أعلن محافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم، رشيد جرورو، مساء أول أمس بمستغانم انطلاق فعاليات الدورة ال 47 للمهرجان التي تستمر فعالياتها إلى غاية 31 من ماي الجاري، بمشاركة سبع فرق، من مختلف أنحاء الوطن، ستتنافس على الجائزة الكبرى التي تتوج أحسن عمل متكامل فضلا عن جوائز أخرى مثل أحسن أداء رجالي ونسائي، وتحتضن المنافسة بينهم دار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي. وتميز حفل الافتتاح، الذي شهد حضور جمهور غفير، بتقديم استعراضات موسيقة وفنية شعبية، حيث استمتع الجمهور بلوحات فولكلورية من عمق التراث المحلي تعكس ثراء المنطقة بطبوعها الفنية المختلفة من العيساوي والقناوي، وامتزجت فيها بشكل متميز الألوان والأصوات والحركات التعبيرية، ليتجول الجمهور بعدها في قاعة المعارض لمتابعة معرض رسم لأهم الشخصيات التي فقدها المسرح الجزائري بعد أن حققت أعمالهم الخالدة أمجاد الخشبة في المسرح الجزائري. ثم كان الافتتاح الرسمي بحفل غنائي وموسيقي على ركح المسرح تخلله عرض مسرحي من إخراج "مبرك عبد الله" وأداء الممثلين فاطمة شيخ جاوطسي وبوهلة ارسلان والمخبي فتحي كافي، وهو تكريمي خاص مهدى لروح فقيد المسرح محمد بن قطاف باستحضار شخصيته وشخصه. ها هو المهرجان الوطني لمسرح الهواة يعود مرة أخرى في الموعد نفسه وفاء لمحبي الخشبة والفن الرابع. لتبدأ فعالياته ويتواصل باعتباره خزانا لاكتشاف الأصوات المسرحية الجديدة والمواهب الفنية التي تشارك في هذا الاحتفال المسرحي الذي يجتمع من خلاله، كل سنة منذ نشأته في 1967 وعبر أجيال متعاقبة، هواة المسرح الجزائري وفاعلوه للوقوف عند مختلف التجارب المسرحية الهاوية، ودفع وتشجيع القدرات المسرحية الشابة وتشجيعها. وعلى هامش العروض المسرحية المبرمجة سيكون الجمهور على موعد مع عدة أنشطة أخرى من بينها تنظيم ملتقى حول مسيرة الكاتب المسرحي ولد عبد الرحمان كاكي ومحاضرات حول الإخراج المسرحي بين الهواة والاحتراف، بمشاركة 12 أكاديميا وناقدا مسرحيا يقومون بالإشراف على النقاشات المفتوحة مع الشباب من هواة المسرح. لتبدأ أولى العروض أمس مع الجمهور المستغانمي المتذوق للفن بمسرحية "طيحة ونوضة" كتابة وإخرج يوسف حبوش لجمعية رياض الإبداع من فوكة ولاية تيبازة، حرك أحداث المسرحية الناطقة باللهجة العامية، أربعة أشخاص رئيسية، في صراع مع الزمن نجحوا في نقل صرخة رسام، مخرج مسرحي، مغني راب وعازف على آلة ‘'القمبري''، ممن عانوا التهميش والإقصاء وتجرعوا مرارة الرفض واللامبالاة، لتشكل عبر 70 دقيقة لوحة درامية من الضحك والسخرية والمعاناة تعرض هذا الواقع للشباب المبدع. وتستمر في الأيام القادمة المسرحيات الأخرى المشاركة ضمن الطبعة ال47 للمهرجان، مع عروض لكل من "الصهد" لتعاونية "النبراس" من أدرار و«الرقصة الأخيرة" لجمعية "القوالة" من غيليزان و«الوحل" لجمعية "ملائكة الخشبة" من وهران و«عويل الزمن المهزوم" لجمعية "الناقوس للمسرح والسينما" من الأغواط، إضافة إلى كل من مسرحية "305" لجمعية الفنون الدرامية لمستغانم و«غرفة الشيطان" باللغة الأمازيغية لجمعية "أنيس إنملايان" من بجاية. كما ستنتقل بعض العروض خارج المنافسة بولايات أخرى مثل معسكر وسعيدة. وتتكون لجنة تحكيم هذه الدورة من جمال بن صابر رئيسا، وعبد الرحمن زعبوبي وسليم سهالي وسميرة صحراوي وفضيلة عسوس أعضاء. يعتبر المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمدينة مستغانم من أعرق التظاهرات الثقافية على المستويين الإفريقي والعربي، حيث شكل ظهوره لأول مرة في خريف 1967 منعرجا جديدا في مجال الخريطة الثقافية للجزائر "تتميز هذه التظاهرة كونها نابعة من الأوساط الشعبية التي ساندت واحتضنت المهرجان منذ الطبعات الأولى. حيث ساهم في استمرارية المهرجان مجموعة من محبي المسرح وفي مقدمتهم المرحوم الجيلالي بن عبد الحليم فضلا عن أعضاء من فوج الفلاح للكشافة الإسلامية ونقابة المبادرة والسياحة لمدينة مستغانم. وقد واجه المهرجان خلال مسيرته منذ أول دورة سنة 1967العديد من المشاكل والصعوبات المالية غير أن عزيمة وإرادة الطبقات الشعبية والمنظمين حالت دون توقف التظاهرة.