أسعار الخبز في استقرار، إذ يطالب الخبازون باعتماد سعر 1500 دينار عوض 2000 دينار للقنطار الواحد من الفرينة· وحسب صويلح، فإن عدد الخبازين في تزايد وليس كما يشاع بأنهم يعلنون إفلاسهم، مؤكدا أنه كل يوم تفتح مخبزات جديدة في مختلف البلديات· وأضاف إن بعض الخبازين يقومون بتحويل نشاطهم· وهذا من حقهم، وتمنى أن تواصل الحكومة في تقديم المزيد من التسهيلات والدعم للخبازين بما يعود بالفائدة على المواطن.
بوصاق· ر
إستطلاع :صناعة الخبز مهددة بالزوال !؟
لسنا ندري هل هي مفارقة عادية جلبت انتباهنا ونحن نحاول الغوص في موضوع صناعة الخبز في بلادنا، فإذا كان هاجس المواطن البسيط يبقى دائما البحث والعمل على تأمين قوت يومه ممثلا في الخبزة التي يكدّ ويجتهد من أجل توفيرها لضمان أدنى زاد يقتات منه يوميا، فإن نفس هذه الهواجس والهموم وجدناها عند صناع الخبز ونقصد بذلك طبعا الخباز، حيث لا تقل هو كذلك شكاويه من غلاء المعيشة وصعوبة تأمين قوته، وبين ما يعانيه الطرفان، حاولنا البحث عن مصدر المعاناة بدءا بالظروف التي تتم فيها عملية إعداد الخبز في المخبزة ومرورا بما تتطلبه من مجهودات ونفقات، وانتهاء بالواقع الذي تعانيه في ظل التجاذبات والنقاشات التي تدور منذ مدة حول هذه المادة الأساسية بامتياز في حياة المواطن البسيط والميسور على حد سواء·
وللأمانة لم نجد أي صعوبة في الحديث إلى بعض أصحاب المخابز بالعاصمة، حيث اعتبروا الأمر جديرا بالتطرق إلى مختلف جوانبه، خاصة ما تعلق منها بالإمكانات المسخرة لدى صانعي الخبز وهواجسهم ومشاكلهم التي تحولت مع مرور الوقت إلى هموم حقيقية تواجهها مهنة صناعة الخبز في بلادنا·
سعر الخبز لم يتغير منذ 1995
إذا كان عامة الناس ربما يجهلون آخر مرة تم فيها رفع سعر الخبزة الواحدة، فإن المعنيين بالأمر ونقصد طبعا الخبازين يحفظون تاريخ ذلك تماما، ويؤكدون على أنه منذ سنة 1995 لم تطرأ أي زيادة على سعر هذه المادة الأولية والأساسية بل والضرورية على موائد الجزائريين في كل أوقات الأكل بما في ذلك فطور الصباح، وهي الكلمات التي باشر بها صاحب مخبزة على مستوى شارع حسيبة بن بوعلي سرد أحواله مع هذه المهنة ''لا أضيف شيئا إن قلت أن سعر الخبز بقي على حاله منذ سنة 1995 في الوقت الذي عرفت فيه المواد الأولية مثل الفرينة، الخميرة، السكر، الزيت والمحسنات زيادات متعددة منذ ذلك التاريخ، وإذا أضفنا تكاليف الكهرباء والغاز والماء والزيادات التي حدثت فيها، أمكننا الوصول إلى حقيقة وهي أن الخبازين يدفعون اليوم ثمن جمود سعر الخبزة واستمرار تقلب أسواق المواد الأولية، وفي هذا المجال بودي الإشارة فقط إلى أن الكهرباء مثلا شهدت منذ 1995 سبع مرات زيادات والغاز ثلاث مرات، وهذا الوضع صراحة انعكس على العامل والمستخدم''·
ليس لدينا معلومات عن العملية الحسابية التي قدمها لنا هذا الخباز
عندما كشف لنا عن التكلفة التي تتطلبها خبزة واحدة، حيث أكد لنا بأنها تصل إلى حدود 9 دنانير، أي بزيادة نصف دينار عن السعر الحقيقي لبيع الخبز المحدد منذ سنة ,1995 والمفترض أن يطبق في جميع مخابز الوطن، وعندما حاولنا استفسار صاحبنا عن هامش الربح الذي يأخذه جراء بيع هذه المادة الأساسية، لم يتردد في الإجابة عن تساؤلنا بقوله بأن هامش الخسارة الموجود في الخبزة يعوضه في بعض المشتقات الأخيرة مثل ''البيتزا'' والحلويات، ورغم تعدد المواد الأولية التي تستعمل في صناعة الخبز، تبقى مادة الفرينة أساسية، وهو ما حاولنا التذكير به صاحب المخبزة عندما أشرنا إلى الدعم الذي استفادت منه هذه المادة من طرف الدولة، وهو أمر لم يكترث له كثيرا محدثنا، حيث أحصى لنا عدة مشاكل وعراقيل وصعوبات جعلت من مبدأ التدعيم أمرا غير كاف
''المشكلة لا تكمن فقط في تدعيم هذه المادة، بل أن الإشكال المطروح حاليا أمامنا يكمن في وسائل النقل، حيث أن عمال مؤسسة المطاحن لا يضمنون لنا نقل مادة الفرينة، وهو ما يعني منطقيا أننا نتولى بإمكاناتنا نقلها، مما يرفع من تكلفتها ويصبح مسعى الدعم غير مجدي''· وغير بعيد عن هذا الخباز الذي يتولى تموين جزء كبير من سكان حسيبة بن بوعلي بالخبز، قصدنا مخبزة أخرى، وبالإضافة إلى المشاكل التي قدمها لنا صاحبها، عرج إلى الحديث عن الأجهزة التي تستعمل في صناعة الخبز، حيث أخبرنا بأنها أصبحت اليوم قديمة وتتعرض من حين إلى آخر لخلل ما، مما يتطلب إصلاحها كما جاء على لسانه ''لعل ما يؤرقنا حاليا بالإضافة إلى غلاء المواد الأولية التي يصنع منها الخبز، هو الآلات والأجهزة التي نعمل بها، حيث باتت اليوم لا تؤمّن لنا عملا متواصلا نظرا لقدمها وعطبها الدائم، وقد حان الوقت لتغييرها وجلب معدات جديدة، وهي العملية التي لا نستطيع القيام بها نظرا لغلاء أثمانها، خاصة إذا علمنا بأنه يتم جلبها من طرف تجار ومتعاملين اقتصاديين من الخارج يسوقونها بأثمان غالية''·
الضرائب زادت من متاعب الخبازين
الإستماع إلى هموم الخبازين وفق الصورة التي يرسمونها لمن يستمع إليهم ويتابع سرد هواجسم يعني ببساطة بأنها لا تنتهي أبدا، وهو ما لمسناه عند الخباز الذي حدثنا عن المعدات التي تآكلت، حيث أشار في معرض حديثه إلى إشكالية أخرى أنهكت كاهلهم، وتتمثل في الضرائب التي اعتمدت منذ التسعينيات بنسبة قدرت ب 15% مما زاد الطين بلة، حسب تعبيره الذي نقلناه بأمانة، ويبقى الولوج في حياة الخبازين ومراحل صناعة الخبز فيه من المتعة والبحث عن عالم لم تكن تراه سوى على مستوى واجهات المخابز والرفوف التي تصفف فيها المئات بل والملايين من الخبز يوميا، فمثلا كنا نجهل أن عمال المخابز يأخذون مقابلهم من عدد القناطير من الفرينة التي يعجنونها أو يسهرون عليها عندما تكون في الفرن، وهي عملية لم تخل هي الأخرى من ارتفاع تكاليفها على صاحب المخبزة، وهو ما وضحه لنا أحدهم قائلا ''تصور أن أجرة العامل سنة 1995 كانت لا تتعدى 25 دينارا بالنسبة للعجين أو الطهي في الفرن وهي اليوم وصلت (الأجرة) إلى 100 دج، مما يعني حسابيا ومنطقيا أن قيمة صناعة قنطار واحد من الفرينة وتحويله إلى خبز ارتفع من 800 دج سنة 1995 إلى 3000 دج''·
وبقدر التحسن الذي حدث في عملية صناعة الخبز من خلال الأجهزة المتطورة التي وفرت المجهودات على العامل، فإن الحنين إلى الماضي في زمن الفرن المصنوع من البريك بدا واضحا من خلال آراء أصحاب المخابز والسبب، حسب أحدهم، يعود إلى سبب واحد هو ''أن الفرن القديم لا يتطلب إمكانات كبيرة ولا تتعطل أجهزته بخلاف ما نعيشه اليوم حيث بات الأمر صعبا للغاية''·
منطق الخبازين لا يخدم بالضرورة المواطن
لم يجد صاحب مخبزة أي حرج في البوح لنا بأحد أسراره وما يختلج في خاطره وماجادت به قريحته عندما أعلمنا صراحة بأن السعر الحالي للخبزة الواحدة قليل جدا، والغريب هو أنه برر لنا رأيه بالتركيز على نقطة أو مبرر لم يكن ليخطر على بالنا لولا التوضحيات والتعليل الذي أعقبه ''السعر الحالي للخبزة والمقدر ب 50,8 دج لا قيمة له ولا يحس به المواطن، ولو تم رفع سعره لما كانت هناك ظاهرة رمي الخبز من طرف هذا المواطن''·
أما عن هامش الربح الذي يناله في ظل السعر الحالي، فقد أخبرنا هذا الخباز بأنه يربح 80 ألف سنتيم مقابل 500 خبزة يبيعها، وهو هامش لا يرقى -حسبه- إلى الحد المطلوب، وكبديل لذلك، اقترح فكرة فحواها أنه ضد الأشخاص الذين يقفون ضد الزيادات في المواد الأولية كالحليب والخبز، ويقترح أن تحرر الأسعار ويتم رفع الأجور لدى العمال ويعتقد جازما بأن المواطن في كل الأحوال لا يساوي خبزة وعلينا رد الإعتبار إليه· ولم يتوقف هذا الخباز عند هذا الحد، بل أجرى مقارنة بين سعر الخبزة الواحدة بفرنسا والمقدر بواحد أورو أي ما يعادل 14 ألف سنتيم بالعملة الجزائرية، هكذا يفكر هذا الخباز الذي غادرنا والأرقام الحسابية التي قدمها لنا تتخمر في ذهننا؟!
هل ستؤول مهنة الخباز إلى الزوال؟
لو حاولنا عبثا السير في منطق الخبازين الذين التقيناهم، نستطيع الخروج بنتيجة واحدة وهي أن مهمة الخباز مهددة بالزوال على المدى المتوسط والطويل، وهو ما لمسناه من خلال النبرة التشاؤمية التي حدثنا بها أحد أصحاب المخابز ''لا يمكننا بأي حال من الأحوال الإستمرار في هذه الأوضاع، وما أخافه هو أن زوال هذه المهنة قريب جدا، وقد يأتي، اليوم الذي لا تجد فيه من يعمل كخباز، والدليل هو أن هناك اليوم العديد من المخابز أغلقت أبوابها بعد أن عجز أصحابها عن مسايرة تكاليف عملهم التي أثقلت كاهلهم، ولعل ما زاد في تعفن الوضع هو تولي أصحاب تشغيل الشباب ممارسة هذه المهنة التي عرفت منذ القدم بأنها وراثية بحتة كما هو الحال في أوروبا مثلا، فالمهنة تمارس أبا عن جد لكننا اليوم نلاحظ غزوا منقطع النظير لهذه المهنة معظمهم من فئة تشغيل الشباب''، بهذه النظرة فسر لنا هذا الخباز واقع صناعة الخبز في بلادنا، وقد أخبرنا كذلك بأن اليد العاملة في تناقص مستمر ويصعب اليوم العثور على اليد المؤهلة التي تصنع خبزا جيدا!؟·
استطلاع: حسن· ب
3 أسئلة إلى: قلفاط يوسف رئيس اتحادية الخبازين :هامش الربح تدحرج من 20 إلى 3 بالمائة
يتعرض يوسف قلفاط إلى أهم الأسباب التي انطفأ جراءها نحو 3 آلاف فرن مخبزة في الجزائر، ويحذر من نزيف حاد ومستمر في المجال في حال بقاء أسباب الهجر قائمة·
تبدو حسب آخر انشغالاتكم أن هوامش الربح هي المشكلة الأساسية للخبازين، هل يبدو معقولا أن كل تعزيزات الحكومة لم تف بالغرض؟
الجهاز التنفيذي مشكور على الليونة والاستعداد الدائم للحوار، ولكن يؤسفنا القول أن ما نلناه من دعم ليس في مستوى ضمان هامش ربح كريم ولائق للخبازين مقابل الأخطار التي يواجهونها بسبب الانقطاع الكهربائي وارتفاع المواد الأساسية المتبقية التي تدخل في صناعة الخبز· والدليل على ذلك هو هجر ما لا يقل عن ثلاثة آلاف خباز مهنتهم، ما بين سنة 2000 و 2010 وهذا عدد كبير قد يزيد أو يصل حد التضاعف، إذا بقيت الأسباب التي أدت إلى ذلك الهجر، قائمة في السنوات القادمة· لقد أصبح عدد المخابز 14 ألفا مقابل 17 ألفا في ,1996 ومقابل ذلك عدد السكان يزيد ومعدل الاستهلاك أيضا، وبالتالي تحقيق الاستقرار في إنتاج الخبز وتجنب الأزمات مرهون بدعم كافة المواد الأساسية·
ما هو معدل هامش الربح المطلوب لتحقيق الاستقرار في نظر الاتحادية؟
لقد كان هامش الربح يصل إلى 20 في المائة للخبزة الواحدة في سنة ,1996 وعوض أن يرتفع هذا المعدل أخذ في النزول مقابل ارتفاع أسعار كافة المواد الأساسية، ويصل اليوم ما بين 3 أو 4 في المائة· هذا معدل لا يكفي في الحفاظ على أصحاب المهنة ولا يغطي تكاليفهم وأعباء صناعة الخبز، ولهذا كان هناك تخلي جماعي عن المخابز إلى مهن وحرف أخرى·
الحكومة ستشرع في توزيع قيم المولدات الكهربائية خلال نوفمبر كخطوة أخرى للحفاظ على المهنة، كيف يجري التحضير في الاتحادية لهذا الإجراء؟
حاليا نحن عاكفون على الانتهاء من قوائم الخبازين عبر الولايات الذين وقعوا ضحايا الانقطاعات الكهربائية أو الذين هم في حاجة للمولدات الكهربائية، على أن نرسل القوائم إلى وزارة التجارة لتحويلها إلى وزارة المالية من أجل تخصيص الغلاف المالي الذي يغطي الطلب·
سأله: عبد اللطيف بلقايم
الخبازون يبحثون عن خبز كريم!
من عجائب ما يحدث في الجزائر، أن الخبازين يطالبون الحكومة ب ''خبز كريم''، وذلك من خلال رفع هوامش الربح التي تقهقرت من 20 بالمائة سنة 1996 إلى ما بين 3 و4 بالمائة، ما يعني أن أرباحهم التجارية لا تؤّمن لهم خبزا كريما و''الخبز الكريم'' في ثقافة الجزائريين، هو الدخل الذي يكفل العيش كضامن للحد الأدنى من العيش في كرامة·
وقد يتساءل متسائل إذا كان الخبّاز في بلدنا لا يضمن لنفسه الخبز، فكيف هي حال من لا يعمل في صناعة الخبز، الذي هو في النهاية الهدف البيولوجي الأول للرئيس والوزير والنائب البرلماني والمدير وما بينهما أو بعدهما من مسؤولين·
المشكلة في كل هذا، أن جزءا من الفساد الذي حل بالبلاد، لم يفكر مقترفوه والمتواطئون فيه، حتى في استثمار جزء من فسادهم لتأمين الخبز، وتحويل جزء من استثمار الفساد في الخير حتى يأكل الجميع من ''ريع الفساد'' لكن بنكهة الخبز· فأمام الواقع الذي يقول إن الحكومة قلّصت الجباية على الخبازين بنسبة 60 بالمائة، ودعمت سعر الفرينة، وهي تعكف على تزويد الأفران بالمولدات الكهربائية تجنبا لتعطل إنتاج الخبز بسبب الانقطاعات الكهربائية المتكررة، يبدو منطقيا القول من جهة أخرى أن الدولة وصلت مع الخبازين إلى حدود من المستحيل تجاوزها انسجاما مع منهجها الاقتصادي، وربما لم يبق إلا حل واحد··· أن ندعو أصحاب رؤوس الأموال الفاسدة في الجزائر الذين فرضوا منطقهم وأصبحوا يتعايشون جنبا إلى جنب في ود وإخاء مع غير الفاسدين من إخوانهم الجزائريين، أن يستثمروا في الخبز، ففي النهاية قد لا يمنّون على إخوانهم، لأن استثمارهم مضمون البيع، وفي النهاية أيضا·· ما نهبوه وخطفوه هو من جيوب هؤلاء المحتاجين للخبز كغذاء أساسي وليس كمكمل·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.